“تضاف للمواد الغذائية”.. هل تضر مضادات الأكسدة بصحة البشر؟
إذا كنت من نوعية الأشخاص التي تهتم بقراءة الملصقات الموجودة معلبات المواد الغذائية، فمن المؤكد أنك ستلحظ كتابة جملة مثل E319 أو “مضاد أكسدة TBHQ” -مركب عضوي عطري اصطناعي وهو نوع من الفينول. وهو أحد مشتقات الهيدروكنون، حيث يتم استبداله بمجموعة ثلاثىبوتيل- على بعض عبوات الزيوت النباتية أو الأغذية الخفيفة، فما هي مادة TBHQ؟ ولماذا يتم إضافتها للزيوت والأطعمة التي تحتويها؟ ولماذا تحظرها بعض الدول ؟
ما يميز مضادات الأكسدة
ما يميز مضادات الأكسدة، فضلا عن خواصها المانعة لتلف الزيوت والدهون؛ هو أنها لا تؤثر على لون أو طعم أو رائحة المنتجات التي تضاف لها، كما تحمي تلك المضادات الأطعمة التي تحتوي الحديد من تغير اللون، ومن المتعارف عليه أنها تستخدم مع مواد حافظة أخرى كبوتيل هيدروكسي أنيسول (BHA) في الحقيقة المادتين مرتبطين حيث يتشكل TBHQ عندما يستقلب الجسم BHA.
استخدامات مضادات الأكسدة
تستخدم هذه المادة في حفظ الزيوت النباتية والدهون الحيوانية ومجموعة متنوعة من الأطعمة المصنعة، كالوجبات الخفيفة مثل البطاطا المقلية والحلوى والمخبوزات. كما أنها تستخدم في بعض أغذية الحيوانات الأليفة وفي بعض مستحضرات التجميل ومنتجات العناية الشخصية وأقصى حد لها يوجد في السمك المجمد وغيره من منتجات الأسماك 1 جم/.
كما تستخدم مضادات الأكسدة، كمثبت رائحة في صناعة العطور لتقليل تطاير الزيت العطري كما تستخدم ف العديد من الصناعات التي تستخدم فيها الزيوت مثل صناعة الطلاء وغيرها.
مخاطر مضادات الأكسدة على صحة الإنسان
وجدت إحدى الدراسات أن مضادات الأكسدة قد سببت زيادة في السرطان لدى الفئران، هذا الارتباط لم يثبت حدوثه في البشر بعد. كما وجدت بعض الدراسات أن مضادات الأكسدة قد تسبب تضخم الكبد، والتأثيرات السمية العصبية مثل التشنجات والشلل وبالربو ومشاكل الجهاز التنفسي الأخرى.
نسبة مضادات الأكسدة
من جانبها حددت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية نسبة مضادات الأكسدة بحيث لا تتجاوز ما مقداره 0.02% من محتوى الزيت أو الدهون في الطعام. كما حذرت الإدار من التعرض طويل الأمد لمضادات الأكسدة بجرعات أعلى (0.7 مجم / كجم) يؤدي إلى خطر كبير على الصحة العامة ويجلب سلسلة من الآثار الجانبية، بما في ذلك الآثار السامة للخلايا، والسمية الجينية، والمسرطنة، والمطفرة.
المشكلة تكمن صعوبة تحديد الكميات التي تتناولها يومياً من هذه المادة في جميع الأطعمة المختلفة التي تستهلكها على مدار اليوم خصوصاً لدى من يميلون لتناول الوجبات السريعة والأطعمة غير الصحية.
تجنب آثار مضادات الأكسدة
ولتجنب الآثار السلبية لاستهلاك هذه مضادات الأكسدة؛ من الضرورة بمكان استبدال الأطعمة المعالجة بالأطعمة الطازجة والعضوية كلما أمكن ذلك. كما يفضل تجنب المادة ممن لديهم مشكلات صحية ترتبط بها كمن يعانون أمراض الكبد أو الربو أو فرط الحركة.
الدول التي تحظر مضادات الأكسدة
في بعض دول العالم، توجد قيود أو حظر على استخدام مضادات الأكسدة في المنتجات الغذائية. على سبيل المثال في اليابان يحظر استخدام هذه المادة، بينما في أستراليا، يحد كود المعايير الغذائية من استخدام مضادات الأكسدة إلى 0.02 في المئة من وزن الدهون أو الزيت في المنتج الغذائي. وفي دول الاتحاد الأوروبي، يحظر استخدامها في أغذية الرضع والأطفال الصغار، كما أن استخدامها مقيد في المنتجات الأخرى. بينما في الولايات المتحدة، لا توجد قيود على استخدامها في المنتجات الغذائية.