الإصابة بالحمى.. وخطأ شائع يقع فيه الجميع
الحمى زيادة مؤقتة في درجة حرارة الجسم، وغالبًا ما تحدث بسبب الإصابة بمرض. وتدل الإصابة بالحمى على أن شيئًا غير طبيعي يحدث في الجسم.
بالنسبة للبالغين، ربما تسبب الحمى الشعور بعدم الراحة، ولكنها لا تكون عادةً مصدرًا للقلق إلا إذا وصلت درجة الحرارة إلى 39.4 درجة مئوية (103 درجة فهرنهايت) أو أكثر. بالنسبة للرضع ومن هم في سن الحبو، ربما يشير الارتفاع الطفيف في درجة الحرارة إلى الإصابة بعدوى خطيرة.
مؤخراً, عرضت صحيفة “كوريري ديلا سيرا” الإيطالية تقريرا يكشف عن 10 معلومات قد لا يعرفها الكثير من الناس حول الحمى وكيفية التعامل معها ومسبباتها.
ما هي الحمى
تعرف الحمى بأنها زيادة درجة حرارة جسم المريض عن 37 درجة مئوية، مع ملاحظة أن هذه الزيادة لا تتراجع بل تظل فوق المعدل الطبيعي لفترة، ولأن أسباب الحمى كثيرة، فلا تعتبر مرضا بل أحد الأعراض الشائعة في العديد من الحالات المرضية.
متى وكيف نقيس درجة حرارة المريض؟
يجب قياسه درجة حرارة المريض أكثر من مرة خلال ساعة واحدة، على أن يكون القياس في نفس المكان وبنفس مقياس الحرارة، وذلك للحصول على أدق درجة حرارة دون تدخل أي عوامل خارجية، وفي حالة الشك في صحة القياس، من الأفضل ترك الترمومتر الكلاسيكي في مكانه أقل من دقيقة واحدة.
ما أسباب الحمى؟
تعتبر الحمى الثمن الذي يجب دفعه للتخلص من الفيروسات والبكتيريا والالتهابات الموضعية، كما أنها تعبر عن استجابة مفيدة من الجسم تجاه الحالات الخطرة مثل إصابة الأنسجة أو موتها لسبب ما.
وتحدث الحمى لسببين: أولاً، لأن أي جراثيم مسببة للعدوى أو الالتهاب لا تتكاثر بشكل جيد في درجة حرارة تزيد عن 37 درجة مئوية. ثانيا، لأن الحمى تعد إنذارا بالحاجة إلى تبريد الجسم مرة أخرى، لأنه من أجل الشعور بالتحسن، يجب الحفاظ على درجة حرارة داخلية في نطاق معتدل.
لماذا تزيد خطورة الحمى لدى الأطفال؟
يمكن أن تؤدي درجة الحرارة الزائدة إلى حدوث تشنجات لدى الأطفال، ما يزيد من خطورة الأمر، كما أنه في بعض الحالات، تفشل محاولات خفض درجة الحرارة خاصة إذا كانت الحمى الشديد مصحوبة بارتفاعات وانخفاضات مفاجئة في درجة الحرارة.
ويشار إلى أن الحمى ضمن أكثر الاضطرابات العصبية شيوعًا لدى الأطفال وخاصة الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 18 شهرًا، وفي بعض الأحيان يمتد خطورة التعرض إلى هذه الحالة إلى عمر 5 سنوات.
الفارق بين الحمى الناتجة عن عدوى الجهاز التنفسي أو الهضمي
غالبًا ما تكون الحمى مصحوبة بعلامات أخرى تكشف عن سبب المشكلة، ففي معظم الحالات التي تكون فيروسات الجهاز التنفسي هي السبب، تكون الحمى مصحوبة بسعال أو انسداد أو سيلان في الأنف أو التهاب في الحلق.
أما عندما تكون الحمى بسبب فيروس أصاب الجهاز الهضمي، فتصاحب أعراض مثل آلام في المعدة، والغثيان، والإسهال. ويشار إلى أن جميع الاضطرابات العابرة عادة ما تحل من تلقاء نفسها في وقت قصير، ومن بينها الحمى التي تنشأ من فيروسات الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي الأكثر شيوعًا.
كيف تميز الحمى الناتجة عن فيروس كورونا؟
تعتبر الحمى أحد أكثر الأعراض شيوعًا للإصابة بمرض كوفيد19، حيث تظهر الحمى بمعدل أكثر من 8 حالات من أصل 10 مصابا بفيروس كورونا، ويلاحظ أن الحمى عند الإصابة بكورونا تكون مصحوبة بسعال جاف وإرهاق، وهما من العلامات الأخرى الأكثر شيوعًا للعدوى.
ويمكن أن تكون الحمى مرتفعة، أو أن تثبت عند حوالي 37.5 درجة مئوية، وكما هو معروف فإن اللقاحات لا تقي بنسبة 100% من العدوى، لذلك في حالة ظهور أعراض كوفيد 19، فإنه من الضروري إجراء مسحة.
كيف يمكن خفض الحرارة دون أدوية؟
يساعد النوم في حالة الحمى الناتجة عن الأمراض المعدية على خفض الحرارة، حيث تعزز الراحة الاستجابة المناعية، وبالتالي تسمح للجسد بمقاومة أفضل، كما أنه في حال الحمى الناتجة عن العدوى الفيروسية، فمن الضروري أيضا شرب الكثير من الماء لمواجهة الجفاف العام والجفاف المخاطي الناجم عن ارتفاع درجة الحرارة.
خطأ شائع عند الإصابة بالحمى
على عكس ما نفعله جميعا، عند الإصابة بالحمى وظهور رعشة مصحوبة بشعور بالبرد، يجب أن نخفف ملابسنا وأن لا نلف أنفسنا بمزيد من أغطية الفراش، وذلك لمساعدة الجسم على التخلص من الحرارة الزائدة، ثم بعد ذلك يأتي دور الماء البارد أو الكمادات الباردة، بوضعها على الأجزاء الأكثر سخونة في جسد المريض مثل جبهته.
الحمى وكبار السن
عادة لا تصل الحمى لدى كبار السن إلى درجات عالية جدًا، حتى الالتهابات لديهم تؤدي إلى حمى بشكل أقل تكرارا، لذلك إذا ارتفعت درجة الحرارة كثيرًا عند كبار السن، فهذا جرس إنذار لا ينبغي الاستهانة به، مما قد يشير إلى وجود مرض خطير أو عدوى شديدة، وتعتبر العدوى الأكثر شيوعا في تلك الحالة هي عدوى الجهاز التنفسي والبولي والجلد والأنسجة الرخوة.
هل يمكن الوقاية من الحمى
نعم، يمكن ذلك عن طريق تناول اللقاحات المضادة لأمراض مثل الأنفلونزا أو كوفيد 19، ومن الضروري أيضا غسل اليدين تكرارا وبشكل جيد، كما تعلمنا أثناء الوباء، وفي الخريف والشتاء، من المهم الاهتمام بتجديد الهواء الداخلي للمنازل والغرف، وتهويتها مرتين أو ثلاث مرات على الأقل يوميًا لمدة خمس دقائق واختيار الأوقات المناسبة.