منوعات

منها “تقليل الملح” و”تحديد مقدار السوائل”.. روشتة من معهد بحوث الأغذية بمصر لصيام مرضى الكلى

اختص الله تبارك وتعالي مرضى الكلى باختبار المرض, ومع ذلك تجد فى أغلبيتهم قبول بقضاء الله وقدره,أداء هذه الفر مع الحفاظ على أفضل حالة صحية ممكنة للاستمتاع بشهر رمضان بصورة صحية. التقرير التالي يلقى الضوء على تأثير الصيام على مرضى الكلى بحسب, الدكتورة “نيفين محمد محمود” والدكتورة “سامية على حسن”, بمعهد بحوث الأغذية بوزارة الزراعة المصرية، ورغم وجود العديد من الدراسات العلمية حول تأثيرات الصيام المختلفة على وظائف الكلى، إلا أن الأمر لا يخلو من بعض التنوع فى النتائج، ويرجع ذلك إلى ارتباط تأثير الصيام على الكلى بعدة عوامل أخرى.

ومن أهم العوامل التى تتداخل مع تأثير رمضان على الكلى، درجة حرارة الجو فى رمضان: مجيء شهر رمضان الكريم فى فصل الصيف يرتبط بتعرض للجفاف بشكل أكبر، مما يؤدى إلى آثار أكثر وضوحاً على وظائف الكلى، والأمراض المزمنة فالأشخاص المصابين بمشكلات الكلى تكون نسبة كبيرة منهم من مرضى السكر، وهذا يؤدى إلى وجود تأثير مزدوج للصيام على المريض وكذلك الحالة الصحية العامة وجود مشكلات صحية عامة، مثل سوء التغذية، أو البدانة، أو تدهور الحالة النفسية يعتبر من العوامل المؤثرة بشدة على صحة الجسم أيضاً واستقرار مريض الكلى يتوقف على انتظامه على تناول الدواء بجرعات صحيحة مع حدوث تحسن وثبات فى نتائج وظائف الكلى.

أما عن تأثيرات الصيام على وظائف الكلى بشكل عام فتشمل وفقاً للدراسات المتاحة عدد من الجوانب أبرزها نسبة اليوريا فى الدم فهناك بعض الدراسات وجدت أن نسبة اليوريا فى الدم تنخفض مع صيام شهر رمضان، ثم تعود للارتفاع بعد انتهاء الشهر الكريم، ولكن قيمة هذا الانخفاض بسيطة من الناحية الإحصائية ولا تمثل تأثير كبير على وظائف الكلى ونسبة الكرياتنين فى الدم وجدت الدراسات أن نسبة الكرياتنين فى الدم قد انخفضت فى خلال فترة الصيام خلال رمضان بنسبة تصل لـ15% وقد ارتبط هذا الانخفاض المثير للاهتمام من الناحية الإحصائية بتناول المرضى موضع الدراسة لفيتامين E كمكمل غذائي؛ حيث لم تكن النتائج بنفس الارتفاع فى الشريحة التى لمتحصل على الفيتامين كذلك وجدت نفس الدراسة أن نسبة الكرياتين بعد رمضان قد ظلت منخفضة لعدة أسابيع عن النسبة التى كانت قبل رمضان بمقدار 1% تقريباً

ويرتبط الصيام بمعدل تنقية الكرياتنين عن طريق الكلى خاصة فى الأشخاص الأصحاء بنسبة قد تصل لـ15%، بينما فى المصابين بأمراض مزمنة مثل السكر، وما يرتبط به من مضاعفات كلوية تكون نسبة التحسن فى معدل تنقية الكرياتنين أقل نسبياً وإحصائياً، ولكنه تتراوح بين 8-10% وفقاً للدراسات المتوافرة، فـ”اليوريا والكرياتنين” هما مخلفات كيميائية تنتج عن العمليات الحيوية فى الجسم، ومن ضمن اختبارات قياس كفاءة وظائف الكلى قياس نسبتهم فى الدم؛ حيث أن هذه النسبة كلما كانت منخفضة كلما دل ذلك على أن الكلى تعمل بشكل جيد.

وارتفاع نسبة البوتاسيوم فى الدم: وجدت بعض الدراسات أن الصيام يرتبط بارتفاع نسبة البوتاسيوم لدى مرضى الكلى بطريقة تتجاوز النطاق الطبيعي، ويرجح أن هذا يرجع إلى نمط التغذية الخاطئ فى رمضان

كفاءة التنقية فى الكلى وسلامة الخلايا الكلوية المتخصصة: وجدت الدراسات أن الصيام لا يؤثر بشكل سلبى خطير على كفاءة الكلى بشكل عام، وأن الأمر يتوقف على عوامل متعددة، مثل التى ذكرت بالأعلى، كما وجد أن أى تأثير سلبى للصيام فى هذا الصدد يتحسن فى خلال أسابيع قليلة بعد انتهاء رمضان، ونسب الأملاح فى الدم بشكل عام وجد أن نسبة الأملاح المختلفة فى الدم لا تتأثر بشكل كبير فى مرضى الكلى خلال الصيام كنتيجة للصيام فى حد ذاته.

ووضع معهد تكنولوجيا الأغذية بوزارة الزراعة تحذيرات لمرضى الكلى فى رمضان تتضمن الانتباه لعلامات الخطورة، التى تدل على الحاجة لمراجعة طبية عاجلة لاحتمالية وجود مشكلة طارئة، وتشمل علامات الخطورة هذه انتفاخ وتورم فى الجسم أو الوجه وصعوبة فى التنفس ودوخة وفقدان الشهية حيث يحدث انخفاض الشهية بشكل ملحوظ والإحساس باضطراب درجة الوعي.

على جانب آخر فإنه مثل باقى أيام السنة لا غنى لمرضى الكلى خلال رمضان عن الفحوصات الروتينية مثل قياس الضغط يومياً وقياس الوزن وتسجيل كميات البول على مدار اليوم واكتشاف أى انخفاض أو زيادة مفاجئة وقياس نسب الأملاح بشكل دورى واختبار وظائف الكلى بشكل دورى وعمل زيارة متابعة كل أسبوعين على أقصى تقدير.

نصائح وإرشادات

وهناك نصائح وإرشادات لمرضى الفشل الكلوى فى رمضان رأى الطبيب قبل اتخاذ القرار النهائى لصيام رمضان رغم أن نسبة من مرضى الكلى ذوى الحالات المستقرة يمكنهم الصيام، إلا أنه لا غنى عن استشارة الطبيب المتابع للحالة بشكل مباشر عن إمكانية الصيام ومدى أمانه للمريض وذلك بعد اطلاعه على أى مستجدات تخص الحالة.

وتتضمن الاستعداد النفسى على مريض الكلى أن يكون مستعد نفسياً لقرار عدم إمكانية الصيام؛ حيث إنه رغم كون القرار يسعى فى الأساس للحفاظ على سلامة المريض، إلا أن الكثير من المرضى يكون لديهم رغبة قوية للغاية فى الصيام، والدعم النفسى للمريض من قبل أسرته فى هذا الصدد يكون مفيداً للغاية أيضاً.

 ثالثاً: ضبط نمط الحياة: على مريض الكلى فى رمضان أن يضع الكثير من التعديلات التى تضمن سلامته ومن أهم هذه التعديلات: تقليل المجهود خلال نهار رمضان وتجنب التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة خلال الصيام وو ترتيب مواعيد جلسات الغسيل الكلوى وحفظ المواعيد الجديدة للأدوية.

أما الأمراض المزمنة وجود أمراض مزمنة أخرى لدى مريض الكلى مثل السكر أو الضغط أو مشاكل القلب أو غيرها من أمراض يعتبر أمراً شائعاً للغاية؛ لذا ينبغى قبل بدء الصيام التأكد من السيطرة على هذه الأمراض بشكل ملائم من خلال الأدوية، كما ينبغى التأكد من الطبيب المتابع أن أى من هذه الأمراض لن ينتج عنه مضاعفات إضافية خطرة خلال الصيام

وعن خطة العلاج فى رمضان فتشمل خطة العلاج فى رمضان كلاً من العلاج المنزلى الذى يمكن أن يكون على شكل جرعتين يتم تناولهم فى فترة ما بعد الإفطار بفاصل زمنى مناسب، والعلاج الخارجى المتمثل فى جلسات الغسيل الكلوى وينبغى الانتباه إلى أن بعض الحالات تحتاج أدوية بمعدل أكثر من مرتين فى اليوم ولا تسمح حالتهم بتعديل الجرعات لتتناسب مع الصيام، وفى هذه الحالة يكون الصيام ممنوع لهؤلاء الأشخاص حرصاً على سلامتهم واستقرار حالتهم الصحية.

وحول معرفة متى يجب كسر الصيام فتشير الدراسات إلى أن نسبة كبيرة من مرضى الكلى تحتاج إلى كسر الصيام إذا وصلت زيادة نسبة الكرياتنين فى الدم لقيمة تزيد بأكثر من 30% عن النسبة السابقة قبل رمضان، كما أن الاختلال الشديد فى نسب الصوديوم والبوتاسيوم يمثل سبباً آخر لكسر الصيام والخضوع لخطة علاجية طارئة فى كثير من المرضى.

وحول غسيل الكُلى وأثره على الصيام فالدراسات المتوافرة عن التأثير المتبادل بين غسيل الكلى بنوعيه – البريتونى والدموى – وبين الصيام لا تعطى نتائج مؤكدة، لكن بشكل عام فإن هناك بعض المعلومات التى يهم مرضى الكلى معرفتها بهذا الشأن واستشارة الطبيب المتابع للحالة والطبيب المسئول عن عملية الغسيل لا غنى عنه. والغسيل البريتونى غير مرتبط بمضاعفات خطيرة فى الصيام كما يسمح فى كثير من المرضى بالصيام المنتظم والغسيل الكلوى عن طريق الدم يتطلب الإفطار والغسيل الكلوى عن طريق الدم مباشرة قد يتطلب إعطاء أدوية وريدية للتغذية مما يتعارض أيضاً مع الصيام.

تقليل الأملاح

وحول تغذية مرضى الكلى فالمبادئ الأساسية لتغذية مرضى الكلى المزمنين تتضمن تقليل كميات الملح فى الطعام وتحديد كمية السوائل باحتياج الجسم فقط وعدم تناول كميات زائدة وتقليل الأطعمة الغنية بالصوديوم وتقليل الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم وتقليل محتوى الفسفور فى الطعام وتحديد وضبط كميات البروتين حسبما تستدعى حالتك وفق الطبيب المعالج.

 مراجعة الطبيب

كما أوضحنا بالأعلى فإن إمكانية صوم مريض الفشل الكلوى المزمن من عدمه تعتمد على العديد من العوامل، وتعتبر مراجعة الطبيب لعمل تقييم شامل لكل هذه العوامل هو أكثر الطرق أماناً وللتلخيص فإن هذه العوامل تشمل الحالة الصحية العامة والأمراض المزمنة واستقرار الوضع الصحى للكلى والحاجة للغسيل الكلوى من عدمه ونوع الغسيل الكلوى المتاح وبرنامج الأدوية المنزلية ومواعيدها وبرنامج التغذية الصحية وتعديلات نمط الحياة.

وحول كيفية استعداد مرضى الفشل الكلوى المزمن لصيام شهر رمضان يتم عمل تحاليل حديثة توضح أخر مستوى لوظائف الكلى ومراجعة الطبيب المعالج لتقييم الوضع الحالى للمريض بشكل شامل وتجهيز خطة العلاج المنزلى بالمواعيد البديلة خلال رمضان وتجهيز برنامج الغسيل الكلوى خلال رمضان وتجهيز خطة غذائية، وكل هذا فى إطار التفاصيل الواردة فى الفقرات السابقة واللاحقة.


 بشكل عام، فإن مرضى الكلى ليسوا مضطرين للإفطار فى جميع الحالات، فالكثير من المرضى ذوو الحالة الصحية العامة الجيدة والمستويات المستقرة من وظائف الكلى يمكنهم الصيام بدون مشكلات بشرط الانتظام الدقيق على خطة العلاج الدوائى وبرنامج التغذية الصحية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى