تعد الأمراض المزمنة – خاصة أمراض القلب والشرايين والسكري والأورام السرطانية وأمراض الجهاز التنفسي – من أهم أسباب الوفيات، وفي الآونة الأخيرة أصبحت تصيب الشباب في سن مبكرة، وقد يرجع إلى انتشار تناول الأغذية السريعة، بالإضافة لقلة النشاط الحركي الذي أصبح سمة العصر بسبب توافر جميع وسائل الراحة.
وحول هذه المشكلة تقول الدكتورة سحر العقبي – أستاذ التغذية والكيمياء الحيوية بالمركز القومي للبحوث بالقاهرة – من أهم عوامل الخطورة التي تؤدي إلى أمراض القلب والشرايين “النظام المعيشي” والذي ينقسم إلى العادات الخاطئة من تناول أغذية عالية السكريات والدهون المشبعة والبروتينات الحيوانية وملح الطعام (بحيث تكون أعلى من المستويات المصرح بها عالميًا) وهذا متوفر في الأغذية السريعة “تيك أواي” مع نقص في تناول الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والألياف مما يسبب ارتفاع مستوى الكوليسترول في الغذاء من مصادره المختلفة كاللحوم والبيض والألبان، ويرفع مستوى الكوليسترول في الليبوبروتينات منخفضة الكثافة والتي تعتبر مؤشر خطورة للإصابة بأمراض القلب والشرايين، خاصة إذا تم التأكسد في وجود مستوى عال من الشقوق الحرة.. والسعرات الحرارية من الدهون المتناولة يوميًا يجب ألا تزيد على 25% من السعرات الكلية (15% من الدهون غير المشبعة و10% دهون مشبعة).
عوامل الخطورة
وتؤكد د. “العقبي” على أن التعرض للضغوط النفسية اليومية، وقلة الحركة، وممارسة التدخين، أهم عوامل الخطورة التي تعرض الجسم للإصابة بأمراض القلب والشرايين، وتؤدي بعض مضاعفات الأمراض مثل السكري والاكتئاب والسمنة والكبد الدهني الملتهب وخلل وظائف الكلي للتعرض بكثافة للإصابة بأمراض القلب والشرايين، حيث تحدث خللًا في التحولات البيوكيميائية للدهون، وارتفاع ضغوط الأكسدة، وزيادة حمضية الدم، والتغير في بعض العمليات الحيوية التي تؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم، بالإضافة للعوامل الوراثية، والتاريخ المرضي للعائلة، والذي يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة.
وتنصح الدكتورة العقبي باستبدال الدهون المشبعة في الغذاء بالأحماض الدهنية عديدة الروابط الثنائية خاصة من نوع الأوميجا3، وهو ما يسهم في خفض التعرض لأمراض القلب بما يوازي 30%، كما أن الوجبات الخالية من اللحوم تخفض معدل الإصابة بنسبة 10%، وتعد الأغذية النباتية الأكثر مقاومة حيث تحسن من مستوى دهنيات الدم، لذا فإن النباتيين أقل عرضة للإصابة، لكن لابد من تناولهم لمكملات غذائية تحتوي على فيتامين “ب 12” والزنك والحديد، حيث إن الأغذية النباتية لا تحتوي على فيتامين “ب12″، كما أن امتصاص الحديد والزنك يقل في الأغذية النباتية والذي يمكن بدوره أن يؤدي إلى الإصابة ببعض أنواع الأنيميا.
ومن الأغذية المفيدة – بحسب د. سحر – تلك المحتوية على الأحماض الدهنية غير المشبعة من نوع الأوميجا 3 والمتواجدة بمستوى عال في الأسماك (الماكريل والسردين والتونة والسالمون)، وزيت بذور الكتان (الزيت الحار)، والعديد من الطحالب التي تُستخدم كغذاء أساسي جنوب شرق آسيا.
أما الأحماض الدهنية غير المشبعة من نوع الأوميجا 6 فهي من الأحماض الأساسية للجسم، ومتواجدة في الزيوت النباتية بصفة عامة، إلا أنه يجب ألا تزيد نسبة تناول الأوميجا 6 أوميجا 3 على (4:1)، وارتفاع هذه النسبة يسبب نوعًا من الالتهابات التي بدورها قد تجعل الجسم عرضة للإصابة بأمراض القلب.
إرشادات
تطرح الدكتور سحر العقبي مجموعة من الإرشادات للحماية من الإصابة بأمراض القلب والشرايين ومنها: تناول الحبوب الكاملة من القمح والأرز والشوفان والمكسرات بدون إسراف، والألياف الغذائية بشكل يومي (20 – 30 جم/ يوم)، وتقليل اللحوم، وتجنب الأغذية السريعة، وتقليل ملح الطعام والسكريات، وتجنب التدخين، وتجنب السمنة وزيادة الوزن، وتنظيم مواعيد الوجبات.
