الخرشوف.. فوائد عديدة في علاج الكبد الدهني وتقليل مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية
فوائد الخرشوف
مرض الكبد الدهني هو واحد من الأمراض الخطيرة المتطورة التي تصيب كبد الإنسان، وينشأ المرض عندما تتراكم الدهون الزائدة في خلايا الكبد، وهذا بالتالي يؤدي إلى الالتهاب ويمكن أن يتطور إلى تليف الكبد وفشله وحتى سرطان الكبد.
وبالرغم من صعوبة علاج الحالات المتقدمة من التهاب الكبد الدهني (NASH)، وهو السبب الأساسي لما بين 15 ٪ و20 ٪ من عمليات زراعة الكبد، لكن هناك بحث جديد يشير إلى أن مستخلصات الخرشوف (Cynara scolymus) يمكنها أن تساعد خلايا الكبد على التعافي، وربما تعكس أمراض الكبد الدهنية. يمكن لمستخلصات الخرشوف أن تقلل أيضًا من مستويات الإنزيمات المرتفعة لدى الأشخاص المصابين بـالتهاب الكبد الدهني.
وتعتبر مستخلصات الخرشوف “artichoke extract” من أفضل العلاجات الطبيعية لأمراض الكبد الدهنية، على الرغم من أن بعض حالات الكبد الدهني ترتبط بتناول الكحول، إلا أن معظم الحالات ترتبط بزيادة الوزن والنظام الغذائي غير الصحي. تشير التقديرات إلى أن ما بين 70 ٪ و90 ٪ من الأشخاص الذين يعانون من السمنة أو الذين يعانون من مرض السكري يعانون من أمراض الكبد الدهنية غير الكحولية، هذا على الرغم من أن العديد من الحالات لا تزال غير مشخصة بعد. إذا لم يتم التعرف على مشكلة الكبد الدهني ومعالجتها باكرا، من الممكن أن تتطور لتسبب التهاب الكبد وتندبه.
ما هو مرض الكبد الدهني؟
يحدث مرض الكبد الدهني غير الكحولي ” Non-alcoholic fatty liver diseaseأو NAFLD للاختصار” عندما تتراكم الدهون الزائدة في خلايا الكبد. هذا بالتالي يؤدي إلى الالتهاب ويمكن أن يتطور إلى تليف الكبد وفشله وحتى سرطان الكبد. الخبر السار هو أن الكبد متسامح بشكل كبير، فحتى عندما يزيل الجراح 75٪ من فص الكبد، فإنه يحاول في العادة النمو مرة أخرى. لهذا فبالإمكان عكس مشكلة الكبد الدهني في المراحل المبكرة من خلال تغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة.
بمجرد أن يصبح الكبد ملتهبًا، وهي حالة تعرف باسم التهاب الكبد الدهني غير الكحولي، non- alcoholic steatohepatitis, أو NASHللاختصار، تبدأ مستويات إنزيمات الكبد في الارتفاع. يتم قياس مستويات الدم لإنزيمين على وجه الخصوص هماALT (ألانين ترانساميناز) و AST (ترانزاميناز الأسبارتات) لتقييم مدى تلف الكبد، حيث يتم إطلاق هذين الإنزيمين في الدورة الدموية عندما تتعرض خلايا الكبد للتلف. تعتبر ALT و ASTعلامات جيدة لقياس مدى تلف خلايا الكبد، وبمجرد أن ترتفع هذه الإنزيمات بشكل ملحوظ، يصبح من الأصعب على الكبد أن يتعافى.
أسباب الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي
يقوم الكبد بالكثير من الوظائف المهمة في الجسم، من بينها معالجة الدهون الغذائية لإنتاج الكوليسترول والدهون الثلاثية، وتحويل الجلوكوز إلى جليكوجين (وقود الطوارئ النشوي) وإلى المزيد من الدهون الثلاثية لتخزين الطاقة على المدى الأطول.
لأن الكبد الدهني محشو بالدهون، فمن السهل أن نفترض أن الكبد الدهني مرتبط بتناول الكثير من الدهون الغذائية. ولكن هذا غير صحيح بالمرة، وفي الواقع، السبب الحقيقي هو تناول الكثير من الكربوهيدرات، خاصة السكريات البسيطة. يتم تحطيم الكربوهيدرات وسكر المائدة لتحرير السكريات الأحادية البسيطة مثل الجلوكوز والفركتوز. الكبد يحول الجلوكوز والفركتوز الفائض عن حاجة الجسم لإنتاج الدهون الثلاثية، وعندما يتم إجهاد خلايا الكبد من معالجة الكثير من الكربوهيدرات كما هو الحال في النظام الغذائي لمعظم الناس هذه الأيام (أو الكحول لا سمح الله)، فإنها تبدأ في مراكمة الدهون.
كيف لمستخلصات الخرشوف أن تساعد؟
لمستخلصات الخرشوف عدد كبير من الأبحاث التي تدعم فوائدها صحة الكبد والجهاز الهضمي، كما أنها فعالة في تقليل مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية. وقد وجد الباحثون أن مستخلصات الخرشوف لها تأثيرات وقائية على الكبد حتى عندما يكون التهاب الكبد موجودًا، بل ويمكن أن تعكس الضرر بحيث تبدأ مستويات إنزيمات ALT و ASTفي الانخفاض.
وفي دراسة عالية الجودة، سأل الباحثون 60 شخصا لديهم الكبد الدهني غير الكحولي بالإضافة إلى الالتهاب (NASH) لتناول إما مستخلص الخرشوف (6 أقراص يوميا توفر 2700 ملغ) أو الدواء الوهمي لمدة شهرين. كما طُلب من كلا المجموعتين ممارسة الرياضة بانتظام (20 دقيقة من المشي، 5 أيام في الأسبوع) وفقدان الوزن.
فقدت كلتا المجموعتين كمية مماثلة من الوزن خلال الشهرين – بمعدل 4.7 كجم لكل منهما. ولكن، في أولئك الذين تناولوا مستخلصات الخرشوف، انخفضت أيضًا مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول الكلي بشكل ملحوظ:
إجمالي الكوليسترول هبط من 206 ملليجرام / ديسيلتر (5.3 مللي مول / لتر) إلى 182 ملليجرام / ديسيلتر (4.7 مللي مول / لتر)
الدهون الثلاثية انخفضت من 193 مجم / ديسيلتر (2.18 مللي مول / لتر) إلى 154 ملليجرام / ديسيلتر (1.7 مللي مول / لتر)
أما في مجموعة الدواء الوهمي، فبالكاد تغيرت مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية على الإطلاق. أما النتيجة الرائعة فكانت انخفاض المستويات المرتفعة من إنزيمات الكبد إلى النصف تقريبًا في أولئك الذين تناولوا مستخلصات الخرشوف:
انخفض ALT (ألانين ترانساميناز) من 81.77 مجم / ديسيلتر إلى 38.40 مجم / ديسيلتر.
انخفض AST (الأسبارتات ترانساميناز) من متوسط 45.53 مجم / ديسيلتر إلى 24.60 مجم / ديسيلتر.
بالمقارنة، تحسنت مستويات الإنزيمات لدى أولئك الذين تناولوا الدواء الوهمي بشكل طفيف فقط نتيجة فقدان الوزن (ALT) من 74.13 إلى 64.07 مجم / ديسيلتر؛ (AST) من 44.5 إلى 39.60 مجم / ديسيلتر.
مكمل طبيعي
بالنظر إلى أن الخرشوف هو عشب آمن بشكل كبير ويستخدم منذ آلاف السنين للمساعدة على الهضم ودعم الكبد، فيجدر التفكير به كمكمل طبيعي مهم في حالات الكبد المرضية بعد مراجعة الطبيب.
خطوات أخرى للمساعدة في أمراض الكبد الدهنية
- التقليل من تناول الكربوهيدرات خاصة المصنعة وسريعة الامتصاص كالسكر ومنتجات الدقيق.
- تناول الكثير من الفاكهة والخضروات – 5 مرات في اليوم على الأقل – للحصول على مضادات الأكسدة، بما في ذلك البوليفينولات (polyphenols) الواقية.
- الحصول على الدهون الصحية (من زيت الزيتون والبذور والمكسرات وزيوت الأسماك) التي ليس لها تأثير كبير على كمية الكوليسترول المصنعة في الكبد والتي لها تأثيرات مضادة للالتهابات).
- أخذ مستخلصات بذور شوك الحليب (milk thistle) التي تعزز مستويات الجلوتاثيون وهو مضاد أكسدة رئيسي في الكبد والذي يحمي خلايا الكبد من التلف. وقدثبت أن شوك الحليب يحفز تجديد خلايا الكبد ويقلل من تكوين الأنسجة الندبية.
- الحصول على ما يكفي من المغنيسيوم وفيتامينات ب المتعددة المهمة لعمل الكبد.
- أخذ مكملات البروبيوتيك التي تحتوي على البكتيريا المفيدةمن نوع البيفيدو واللاكتوباسيلاي (Bifidobacteria)و(Lactobacillai) والتي تعمل على هضم الألياف الغذائية لإنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، مثل البروبيونات، والتي لها تأثير مضاد للالتهابات في الكبد.