طبيبك الخاص

طبيبك الخاص

  • هل تحدث صعوبات النوم مع التقدم في العمر؟

* عمري فوق الخمسين، وأجد صعوبات في النوم والاستمرار فيه، وأتعب من هذا في أثناء النهار وفي فترة المساء، بمَ تنصح؟

يجيب على هذا السؤال الدكتور حسن محمد صندقجي، استشاري باطنية وقلب في “مركز الأمير سلطان للقلب” بالرياض قائلاً:

– بدايةً لاحظ معي ضرورة جعل الحصول على قسط كافٍ من النوم أولوية صحية، أسوةً بالاهتمام بتناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة البدنية. ووجود مشكلات صحية لدى المرء، في أيٍّ من مراحل العمر، قد تتسبب له بصعوبات في الخلود إلى النوم وصعوبات في الاستمرار فيه الفترة الكافية للجسم، أي 8 ساعات من النوم الليلي المريح وغير المتقطع.

والمشكلات، مثل الرغبة في تكرار التبول لأسباب صحية عدة، وكذلك آلام الظهر والرقبة والمفاصل، والحكة الجلدية لأسباب عدة، وحموضة المعدة، وانقطاع التنفس في أثناء النوم، واضطرابات الغدد الهرمونية، والسمنة، كلها أمثلة لحالات قد تؤثر على نمط النوم، وبخاصة لدى كبار السن ومَنْ هم في أواخر مرحلة متوسط العمر. ولكن في الغالب يستطيع المرء العودة إلى النوم عند زوال التأثيرات المزعجة لتلك الحالات المرضية.

كما أن عدداً من السلوكيات قد يتسبب باضطرابات النوم، كالتدخين والإفراط في تناول المشروبات المحتوية على الكافيين والتوتر النفسي وعدم ممارسة الرياضة اليومية في فترة النهار، وكثرة الجلوس، وكثرة النظر في الشاشات المضيئة للكومبيوتر أو الهاتف المحمول أو التلفزيون، خصوصاً في فترة ما بعد غروب الشمس.

وفي المقابل، فإن تجاوز عمر الستين قد يرافقه لدى البعض تغيرات في نمط النوم، كالتقلب في الفراش وصعوبة بدء النوم وصعوبة الاستمرار فيه وتناقص الفترة الزمنية لمرحلة النوم الليلي وعدم الشعور بالحيوية والنشاط عند الاستيقاظ في الصباح.

وتشير المصادر الطبية إلى أن جزءاً من المشكلة سببه في الأصل عدم التعود على النمط الصحي في النوم، وتحديداً في عدم الحرص على النوم مبكراً والاستيقاظ مبكراً، وعدم الاهتمام بعناصر “نظافة بيئة النوم” (التي سيأتي توضيحها) لفترات طويلة قبل بلوغ عمر ما فوق الخمسين. وهو ما سيستمر لا محالة لدى المرء كأمر تعوّد عليه لسنوات.

لذا، فإن الاهتمام بالنوم الصحي طوال مراحل العمر، وتحديداً النوم مبكراً ولثماني ساعات في فترة الليل، هو الخطوة الوقائية الأولى.

والخطوة الثانية تتمثل في مراجعة الطبيب للتأكد من أن الأدوية، التي قد يكون المرء يتناولها بانتظام لعلاج أي من الحالات المرضية المزمنة، لا تتسبب باضطرابات في النوم. وأيضاً للتأكد من كفاءة معالجة الحالات المرضية، التي قد يُعاني منها المرء ولها دور محتمل في اضطرابات النوم لديه، مثل آلام المفاصل أو انقطاع التنفس في أثناء النوم أو جفاف الجلد أو اضطرابات البروستاتا وغيرها.

والخطوة الثالثة تتمثل في الاهتمام بالحد من التشوش المؤثر على نوعية النوم، والعمل على التهيؤ للنوم عبر الاهتمام بعناصر “نظافة بيئة النوم”، وعدم ترك هذا الأمر كأمر سيحصل تلقائياً في أواخر فترة المساء. بمعنى، التوقف عن تناول المشروبات المحتوية على الكافيين مع غروب الشمس، وتحديداً الشاي والقهوة ومشروبات الطاقة، والتوقف عن شرب السوائل في غضون ساعتين من وقت النوم لتقليل فترات الذهاب إلى الحمام. وإذا كان الألم يجعل المرء مستيقظاً في الليل، فيمكن استشارة الطبيب حول تناول مسكنات الألم قبل النوم، والعمل على خفض الإضاءة من بعد غروب الشمس وتقليل التعرض للأضواء الناتجة عن تشغيل التلفاز أو شاشة الكومبيوتر أو الهواتف المحمولة، وعدم إبقاء الأجهزة ذات الشاشات في غرفة النوم، وأيضاً خفض التعرض للضجيج بعد الغروب.

كما تجدر الإشارة إلى الحد من فترة القيلولة خلال النهار لفترة تتراوح ما بين 10 إلى 20 دقيقة فقط، وإذا وجد المرء أن قيلولة النهار تجعله أقل نعاساً في وقت النوم، فعليه تجنب القيلولة تماماً كما تشير مصادر طب النوم.

  • البطء في نبض القلب.. ما علاجه؟

لماذا يحصل البطء في نبض القلب، وكيف تتم معالجته؟

يجيب على هذا السؤال الدكتور حسن محمد صندقجي استشاري باطنية وقلب مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض قائلاً:

نبض القلب الطبيعي حال الراحة يتراوح ما بين ٦٠ إلى ١٠٠ نبضة في الدقيقة. وحالة بطء القلب هي حينما يكون معدل نبض القلب حال الاستيقاظ أقل من ٦٠ نبضة في الدقيقة. وآنذاك قد يتسبب هذا البطء في نبض القلب ببطء تدفق الدم إلى الدماغ ونقص تزويد الدماغ بالأوكسجين. وهذا قد يُؤدي إلى الإغماء، أو دوار الدوخة، أو الشعور بالإعياء والإرهاق البدني والذهني، أو ضيق النفس، أو ألم في الصدر.

هذا حال الاستيقاظ، أما انخفاض نبض القلب إلى ما دون ٦٠ نبضة في الدقيقة أثناء النوم فهذا طبيعي، وربما يصل إلى أقل من ٤٠ نبضة الدقيقة أثناء النوم العميق للشخص الطبيعي. وكذلك قد ينخفض معدل نبض القلب إلى ما دون ٦٠ دقيقة حال الاستيقاظ والراحة لدى الرياضيين، ولا يتطلب القلق أو المعالجة طالما لا يتسبب بأي أعراض.

وبخلاف هذه الحالات الطبيعية، هناك عدة أسباب وراء بطء القلب، مثل تلف أنسجة القلب مع التقدم في العمر أو نتيجة الإصابة بأحد أمراض القلب في عضلة القلب أو شرايين القلب، أو نتيجة لوجود أحد اضطرابات مسارات كهرباء القلب، أو نتيجة وجود عيب خلقي متقدم في القلب، أو كإحدى مضاعفات الخضوع لعملية جراحية في القلب، أو كأحد تداعيات كسل الغدة الدرقية، أو عند حصول اضطرابات في البوتاسيوم أو الكالسيوم في الدم نتيجة لعدد من الاضطرابات المرضية. كما قد تنجم حالة بطء نبض القلب نتيجة الإصابة بانقطاع التنفس أثناء النوم، أو كأحد الآثار الجانبية لعدد من الأدوية.

ولذا، فإن بطء نبض القلب يتطلب معرفة السبب وراء ذلك من بين تلك الأسباب الكثيرة المحتملة لذلك. وأولى خطوات ذلك إجراء رسم تخطيط كهرباء القلب «إي سي جي»، الذي يرسم تتابع مراحل سريان الكهرباء في أجزاء القلب، ومن هذا يُمكن للطبيب معرفة الكثير عن كهرباء القلب. وبالتزامن مع هذا يطلب الطبيب إجراء تحاليل الدم لمعرفة حال عمل الغدة الدرقية، ومستوى هيموغلوبين الدم، ونسبة المعادن في الدم كالبوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم.

ثم يطلب الطبيب إجراء فحص الهولتر، وهو فحص يرصد ويسجل جميع النبضات التي ينبضها القلب خلال فترة ٢٤ ساعة أو فترة أطول من ذلك، مع تدوين المريض وقت حصول أي أعراض قد يشعر بها. ومن هذا الفحص يتبين للطبيب مدى وجود أي اضطرابات في إيقاع نبض القلب في مجموع نبضات القلب التي قد تبلغ بالمتوسط نحو ١١٠ آلاف نبضة. كما قد يطلب الطبيب إجراء فحص تصوير القلب بالأشعة الصوتية لمعرفة حال حجرات القلب وصمامته وقوة عضلته ومدى وجود أي عيوب خلقية فيه.

ثم قد يتقدم الطبيب بإجراء فحوصات أخرى لرصد نمط كهرباء القلب حال بذل الجهد عبر إجراء اختبار جهد القلب بالجري على الدواسة الكهربائية، ورصد نمط نبض القلب حال تغيير وضعية الجسم عبر إجراء فحص الطاولة المائلة. وإذا كان ثمة احتمال بوجود حالة انقطاع التنفس أثناء، قد يطلب الطبيب إجراء اختبار دراسة التنفس أثناء النوم. وقد تتطلب الحالة فحصوات أكثر تقدماً كدراسة كهرباء القلب بالقسطرة.

ومع المراجعة لدى طبيب القلب والمتابعة لديه، فإن المعالجة تعتمد على السبب وتعتمد في نفس الوقت مدى حصول أي من تداعيات بطء نبض القلب. بمعنى ملاحظة أمرين: الأول: إذا كان السبب هو تناول أحد الأدوية التي قد تُبطء نبض القلب، أو أحد اضطرابات المعادن في الدم، أو ضعف الغدة الدرقية، أو انقطاع التنفس أثناء، فإن المعالجة تتوجه نحو إزالة أي من ذلك. والثاني: هل يتسبب بأعراض تتطلب معالجة سريعة لإعادة نبض القلب إلى الحالة الطبيعية ثم البحث عن السبب والتعامل معه.

كما أن هناك وسائل دوائية أو أجهزة خاصة تتم زراعتها (بشكل دائم أو مؤقت) للعمل كمنظم لنبض القلب بحيث تُصدر تياراً كهربائياً يُحفز حصول نبض القلب بشكل منتظم، وبصفة تتغلب على استمرارية حصول بطء نبض القلب. والحقيقة أن طب كهرباء القلب متقدم جداً في التعامل مع حالات اضطرابات نبض القلب.

  • ابنتي مصابة بداء “نتف الشعر”.. هل لها علاج؟

ابنتي تنتف شعر منطقة في الرأس بشكل متكرر، ما تنصح؟

يجيب الدكتور د. حسن محمد صندقجي استشاري باطنية وقلب مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض قائلاً:

– هناك حالة يُطلق عليها “هوس نتف الشعر”، وهو اضطراب نفسي يتميز بالرغبة المتكررة في شد الشعر إلى حدّ نتفه بطريقة لا يُمكن مقاومتها ورغم الرغبة الذاتية بالتوقف عن فعل ذلك، سواء في فروة الرأس أو أحد الحاجبين أو شعر مناطق أخرى في الجسم، ما يؤدي إلى ظهور بقع صلعاء أو شعر خفيف جداً، ما يدفع الشخص إلى بذل الجهد في محاولة لإخفاء تلك المنطقة المتضررة.

ومن الملاحظ طبياً أنه قد تختلف المواضع التي يتم نتف شعرها من وقت لآخر، كما قد يكون ثمة شعوراً بالتوتر قبل نتف الشعر أو حال محاولة مقاومة فعل ذلك، ولدى البعض قد يبعث فعل نتف الشعر على الراحة النفسية ولدى أخرين قد يزيد من توترهم النفسي، كما قد يلجأ المُصاب إلى عض الشعر المنتوف أو مضغه أو أكله أو اللعب به.

وعليك كوالدتها، دون الضغط عليها أو تعنيفها، مصارحتها وتنبيهها إلى ذلك، وأنه يجدر عدم فعله لأنه شيء غير طبيعي، وإن تفهمت توضيحك ووجدت صعوبة في تعاملها مع هذه المشكلة لديها، يجدر مراجعة الطبيب.

  • الرجفان الأذيني.. ما هو؟

• هل يمكن الوقاية من الإصابة بالرجفان الأذيني؟

يجب د. حسن محمد صندقجي:

– الرجفان الأذيني هو أحد اضطرابات النبض الشائعة نسبياً بالمقارنة مع أنواع اضطرابات النبض الأخرى. ويحصل فيه أن تكون ضربات القلب سريعة وغير منتظمة في إيقاعها. وهذه الحالة قد تتسبب بارتفاع احتمالات حصول عدد من المضاعفات والتداعيات، التي يمكن في الغالب منع حصولها بالمتابعة مع الطبيب وإجراء الفحوصات التي يطلبها وتناول الأدوية التي يصفها.

ولاحظ أن الأذينين (الحجرتين العلويتين في القلب) تنقبضان قبل البطينين (الحجرتين السفليتين في القلب)، والرجفان هو حركة ارتعاش في الأذينين لا جدوى منها، أي أنها تحصل بشكل مستمر دون حصول عملية الانقباض التي تضخ الدم من الأذينين إلى البطينين. وبالتالي قد يحصل نتيجة لذلك بقاء الدم فترة أطول في الأذينين، أو انتقال الارتجاف إلى البطينين. وهذان الأمران يتم التعامل معهما طبياً بغية عدم تسببهما في أي مضاعفات أو تداعيات صحية.

ومن أهم أسباب نشوء الارتجاف الأذيني وجود أمراض أو أضرار أو تغيرات هيكلية في القلب والأوعية الدموية، مثل مرض ارتفاع ضغط الدم وأمراض شرايين القلب وأمراض صمامات القلب واضطرابات في نظام كهرباء القلب. وهناك أسباب لا علاقة لها بشكل “مباشر” بالقلب، مثل اضطرابات عمل الغدة الدرقية وفقر الدم والتعرض لبعض أنواع الأدوية أو الكافيين أو التبغ أو الكحول، إضافة إلى عدد من أمراض الرئة ونقص أكسجين الدم.

ولذا تتمثل الوقاية في الحرص على عيش نمط صحي في سلوكيات الحياة اليومية، مثل: التغذية الصحية الغنية بالخضار والفواكه والأسماك والمكسرات وزيت الزيتون وتقليل تناول الشحوم الحيوانية، والحرص على ممارسة النشاط البدني بشكل يومي، وإزالة السمنة للحفاظ على وزن طبيعي، وتجنب التدخين، وعدم الإفراط في تناول المشروبات المحتوية على الكافيين، وتقليل التوتر والغضب، والحرص على أخذ قسط كافٍ من راحة النوم الليلي. وأيضاً الحرص على تلقي المعالجة الطبية عند وجود أي أمراض قلبية أو في الأوعية الدموية أو الرئتين أو الغدة الدرقية أو فقر الدم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: جريدة الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى