منوعات

كيف تعمل الحجامة؟

الحجامة (Hijama – Cupping) عملية علاجية تمارسها الشعوب منذ قدم التاريخ، في آشور (العراق القديم) ومصر والصين والهند وفارس وتركيا ودول جنوب شرق آسيا وغيرها من شعوب العالم القديم، وتمارس الآن في كثير من بلاد العالم، بما فيها أوروبا وأمريكا واليابان.

ما هي الحجامة؟

الحجامة عبارة عن أكواب زجاجية أو سيليكون ساخنة يتم وضعها على الجلد لسحب الألم وزيادة تدفق الدم إلى أنحاء الجسم، وهي نوعان: الحجامة الرطبة (Wet Cupping) والحجامة الجافة (Dry Cupping).

في الحجامة الرطبة، يقوم المعالج بتشريط الجلد بمشرط رفيع، ليسمح بخروج الدم من الجلد، ثم يضع الأكواب الساخنة على أماكن الجروح، أما الحجامة الجافة فتتم دون تشريط الجلد وخروج الدم، وغالبا ما تكون الحجامة العربية حجامة رطبة فقط.

هناك طرق كثيرة محتملة لعمل وتأثير العلاج بالحجامة، قال بها الأطباء القدماء وأضاف إليها الأطباء المحدثون.

تأثير الحجامة

– إحداث الراحة والإرتخاء على المستوى العام للجسم.

– السيطرة على الألم وتخيفضه، والذي قد ينشأ نتيجة أمراض كثيرة أو إصابات جسدية أو التهابات مختلفة.

– وتحقيق ارتخاء عضلي للعضلات المصابة بالتوتر أو التقلص أو الشد في محتلف اجزاء الجسم.

– تأثير منعي وتراجعي على تصلب الشرايين وأمراض القلب عن طريق تخفيض الكوليسترول الكلي وتقليل نسبة الدهون منخفضة الكثافة مقارنة بالدهون عالية الكثافة.

– تحسين الدورة الدموية ووظائف الدم المختلفة.

– المساعدة في خفض ضغط الدم المرتفع.

– تأثير مضاد للالتهاب.

– تدعيم جهاز المناعة.

– تحسين عمليات الإخراج من الجسم، عن طريق الكبد والكليتين والرئتين والجلد أيضا.

كيف تعمل الحجامة؟

بعض الطرق المحتملة (Possible Mechanisms of Action) ونظريات عمل وتأثير العلاج بالحجامة تشمل:

1. نظرية إزالة سموم الدم (Blood Detoxification Theory).

2. نظرية زيادة إفراز أكسيد النيتريك (Nitric Oxide) وتحسين الدورة الدموية.

3. نظرية تدعيم الجهاز المناعي (Modulation of Immune System Theory).

4. نظرية تنظيم بوابات الألم (Pain Gates Theory).

5. نظرية المنع العام (Diffuse Noxious Inhibitory Controls – DNICs).

6. نظرية الرد الفعلي الانعكاسي.

7. نظرية الطب الصيني (ميريديا).

8. النظرية الهرمونية.

9. نظرية الارتخاء العضلي.

10. النظرية الجينية.

سنناقش هنا نظرية إزالة سموم الدم، وسنكمل باقي النظريات  في مقال آخر بإذن الله.

عند فحص عينة من الدم لإنسان سليم بالميكروسكوب الإليكتروني (Light Field Microscopy)، تبدو كرات الدم الحمراء متلاصقة بطريقة منتظمة، ولا توجد بينها مساحات أو مسافات بيضاء، وتبدو حواف العينة حادة ومكتملة وتخلو من أي مواد غريبة أو ضارة حول كرات الدم الحمراء.

عند فحص عينة من الدم الخارج من الجسم بعد عملية الحجامة، نجد أنه توجد طبقة أو حلقة رمادية كثيفة حول كرات الدم الحمراء تمتلئ بالمعادن السامة أو الضارة بالجسم، أي أن هذه المعادن قد تم استخراجها من الدورة الدموية للشخص الذي أجريت له الحجامة.

كما يظهر الفحص المجهري لدم الحجامة وجود التصاق غير طبيعي لكرات الدم الحمراء، مع وجود بقايا بروتينية وسطها، ما يعني وجود عمليات هدم وتكسير للخلايا داخل العينة، ما قد يعني بدوره وجود التهابات داخل الأوعية الدموية وتجمع ما يسمى لويحات متصلبة (atherosclerotic plaques) ومعادن ضارة وجزيئات من الكوليسترول الضار داخل هذه الأوعية الدموية.

ربما يكون هذا هو المقصود من قول الأطباء العرب القدامي بـ”الدم الفاسد”، الذي يستخرج من الجسم عن طريق الحجامة.

تدعم النظرية استخراج أو إزالة المواد الضارة ( causative pathological substances – CPS) من المنطقة المصابة في الجسم ,الموضوع عليها كاسات الحجامة.

وضع كاسات الحجامة على الجزء المصاب ثم شفط الهواء من تحتها يساعد على تسريع الدورة الدموية وتجمع الدم الذي يحتوي على المواد الضارة (CPS) تحت الكاسات، وبالتالي تخرج هذه المواد من الجسم مع إجراء عمليات التشريط للجلد تحت الكاسات.

من المواد الضارة التي ذُكِرَ في الأبحاث الطبية أنها تخرج نتيجة عملية الحجامة: حمض اليوريك، الدهون منخفضة الكثافة (LDL)، المعادن الثقيلة مثل الألومنيوم والزئبق والرصاص والفضة، وكرات الدم الحمراء القديمة والمدمرة.

اقترح البعض أيضا أن عملية الحجامة قد تحسن من حجم ووظيفة جزيئات مادة الهيموجلوبين المسئولة عن حمل ونقل حديد الدم، وأيضا قد تقلل من الأعراض الجانبية لمرض السكري على جزيئات الهيموجلوبين، وأيضا على أعضاء وأجهزة الجسم المختلفة.

هذه النظرية أسماها الأطباء الأتراك الممارسون للحجامة “Estefragh“، وهي كلمة تركية مأخوذة من الكلمة العربية “استفراغ”، وهو غير تعبير “استفراغ – Vomiting“، بمعنى القيئ أو خروج الطعام من المعدة سواء إراديا أو لا إراديا، وإن كان مشابها له.

 مبدأ الاستفراغ، يعني إخراج أو استخراج المواد المسببة للمرض و/أو الألم ((CPS من الجسم عن طريق إخراج جزء من الدم يحتوي على هذه المواد، وهو يشبه عملية إخراج المواد الضارة من الجسم التي تقوم بها الكلى، مع ملاحة أن المواد الضارة التي تخرجها الكلى يجب أن تكون من النوعية التي تذوب في الماء فقط، بينما في عملية الحجامة يمكن إخراج جميع المواد الضارة سواء ما يذوب منها في الماء أو ما لا يذوب، وهو ما يُسمى “الاستفراغ الكلي –  Estefragh Kulli

إذن عند إجراء عملية الحجامة بطريقة علمية وطبية صحيحة، يمكن أن يؤدي هذا إلى:

– تحسين مسار ومجرى الدم وإخراج المواد الضارة منه.

– تحسين الحالة الغذائية الموضعية للدم في الجزء المصاب.

– تقوية وتدعيم عمليات البناء في الجسم.

– تحسين عملية الإخراج الطبيعية عن طريق الجلد.

– تحسين الدورة الليمفاوية ودورة الشعيرات الدموية.

– إخراج المواد الضارة والدم القديم من الجسم، وبالتالي تخليص الجسم من السموم.

– استعادة توازن الدورة الدموية (Homeostasis).

– وأخيرا ونتيجة لهذا كله، نحسين وظائف أعضاء الجسم المختلفة مما يؤدي إلى تحسين الحالة الصحية العامة للجسم.

المصدر الرئيس لهذا المقال محاضرتان من مؤتمر الحجامة الدولي الثاني الذي انعقد في سراييفو جمورية البوسنة والهرسك، 21 – 23 مايو 2022.

1-  محاضرة أ.د. أحمد العمري، أستاذ الصحة العامة وطب المجتمع  جامعة طنطا، ورئيس الشؤون الأكاديمية بقسم التدريب والبحوث بالمركز الوطني للطب التكميلي والعلاج البديل بالمملكة العربية السعودية، وهو مدرب دولي لممارسي الحجامة، ونشر أكثر من 70 ورقة بحثية في مجال الحجامة والطب التكميلي والصحة العامة وطب المجتمع.

2- محاضرة أ.د سليمان أرسوي، الأستاذ المشارك في جامعة العلوم الصحية في اسطنبول بتركيا، ورئيس عيادة طب الأسرة في مستشفى ” “Umraniye التعليمي، ومدير عيادة الطب التقليدي والتكميلي بنفس المستشفى، وممارس للحجامة منذ أكثر من 15 عاما.

د. هاني سليمان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى