الحكيم

أبي العلاء زهر.. الفيلسوف الطبيب

بلغ الطب العربي مبلغه فى دولة الأندلس, خلال القرن الثاني عشر الميلادي, أي فى ذلك العصر الذي كان يموج بالفلاسفة, حتى غدا كل فيلسوف طبيباً, وكل طبيب فيلسوفا, وسمعنا من هؤلاء: الداني, وابن باجة, وابن طفيل, وابن رشد.

غير أن زعامة الطب حينئذ قد عقدت بنى زهر, ومنهم أبو العلاء زهر بن ابي مروان عبد الملك بن محمد بن مروان بن زهر, (525هـ) فيلسوف, وطبيب, الأندلس, وقد عمل فى خدمة المعتمد ابن عباد, ثم يوسف بن تاشفين أمير المرابطين, ويقول ابن أبي أصيبعة: انه كان مشهوراً بالخدمة والمعرفة, وله علاجات مختارة تدل على قوته في صناعة الطب, وإطلاعه على دقائقها, وكانت له نوادر في مداواته المرضى, ومعرفته لأحوالهم, ومايجدونه من الآلام من غير أن يستخبرهم عن ذلك, بل نظره إلى قواريرهم, أو عندما يجس نبضهم, وكان في دولة الملثمين, ويعرفون أيضا بالمرابطين, وحظى في أيامهم, ونال المنزلة الرفيعة والذكر الجميل…

وقال أبو يحيى اليسع بن عيسى بن حزم فى كتابه (المغرب عن محاسن أهل المغرب): “ان أبا العلاء بن زهر مع صغر سنة كانت تصرخ النجابة بذكره, وتخطب المعارف بشكره, ولم يزل يطالع كتب الأوائل متفهماً, ويلقى الشيوخ مستعلماً, والسعد ينهج له مناهج التيسير, والقدر لا يرضى له من الوجاهة باليسير, حتى برز في الطب إلى غاية عجز الطب عن مرماها, وضعف الفهم عن ابرامها, وخرجت عن قانون الصناعة إلى ضروب من الشناعة..”

وله كتاب: النكت الطبية. والخواص, والتذكرة, وجامع أسرار الطب.

وكان ابن زهر, يعتمد في المداواة على البرهان والتجربة العملية, والبحث العلمي والملاحظة ولا يحب السفسطة والآراء النظرية الفلسفية بالطب, لذلك انتقد كتب الشيخ الرئيس, الفيلسوف الطبيب ابن سينا الذي كان يعتمد في أبحاثه الطبية على الآراء الفلسفية..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى