حصل الدكتور هاني نجم، الذي يتمتع بمسيرة علمية استثنائية تمتد لأكثر من 25 عامًا في مجال جراحة القلب للأطفال، على جائزة النابغة العربي للعام الحالي في الفئة الطبية ونجح في الحصول على لقب العبقري. وجاء هذا التتويج جراء، ابتكاراته العلمية في علاج أمراض القلب الخلقية وإسهاماته المتميزة في مهنة التميز.
وقال لقناة العربية: “التتويج ليس لعملية واحدة بل لمسيرتي العلمية الطويلة التي استمرت أكثر من 25 عاما في مجال جراحة قلب الأطفال، وأهمها إجراء جراحة القلب على الجنين في رحم الأم.عملية.
يذكر ان الطبيب السعودية سبق وان أجرى جراحة نادرة وفى غاية الدقة في مركز كليفلاند الطبي بولاية أوهايو الأميركية؛ تمثلت الجراحة, في استئصال ورم سرطاني من قلب جنين في رحم أمه وعمره 5 شهور وإرجاع الجنين للرحم ليكمل الحمل حتى الولادة, ، وذلك بمعاونة فريق جراحة الأجنة في كليفلاند كلينك.
ونشر الجراح السعودي, مقطع فيديو عبر حسابه في “تويتر” يظهر محاكاة للعملية الجراحية التي أجراها لجنين في رحم أمه.
وتحدث الدكتور هاني نجم “لوسائل إعلام عربية”، عن قصة قرار اتخاذه عمل الجراحة النادرة لقلب جنين في رحم أمه، قال: في حالة متابعة حمل الطفل والاطمئنان على الجنين، يتم عادة إجراء الفحص للجنين بالرنين أو بالأشعة الصوتية، حيث يعتبر ذلك إجراء روتينياً في جميع أنحاء العالم بشكل عام، خصوصاً في المناطق المتقدمة، وهنا يمكن اكتشاف أمراض القلب الخلقية قبل الولادة، وفي هذه الحالة تم اكتشاف وجود الورم الملتصق بالقلب، مما يسبب هبوطا في القلب لدى الطفل.
وتابع “بعد اكتشاف المرض في قلب الجنين وبدء عوارض فشل القلب، تمت ملاحظة أن الجنين لن يكمل الحمل، وبهذه الحالة تم تحويل المريضة إلى مركز كليفلاند الطبي لوجود فريق طبي كامل متخصص في النساء والولادة، وأطباء أطفال وجراحة قلب الأطفال الذين ناقشوا الحالة، وإمكانية التدخل الجراحي، وخلال هذه الفترة ما بين تحويل الأم إلى تشخيص الحالة، وفحص الأم مرة أخرى، وجدتُ أن الورم يعمل بالضغط على القلب وفي تزايد وتضخم، وأن هناك زيادة في الهبوط القلبي، وكان لابد من اتخاذ قرار سريع بترك الجنين، مما قد يعرض حياته للخطر، أو بإجراء العملية، وبعد اجتماع أطراف الفريق، تم اتخاذ قرار إجراء العملية، وكان كل جزء في الفريق يقوم بمهامه من طبيب التخدير وطبيب النساء والولادة وطبيب الأجنة، فالجميع قاموا بمهمتهم”.
كما أضاف: “حينها قمتُ بالتدخل الجراحي وإزالة الورم، وفي ذات اللحظة عاد القلب لمهمته الطبيعية، وتم إزالة السوائل المحيطة بالقلب، وانتهيتُ من إغلاق الصدر، وتم وضع مغذٍّ في يد الجنين في بداية العملية، وبعد الانتهاء تم إعادة الجنين إلى رحم الأم بعد الاطمئنان بشكل كامل، واستعادة القلب للضخ الطبيعي، وفي نهاية المطاف تم إقفال البطن، وبعد أربعة أيام خرجت الأم بسلام لتعود بعد اكتمال الجنين 9 أشهر، لتتم الولادة بسلام بعد الولادة القيصرية، والآن عمر الطفل 5 أشهر، وهو بخير وبصحة تامة”.
أكثر من 10 آلاف عملية
يذكر أن الدكتور “نجم” أجرى أكثر من 10 آلاف عملية قلب للأطفال والبالغين، واستحدث ممارسات جراحية مبتكرة واستثنائية في تخصص جراحة القلب وأمراضه الخلقية، كما شارك في عملية جراحية دقيقة لاستئصال ورم سرطاني حرج من قلب جنين بعمر 26 أسبوعاً داخل رحم والدته.
وصمم وطور صمام قلب مرن قابل للنمو داخل جسم الطفل، بشكل يواكب نموه مع مرور الأعوام، وهو ابتكار يجنّب آلاف الرضّع والأطفال صعوبات ومخاطر العمليات الجراحية المتتالية.
