الحكيم

“ألكسندر فليمنج”.. واكتشاف مادة البنسيلين أول “مضاد حيوي” عرفته البشرية

اكتشف ألكسندر فليمنج  Alexander Fleming (1881 – 1955) العالم الاسكتلندي مادة “البنسيلين” عام 1928، ولكن لم يتم علاج موثق وعلى نطاق كبير به حتى عام 1942، أي بعد مرور 14 عاما من الاكتشاف، عندما استطاعت شركات الأدوية العملاقة تحويل هذه المادة إلى دواء يؤخذ عن طريق الحقن ثم عن طريق الفم، فساعد هذا أولا على انقاذ آلاف الجنود من قوات الحلفاء مع نهايات الحرب العالمية الثانية، حيث كان يموت الكثير منهم نتيجة تلوث وتسمم جروحهم أثناء المعارك، ثم ساعد في انقاذ حياة الملايين من البشر بعد هذا، ومازال يفعل حتى يومنا هذا.

البنسيلين (Penicillin) مادة يفرزها فطر يسمى “بنيسيلم نوتاتم”، وكان فليمنج قد لاحظ نمو هذا الفطر على حواف المزارع البكتيرية التي كان يزرعها في معمله بصفته عالم وباحث بكتيريا، وتسبب هذا النمو الفطري في موت البكتيريا المزروعة، فاستنتج فليمنج أن الفطر ينتج مادة قاتلة للبكتيريا، فقام بعزلها وأسماها “بنسيلين“.

ساعد علماء كثيرون فليمنج لتحويل اكتشافه إلى دواء حقيقي، كان أبرزهم العالمان الاسترالي “هوارد فلورى” والبريطاني “إرنست تشين”، وساعدتهم شركات أدوية كبيرة في هذا، كان أبرزها شركة فايزر الأمريكية، والتي استطاعت إنتاج كميات كبيرة من ماد البنسيلين عن طريق استخدام طريقتها المعروفة باسم التخمير العميق  (Deep Fermentation)، والتي انفردت بها في ذلك الوقت، ليكون البنسيلين أول “مضاد حيوي” عرفته الشرية، وليحصل العلماء الثلاثة فليمنج وتشين وفلوري على جائزة نوبل في الطب عام 1945.

قبل هذا وفي سبعينات القرن التاسع عشر، ظهرت ورقة بحثية تناولت استخدام فطر بنيسيلم نوتاتم كعلاج للالتهابات الجلدية، وكان معروفا منذ القرون الوسطى أن استخدام عفن الخبز يساعد على التئام جروح الحروب.

أي أنه رغم أن معرفة دور الفطريات في العلاج توافرت منذ وقت طويل، لكن هذه المعرفة لم تتحول إلى ابتكار عملي يفيد البشرية إلا بعد وقت طويل، وذلك بعد اكتشاف وعزل البنسيلين بواسطة فليمنج، ثم مساعدة علماء آخرين لفيلمنج واستعانتهم بشركات دواء كبيرة لإنتاج أول مضاد حيوي، أي أن المعرفة في حد ذاتها لم تكن مفيدة إلا عندما تحولت إلى أداة أو وسيلة أو ابتكار لفائدة البشرية.

التكريمات والجوائز

اكتشاف فلمنج للبنسلين قد غيّر عالم الطب الحديث عن طريق إدخال عصر المضادات الحيوية المفيدة؛ وقد أنقذ البنسلين، ولا يزال ينقذ الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم.

اكتشف فلمنج البنسلين في مختبر في مستشفى سانت ماري والذي يُعد الآن متحف فليمينغ، هذا المكان من إحدى المناطق المشهورة في لندن. وقد اندمجت كلية ألمتر، كلية الطب في سانت ماري، مع إمبريال كوليدج لندن في عام 1988. تم افتتاح مبنى السير ألكسندر فليمينغ في حرم ساوث كنزنغتون في عام 1998، حيث قدّم ابنه روبرت وحفيدته الكبيرة كلير إلى كلية لندن الإمبراطورية والآن تعد واحدة من مواقع التدريس قبل السريرية الرئيسية من مدرسة طب كلية إمبيريال.

تم تسمية إحدى قاعات السكن الطلابية على اسمه «ألكسندر فليمينغ هاوس»، الذي يقع بالقرب من الشارع القديم في معهد البوليتكنيك الملكي (الآن جامعة وستمنستر).

حصل فلمنج على جائزة نوبل في الطب أو علم وظائف الأعضاء في عام 1945. تم الحصول على ميدالية فليمينغ من جائزة نوبل من قبل المتاحف الوطنية في اسكتلندا في عام 1989، وتم عرضها بعد إعادة افتتاح المتحف في عام 2011.

كان فليمينغ عضوا في الأكاديمية البابوية للعلوم.

اُنتخب فليمينغ زميل الجمعية الملكية في عام 1943.

مُنح فليمينغ الأستاذية هنتريان من قبل كلية الجراحين الملكية بإنجلترا.

كان يتم وصف فلمنج ب فارس (بريطانيا) من قبل منظومة الشرف البريطاني كـ جورج السادس ملك المملكة المتحدة عام 1944.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى