طُورت في الأربعينيات ولم يشع استخدامها حتى السبعينيات.. أملاح الإماهة الفموية ثورة علاجية كبيرة
تعتبر أملاح الإماهة الفموية (أملاح مكافحة الجفاف) من الإنجازات الهامة التي تحققت خلال القرن الماضي، حيث أدى استخدامها لتقليل نسبة الوفاة..
وتمثل تلك الأملاح ثورة علاجية كبيرة ومن الإنجازات الهامة التي تحققت في القرن الماضي.
طُورت المعالجة بالإمهاء الفموي في أربعينيات القرن العشرين، لكن لم يشع استخدامها حتى السبعينيات. وهي مدرجة في قائمة الأدوية الأساسية النموذجية لمنظمة الصحة العالمية، وهي الأدوية الأكثر أمانًا والأكثر فعالية المطلوبة في نظام الرعاية الصحية. التكلفة بالجملة في الدول النامية لرزمة تُخلط مع لتر من الماء هي 0.03-0.20 دولار أمريكي.
أما على الصعيد العالمي واعتبارًا من عام 2015، بدأ 41% من الأطفال المصابين بالإسهال باستخدام المعالجة بالإمهاء الفموي. لعب هذا الاستخدام دورًا مهمًا في الحد من عدد وفيات الأطفال دون سن الخامسة.
في عام 1971, توصلت منظمة الصحة العالمية وبعد جهود مكثفة إلى تركيبة مقبولة يمكن من خلالها استعادة النقص الذي يحدث في شوارد الجسم (الصوديوم – البوتاسيوم – البيكاربونات) والذي يرافق الإسهال عادة، وقد أدت هذه الأملاح إلى إنقاذ حياة ملايين الأطفال حول العالم.
وأظهرت الدراسات والتجارب المختلفة أن هذه الأملاح مناسبة لجميع الأعمار حتى عند الولدان الصغار كما أنها مناسبة مهما كان سبب الإسهال حتى لو كان السبب هو الكوليرا.
لقد أدى استخدام الأملاح الإماهة على نطاق واسع إلى: (إنقاص معدل حالات القبول في المشافي, إنقاص نسبة الوفيات بشكل كبير عند الأطفال المصابين بالإسهال).
أظهرت الدراسات العلمية أن الوفيات الناجمة عن الإسهال تكون أعلى عند الأطفال الذين لم يستخدموا محاليل ORS بحوالي 5 مرات مقارنة مع الأطفال الذين استخدموه.
طريقة تحضير محلول الإماهة الفموية
1. يتم وضع كمية من الماء في وعاء نظيف على النار حتى الغليان.
2. يتم رفع الماء عن النار ويترك حتى يبرد.
3. تؤخذ من الماء كمية تعادل نصف ليتر (500 مل أي ما يعادل كأسين ونصف من كؤوس الماء الكبيرة – سعة الكأس حوالي 200 مل) وتوضع في إبريق نظيف.
4. يتم حل مغلف واحد (من إنتاج وزارة الصحة في سورية) في الإبريق وبعد الانحلال يصبح محلول الإماهة الفموية جاهزاً للاستخدام.
ملاحظات هامة حول المعالجة بمحلول الإماهة الفموية:
1. يجب أن يكون محلول الإماهة الفموية طازجاً ويتم حفظه عادة في البراد، ويفيد وضع المحلول في البراد كذلك في جعل طعم المحلول أكثر تقبلاً من قبل الطفل.
2. يتم إتلاف ما بقي من محلول الإماهة الفموية بعد مضي 24 ساعة على حله ويحضر محلول جديد.
3. يعطى المحلول للأطفال عن طريق الكأس، الفنجان أو زجاجة الإرضاع أو الملعقة أو القطارة..إلخ.
4. لا توجد مشكلة عادة عند الأطفال حيث سيشربون المحلول بشراهة في البداية بسبب العطش ويعطون الكمية التي يرغبونها.
وإذا رفض الطفل تناول المحلول فيمكن التحايل عليه بإعطائه محلول التجفاف بالتناوب مع الماء بأن نضع كوبين أحدهما يحوي محلول التجفاف والاخر يحوي ماءً، ونقوم بإعطاء الطفل ملعقة من الماء فيرضى بذلك ثم نقدم له ملعقة تحوي محلول التجفاف فيشربها ويظن أن المقدم له هو الماء وبعد أن يبلعها يشعر بالطعم فنسارع ونقدم له ملعقة من كوب الماء فيستسيغها، ثم يطلب المزيد فنقوم بتقديم ملعقة من كوب محلول التجفاف وهكذا نعيد الكرة.
5. إذا رفض الطفل تناول المحلول أو كان يعاني من التقيؤ الشديد فلابد من التحلي بالصبر وتشجيع الطفل وإعطائه المحلول بكميات قليلة وبشكل متكرر.
6. إذا لم تتوقف الإقياءات واستمر الطفل برفض تناول المحلول الفموي مع استمرار الإسهال فلابد من مراجعة المشفى بأسرع وقت.
موانع الاستعمال
يجب التوقف عن المعالجة بالإمهاء الفموي واستبدال السوائل عن طريق الوريد عندما يستمر الإقياء رغم اتباع إجراءات الإمهاء الفموي بشكل صحيح، أو عندما تزداد أعراض التجفاف سوءًا رغم إجراءات الإمهاء الفموي، أو عندما لا يكون الشخص قادرًا على الشرب بسبب فقدان الوعي، أو في حال وجود دليل على انسداد معوي أو تغلف معوي. قد يُمنع استخدام طرق الإمهاء الفموي أيضًا لدى الأشخاص الذين يعانون من صدمة ديناميكية دموية بسبب ضعف المنعكسات الوقائية في المسلك الهوائي. لا يعد الإقياء لفترة قصيرة من موانع المعالجة بالإمهاء الفموي. في حالات الإقياء، يمكن لشرب محاليل الإمهاء الفموي ببطء وبشكل مستمر أن يساعد في إيقاف الإقياء.