مرض القلب ولولب منع الحمل؟
هل من الملائم استخدام وسيلة اللولب لمنع الحمل لدى مريضة تم لها زراعة صمام معدني في القلب وتتناول أدوية منع تخثر الدم؟
حول هذا السؤال يجيب د. حسن محمد صندقجي – استشاري باطنية وقلب – مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض قائلاً:
لاحظي أن اللولب هو إطار بلاستيكي على هيئة حرف تي بالإنجليزية T يتم إدخاله إلى تجويف الرحم كوسيلة موضعية لمنع الحمل. والنوعان الأكثر شيوعاً للولب هما:
– نوع اللولب المغلف بسلك نحاسي (اللولب النحاسي).
– نوع يحتوي على هرمون البروجسترون الأنثوي (لولب البروجسترون).
وخلال الوجود داخل الرحم، فإن أحدهما «ينضح» بكميات ضئيلة جداً من عنصر النحاس داخل الرحم، والآخر «ينضح» بهرمون البروجسيترون داخل الرحم.
ولذا كل منهما له آلية ومفعول مختلف في تحقيق منع الحمل. وبالنسبة للولب النحاسي، فإن النحاس يعتبر مادة ضارة بالبويضة وبالحيوانات المنوية، وعند وجود النحاس داخل الرحم يحصل تعطيل لفرصة الحمل وتعطيل لإمكانية انغراس البويضة المُلقحة بالحيوان المنوي داخل بطانة جدار الرحم، وبالتالي لا يحصل الحمل. وقد يمتد هذا المفعول لمدة عشر سنوات ما دام بقي اللولب النحاسي داخل الرحم، ويزول هذا التأثير المانع للحمل بمجرد إخراج اللولب من داخل الرحم، ثم تعود قدرة الحمل للمرأة.
وبالنسبة للنوع الآخر من اللولب، لولب البروجسترون، يُؤدي وجود هرمون البروجسترون إلى ضمور بطانة الرحم وتشكيل سدادة مخاط عند عنق الرحم، مما يعيق تغلغل الحيوانات المنوية ويوفر وسيلة آمنة لمنع الحمل مدة خمس سنوات تقريباً. ولذا فإن كلاهما وسيلة جيدة لمنع الحمل، وبإزالتها تعود سريعاً قدرات الإخصاب الطبيعية. وأيضاً لا يتسببان بزيادة احتمالات حصول تجلط الدم في الأوعية الدموية. وفي المقابل، قد يتسبب وضع اللولب في الرحم بعدم الراحة، وبزيادة كمية دم الحيض في حال اللولب النحاسي، وبتدني كمية دم الحيض في حال لولب البروجسترون.
هذا بالعموم للنساء، وبالنسبة لمريضة لديها صمام معدني مزروع وتتناول أدوية منع تخثر الدم تجدر ملاحظة النقاط الأربع التالية عند التفكير بوسيلة ملائمة لمنع الحمل:
– الأولى، استشارة طبيب القلب وطبيب النساء المتابع للمريضة، وفهم ما الذي يقترحونه، وما هو الأفضل لحالة المريضة وفق حالتها الصحية، ووفق التاريخ المرضي السابق، ومقدار جرعة دواء منع التخثر الذي تتناوله، وعدد من الجوانب الصحية الأخرى.
– الثانية: إجراء عملية إدخال اللولب بدقة لدى الطبيب المتخصص، لمنع أي مضاعفات لذلك. وخاصة في جانب احتمالات حصول التهابات ميكروبية، ومدى نصح أو عدم نصح طبيب القلب بتناول دورة (كورس) من المضاد الحيوي مع عملية وضع اللولب.
– الثالثة: مراقبة عدم حصول التهاب ميكروبي في فترة الثلاثة أشهر التالية لوضع اللولب داخل الرحم.
– الرابعة: المتابعة مع طبيب النساء والولادة لتقييم وضعية اللولب وحالة الدورة الشهرية.