لُقب برجل اللقاحات.. منصف السلاوي عالِم مغربي شارك فى تطوير لقاحات للوقاية من التهابات المعدة والأمعاء والملاريا
منصف محمد السلاوي, عالم أمريكي من أصول عربية, ولد في 27 يوليو 1959 بمدينة أكادير المغربية، وهو خبير في الصناعات الدوائية، يعيش بالولايات المتحدة الأمريكية ومدير سابق لقسم اللقاحات بشركة جلاكسو سميث كلاين. عمل البروفيسور السلاوي في الشركة لمدة ثلاثين عامًا، وتقاعد في عام 2017. في 15 مايو 2020, وإبان فترة حكم الرئيس دونالد ترامب أعلن عن عملية Warp Speed بهدف تسريع الجهود لتطوير لقاح لفيروس كورونا. وقد شارك السلاوي فى هذا المشروع.. الأمر الذي اعتبر حينئذ، بمنزلة تتويج لعالم له بصمات واضحة في مجال اللقاحات.
3 شهادات دكتوراة
السلاوي (61 عاما) حاصل على دكتوراة في علم الأحياء الجزيئي والمناعة من جامعة “ليبر دو بروكسل” ببلجيكا، ودكتوراة في الطب بجامعة هارفارد ومثلها بجامعة تافتس.
براءات اختراع
وفي سجله إنجازات علمية وبراءات اختراع عديدة، أهمها تطويره لقاحات للوقاية من التهابات المعدة والأمعاء وسرطان عنق الرحم والملاريا والإيبولا.
يعرف السلامي، المولود في مدينة أغادير وسط المغرب عام 1959، بشغفه بعالم اللقاحات والأدوية ضد الفيروسات وخبرته بعلم البيولوجيا، ومعارفه الغزيرة بمنظومة عمل الجسم البشري.
وهو أيضا من العلماء المعروفين حول العالم باجتهاداتهم وإنجازاتهم العلمية في مجال اللقاحات وعلم المناعة.
قالت عنه صحيفة “أخبار اليوم” (مغربية مستقلة) إن “من أفضال كورونا المستجد، أنها أنصفت عشرات الكفاءات المغربية حول العالم، وفسحت مجالا لإعادة الاعتبار للطاقات النابغة التي حزمت حقيبة سفرها وهاجرت إلى ما وراء البحار بحثا عن العلم والمعرفة والتقدير”.
نقطة البداية
غادر السلاوي المغرب نحو فرنسا وعمره بالكاد 17 عاما من أجل دراسة الطب، بعد أن حصل على شهادة البكالوريا بثانوية “محمد الخامس” في مدينة الدار البيضاء (شمال).
غير أنه انتقل سريعا لبلجيكا لدراسة البيولوجيا الجزئية، وحصل هناك على الدكتوراة وتزوج زميلة له في نفس الجامعة متخصصة في علم الأعصاب، اكتشفت لقاحا ضد فيروس ظهر في الثمانينيات كان يهاجم الأبقار شبيه بفيروس نقص المناعة لدى البشر.
وبعد 27 عاما قضاها أستاذا جامعيا بالعاصمة البلجيكية بروكسل، غادر وزوجته نحو الولايات المتحدة ليصبح أستاذا في جامعة هارفاد ببوسطن ويساهم في اكتشاف غالبية لقاحات علم المناعة.
إنجازاته فى أمريكا
مقام السلاوي في أمريكا لم يقتصر على التدريس، بل يشغل مناصب في شركات رائدة في مجال صناعة اللقاحات والأدوية، بينها: مسؤول قسم البحث والتطوير ثم رئيسا لقسم اللقاحات في شركة “غلاسكو سميث كلاين”.
كما أشرف على تطوير 24 لقاحا جديدا لفيروسات جد متطورة بين عامي 2011 و2016، والتي وافقت عليها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بشكل رسمي.
وساهم بشراكة مع شركة “فيرلي” المتخصصة في علم الحياة (متفرعة عن غوغل) في مشروع صنع أنظمة الكترونية صغيرة قابلة للزرع، تستخدم لتصحيح النبضات العصبية الشاذة وغير المنتظمة.
لكن في ظل الحرب ضد كورونا، انخرط السلاوي بارتباطات مهنية مع العديد من شركات الأدوية، مثل “غلاكسو سميث كلاين”، التي تعمل على تطوير لقاح مع شركة “سانوفي”، كما أنه عضو في مجلس إدارة شركة “موديرنا”، وهي واحدة من أولى الشركات التي قامت بإجراء تجارب سريرية لأحد اللقاحات.
ومع تكليفه الجديد من ترامب، سيخوض السلاوي المعركة الأصعب في مساره العلمي الحافل، وهو الوصول إلى لقاح فعال ضد كورونا.
نظرته للفيروس
السلاوي ظهر في برنامج حواري اسمه “حديث مع الصحافة” على القناة الثانية (عمومية مغربية)، آنذاك قال السلاوي إن “هناك 800 دراسة سريرية تجرى في العالم من أجل تحديد كل الخصائص التي تتعلق بفيروس كورونا المستجد والعمل على تطويقه، حتى يتأتى توفير دواء يمكن من تقليصه والحدّ من استنساخه وتكاثره”.
وتابع “وفي مرحلة ثانية العمل على الحيلولة دون أن تؤدي مناعة جسم المريض إلى الرفع من معدلات مضادات الأجسام وأن تظل في المستوى المطلوب”.
وأضاف أن “هناك أكثر من 30 لقاحا في طور التجريب، وأن لقاحين اثنين انتقلا من مرحلة التجريب الحيواني إلى مرحلة الدراسة السريرية على الإنسان”.
وكان العالم المغربي قد قال في وقت سابق إنه يعتزم التنحي بعد وصول لقاحين وعلاجين لـ Covid-19 إلى الأسواق، وهو ما حدث بالفعل مع إقرار لقاح موديرنا. وقدم السلاوي استقالته من عمله مع الإدارة الأمريكية في يناير 2021 بناء على طلب من الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن.
ويعتقد السلاوي، كما جاء في حواره مع القناة المغربية، أن “نقطة ضوء كورونا أن فيروسات الحمض النووي الريبوزي التي تخصه لم تتغير، خلافا لما يقع بخصوص فيروس الأنفلونزا الذي يتغير كل سنة، لذلك يمكن محاصرته ما ظل الوضع على هذه الحالة”.
وجرى تعيين السلاوي خلفا للطبيب “ريك برايت”، الذي كان مكلفا بالبحث عن لقاح ضد كورونا قبل أن يعزله ترامب في أبريل الماضي عقب معارضته استخدام دواء “اليهدروكسي كلوروكين” في علاج مرضى كورونا.
منحت كلية جيتيسبيرغ لسلاوي درجة الدكتوراه فخرية في العلوم في مايو 2017. في عام 2012، اختير السلاوي كواحد من “25 شخصًا الأكثر تأثيرًا في مجال الأدوية الحيوية اليوم” من قبل فيرسبيوتك. في عام 2016، صنفته مجلة فورتشن ضمن “أعظم 50 قائدًا في العالم”. أدرج صانع الأدوية السلاوي في قائمة “أفضل 100 صانع للأدوية في العالم” لعام 2018.