الحكيم

العالم الدكتور “يحيى نور الدين طراف”.. أحد مؤسسي جراحة عظام الأطفال في مصر والشرق الأوسط

العالم الكبير الدكتور “يحيى نور الدين طراف” هو أحد مؤسسي جراحة عظام الأطفال فى مصر ومنطقة الشرق الأوسط, وهو نجل, الطبيب والسياسي المصري د. “نور الدين على طراف” الذي شغل عدة مناصب وزارية وكان رئيسًا للمجلس التنفيذي للإقليم المصري في الجمهورية العربية المتحدة في الفترة من أكتوبر 1958 إلى سبتمبر 1960. وانتخب طراف (الأب) عضوًا بالبرلمان المصري سنة 1945، ثم عُين وزيرًا للصحة مرتين، الأولى في الفترة من 7 سبتمبر 1952 إلى 7 أكتوبر 1958، والثانية في الفترة من 15 أغسطس إلى 17 أكتوبر 1961.

أما والدة الدكتور يحيى طراف, فهي الدكتورة أنيسة الحفني، أستاذة طب الأطفال بكلية طب قصر العيني، واخوته هم, الدكتور هشام طراف أستاذ الأمراض الصدرية والحساسية بقصر العيني، والمهندس خالد طراف.

الدكتور يحيى طراف فى طفولته مع والده الدكتور نورالدين طراف ووالدته الدكتورة أنيسة الحفني

يحكى عنه أحد تلامذته وهو الدكتور “خالد عمارة”, أستاذ جراحة العظام بجامعة عين شمس قائلاً: “قصتي مع أستاذي الفاضل الدكتور يحيى طراف تستحق أن أحكيها لما فيها من دروس كثيرة. فالدكتور يحيى طراف رحمه الله.. أكبر مني بحوالي عشرين سنة. أول مرة سمعت عنه كنت في بداية حياتي الطبية.. أعجبني إنه طبيب مثقف.. متميز في تخصصه.. أجد مقالات ثقافية له بين الحين والآخر في جريدة الأهرام المصرية.

أول لقاء جمعنى بالأستاذ الدكتور يحيى طراف.. رحمه الله.. كان في مؤتمر جمعية جراحة عظام الأطفال في أمريكا الشمالية POSNA كان ذلك منذ حوالي خمسة وعشرين سنة.. كنت وقتها لا أزال أعيش في الولايات المتحدة الأمريكية.  وقتها كان هو الطبيب المصري الوحيد الذي يحضر المؤتمر فرحت بالطبيب المصري الأمين المحترم المثقف .  تعرفت عليه, وجدت الكثير من المشتركات بيننا كلانا نحب ومهنتنا جراحة عظام الأطفال, كلانا نحب الثقافة والفكر والقراءة, كلانا يحب ممارسة رياضة الجري مسافات طويلة (وقتها جرينا معا عدة مرات), كلانا يحب العدل والحرية.. ويكره الظلم والفساد والاستعمار والكبت, كلانا يهتم بالتفاصيل في كل شيء .. العلم .. الطب .. الحياة, لكن اكتشفت اختلافاً هاماً, أنني “خالد محمد عمارة”, وهو “يحيى نور الدين طراف” !

وجدت اختلافاً بين المكان الذي جئت منه والمكان الذي جاء منه !

الدكتور نورالدين طراف والدكتورة أنيسة الحفني مع الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر

محمد عماره الذي ظل يهرب طوال عمره من المناصب والقرب من السلطة.. ونور الدين طراف الذي كان وزيراً وعضواً في هيئة التحرير وتقلد العديد من الوزارات في عهد عبد الناصر ! محمد عماره الذي يرى ان الحل  لبلادنا هو ان تستقل عن الغرب وتأخذ منه فقط العلوم المادية… ونور الدين طراف الذي يرى أن الحل لبلادنا هو أن تكون نسخة مطابقة للغرب في كل شيء. محمد عماره الإسلامي.. ونور الدين طراف الاشتراكي الناصري!! لكن هذا الاختلاف لم يؤثر أبداً على المشتركات الكثيرة بيننا.

وحين قررت العودة إلى مصر.. استمر التواصل بيننا.. والحديث عن الكثير المشترك.. الهوايات المشتركه.. والمهنة المشتركة.. وتقبل الاختلافات القليلة بيننا وبما أن مجتمع جراحة العظام صغير.. فكثيراً ما كان يأتيني مرضى منه ويأتيه مرضى مني, وكلانا كان يحترم أمانة وعلم الأخر في الطب وغير الطب.

كلانا يحب جراحة عظام الأطفال ويعشقها و أفنى عمره فيها. بغض النظر عن الاختلاف في أمور أخرى.  رحم الله أستاذي الفاضل د. يحيى طراف.. اللهم تجاوز عن سيئاته وبارك له في حسناته”.

الدكتور يحيى طراف أثناء تسلمه إحدى الجوائز

يذكر ان الدكتور يحيى طراف قد توفي أمس الجمعة الموافق 11 /6/2021.. وكان آخر مقال نشره قبل ساعات من وفاته عبر صفحته على الفيسبوك بعنوانه “النفاق” جاء فيه: “النفاق! أصبح ارتداء الكمامات ضرباً من ضروب النفاق في المجتمع المصري؛ فتطالعنا الصحف والفضائيات يومياً بمشاهد كبار المسئولين وهم يضعونها في روحاتهم وغدواتهم ولقاءاتهم واجتماعاتهم الرسمية، بالبلدي كده لزوم الكاميرا والتصوير، ثم ما عدا ذلك فلا كمامات ولا يحزنون، ولا اجراءات احترازية ولا تباعد اجتماعياً؛ ليس على المستوى الشعبي فقط، لكن في دائرة كبار المسئولين هؤلاء أنفسهم؛ في أفراحهم وحفلاتهم وجلساتهم وخلواتهم، فلا عجب أن وضعتنا بريطانيا في القائمة الحمراء، فالمجتمع المنافق ذو الوجهين، لخليقٌ ألا يكون في نظر العالم وجيها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى