يمكنه اكتشاف الضمور البقعي.. جهاز جديد للتشخيص المبكر لاضطرابات العين التنكسية
إن البحث في علاجات تعمل على وقف أو الحد من تطور اضطرابات العين التنكسية، التي يمكن أن تؤدي إلى فقد البصر تسير على قدم وساق. ولكن في الوقت الحالي، لا يوجد جهاز يمكنه تشخيص هذه الحالات بشكل موثوق قبل ظهور الأعراض الأولى. مؤخرا تمكن فريق علمي بمختبر أجهزة الضوئيات التطبيقية LAPD التابع لـ جامعة لوزان الاتحادية EPFL من التوصل إلى آلية مبتكرة لطب العيون يمكن استخدامها لتشخيص بعض اضطرابات العين التنكسية قبل وقت طويل من ظهور الأعراض الأولى. كشف النموذج الأولي، في التجارب السريرية المبكرة، أن الجهاز ينتج صورًا بدرجة كافية من الدقة في خمس ثوانٍ فقط، وفقًا لما نشره موقع Neuroscience News نقلًا عن دورية Ophthalmology Science.
يعتبر التنكس البقعي المرتبط بالتقدم في العمر AMD من أشهر الاضطرابات التنكسية للعيون ويؤدي إلى تغييرات في المستقبلات الضوئية للعين. ويعتبر السبب الجذري لكافة اضطرابات العين التنكسية هو تدهور ظهارة الشبكية الصباغية RPE، وهي طبقة من الخلايا تقع خلف المستقبلات الضوئية.
تراقب الآلية الجديدة، التي تم تطويرها في المختبر, التغيرات في ظهارة الشبكية الصباغية RPE قبل ظهور الأعراض، مما يوفر للباحثين أول صور على الإطلاق في الجسم الحي يمكن من خلالها التمايز بين الخلايا. وتمنح الصور الملتقطة بالجهاز المبتكر القدرة على الكشف المبكر، وبهذا سيتمكن الأطباء من تشخيص هذه الاضطرابات قبل ظهور الأعراض التي لا رجعة فيها في توقيت مناسب.
طور فريق الباحثين في EPFL كاميرا شبكية تحتوي على شعاعين مائلين، مدربين على بياض العين، إلى جانب نظام بصري متكيف يصحح التشوهات في موجات الضوء لإنتاج صورة واضحة. تشبه تلك التقنية، التي يطلق عليها Transscleral Optical Imaging، أنظمة التصوير الموجودة والمستخدمة لتصوير شبكية العين باستخدام الأشعة تحت الحمراء.
ولكن وفقًا لبروفيسور كريستوف موسر، الذي يرأس مختبر أجهزة الضوئيات التطبيقية LAPD في كلية الهندسة بجامعة لوزان، فإن هناك فرقًا رئيسيًا واحدًا: “تتركز الحزم بشكل غير مباشر من خلال بياض العين، مما يتغلب على مشكلة الضوء الزائد الناتج عن الخلايا المخروطية شديدة الانعكاس لمستقبلات الضوء، وتقع في وسط العين، عندما تضيء شبكية العين عن طريق الحدقة”.
ثم يتم التقاط موجات الضوء بواسطة الكاميرا وهي تخرج من العين من خلال حدقة العين، خلال أقل من خمس ثوان، وهي ميزة سرعة أساسية للاستخدام التشخيصي المحتمل، حيث تستطيع الكاميرا التقاط 100 صورة خام. تقوم الخوارزميات بعد ذلك بمحاذاة وتجميع اللقطات الأولية لإنتاج صورة واحدة عالية الجودة على الشاشة.