منوعات

فضل الصيدلة العربية على اوروبا

لقد كان نقل العلوم اليونانية إلى اللغة العربية من خير ما قام به العرب ثم أضافوا إليها الكثير من بحوثهم وابتكاراتهم وتجاربهم الشخصية ثم انتقل ذلك إلى اوروبا مترجما إلى اللاتينية واللغات الأوروبية. وفيما يخص العلوم الطبية والصيدلة فقد تحقق هذا النقل في ثلاثة مراكز, وهي  مدرسة ساليرنو الطبية وبلاط روجر في صقلية ومدرسة الترجمة في طليطلة وقرطبة. فى كتاب (الموجز في تاريخ الطب والصيدلة عن العربي) يستعرض المؤلف جهود هذه المراكز الثلاثة:

مدرسة ساليرنو الطبية:

كان للغزوات الجرمانية في أوائل القرون الوسطى أثر سئ على الثقافة والحضارة الأوروبية بوجه عام ولم ينج من إلا قلة ضئيلة لجأت إلى الاديرة التي كانت بعيدة عن طريق الجيوش الغازية.

وفي القرن التاسع ظهرت بوادر نهضة فكرية أيام الإمبراطور شارلمان (742 – 814)  ووزيره للتعليم الكويان إلا أن هذه النهضة لم تظهر بوادرها إلا في القرن الحادي عشر . وعندما كانت أوروبا غارقة فى ظلام الجهالة كان العالم العربي فى الأوج علما وحضارة ورقيا منذ القرن السابع إلى القرن الثاني عشر .

وعندما انت أوروبا غارقة في ظلام الجهالة ان العالم العربي في الأوج علما وحضارة ورقيا. ومنذ القرن السابع الى القرن الثاني عشر كانت بين العرب واوربا صلات وثيقة في اسبانيا وصقلية, اللتين كانتا معبرا للحضارة العربية الى اوروبا, فقد بقيت صقلية في أيدي العرب من سنة 878 حتى 1061م, عندما بدأ النورماتديون غزو الجزيرة واستولوا عليها سنة 1091. كما بقى العرب في الاندلس (شبه جزيرة أيبريا, أسبانيا والبرتغال) من سنة 792 – 1495م.

وقد كانت علوم الطب والصيدلة في الأديرة مصطبغة بالروح الدينية, ونشأت نزعة دينية ساعدت على قبول التراث اليوناني القديم نقله لهم العرب.

واشتهرت مدرسة الطب التي أسست في ساليرنو, التي سميت كذلك مدينة أبقراط, وأصبحت مركزا لنقابة الاطباء, تجتذب المرضى والطلبة.

وقد وصل إلينا من هذه المدرسة دستور طبي في معالجة السموم ينسب للطبيب دنولو في القرن العاشر, وهو كتاب مصادره عربية لأمراء.

الدليل العربي للطب العشبي، دي ماتيريا ميديكا من ديسقوريدس. الكمون والشبت. ج. 1334.

صقلية

كذلك كان لصقلية أثر عظيم في تقديم العلوم الطبية ووالصيدلية فى أوروبا فقد نزل العرب صقلية عام 827, ودخلوا باليرمو عام 831, ثم مسينيا عام 842, وفى عام 878 تم الاستيلاء على الجزيرة كلها بفتحهم مدينة سيراكوزا. ولقد بقى العرب في الجزيرة حتى سنة 1072.

وقد أبدى الملوك الورمانديون روحا من التسامح الديني والاجتماعي. فبقى الجزء الأكبر من الشعب على دينه الإسلامي. وشارك الملوك في تنميه العلوم والثقافه العربيه. ووجد الإدريسي في في الملك روجر خير معوان وألف كتابا خاصا في الادوية المفردة.

كما أن الملك فريدريكو الثاني أحاط نفسه بجمهرة من العلماء العرب. وسار في بلاطة على التقاليد والعادات الشرقية.

ونقلت إلى اللغه اللاتينيه روائع الإنتاج العلمي العربي, ومنها كتاب المجسطي في الفلك وتاريخ الحيوان لأرسطو. و”كتاب السماء والعالم” له ايضا.

وتفسير ابن رشد له للبطروجي. وكان فى خدمه ملك صقليه فرج ابن سليم الذي نقل الى اللاتينيه كتاب “الحاوي” للرازي. وكتاب “الطب التجريبي” لجالينوس في ترجمه حنين بن إسحق والتقويم لابن جزلة كما الفت كتب طبيه وصيدليه مبنيه على مصادر عربيه مثل كتاب “تدبير الجسد” وقد كتبه للملك فريدريكو. واغلبه مأخوذ عن ابن سينا وعلى بن عباس وجنين ابن اسحق والرازي.

الأندلس:

ازدهر بالمشرق والأندلس علم النبات في القرن 12 فظهر النبطي (أبو العباس أحمد بن مفرج المعروف بابن الرومية ولد في أشبيلية عام 615 هـ) وتلميذه ابن البيطار وهما أندلسيان ورشيد الدين الصوري المتوفي عام 639 هـ. درس النبطي أعشاب الأندلس والمغرب وصنف كتاب الحشائش ورتب فيه أسماءها على حروف المعجم وقال لوكلير عن ابن البيطار: أنه أعظم نباتي العرب ولا يضاهيه من أطباء. وقد استفاد ابن البيطار بانتقاله بجبال الشام وكان يصحبه رسام يصور له الأعشاب. رحل إلى المشرق عام 1217م ومر بالمغرب وسجل ملاحظات شتى حول الأعشاب وبعض الأسماء وحشر في كتابه ما سمع به وقرأه في تصانيف الأدوية المفردة وضبطه على حروف المعجم، وعينه السلطان الكامل رئيس العشابين ومات بمصرعام 1248م وكتابه جامع المفردات أكمل وأوسع ما صنفه العرب في الطب وقد ترجمة لوكلير إلى الفرنسية وهو يتضمن المئات من وصفات العقاقير.

كانت دراسة الصيدلة اخذت تتطور في عهد الخلافة الأموية وتم اكتشاف عناصر جديدة في الصيدلة وعلوم المعالجة واستحضرت طرق في تحضير الادوية وحدد أصناف من الأدوية والتركيبات وتعريفاتها وطرق استخدامها، قد انتعشت أيام الخلافة العباسية منذ عام 750م وحتى عام 1258 لاسيما عند ظهور كتاب جابر بن حيان كامل الصنعة في الكيمياء الذي يعتبر أقدم كتاب في الكيمياء جمع فيه المعارف وأبحاثه ولاسيما حول الذهب والزئبق والزرنيخ والكبريت والأملاح والأحماض وكان يعتقد أن المعادن خليطا مصنوعا من الزئبق والكبريت بنسب مختلفة.

من العرب وجدت علوم الكيمياء طريقها من الأندلس بأسبانيا وأوروبا، وأصبح علم الصيدلة أيام الخلافة العباسية علما قائما بذاته، مكملاً لمهنة الطب، وكان نشوء علم الصيدلة عند العرب يعود إلى تاريخ القرن الثامن حيث كان يوجد مركّبو أدوية في مستشفى جنديسابور بإيران. وكان علم الصيدلة والأدوية مطبقاً في المستشفيات وفي الصيدليات العامة والخاصة. كان كتاب «الصيدلة في الطب» للبيروني (القرنين العاشر والحادي عشر) مصدراً غنياً بالمعلومات، فهو يعرض تاريخ علم الصيدلة عند العرب ويضم تعريفات للمصطلحات الخاصة بعلم الصيدلة وتصنيف الأدوية على شكل غذاء ودواء وسموم، وعرف البيروني كلمة صيدنة ومرادفتها صيدلة أو مهنة الصيدلة بأنها (ترتكز على معرفة العقاقير البسيطة بأصنافها وأنواعها ومميزاتها وعلى معرفة صنع الأدوية المركبة وفق وصفتها الثابتة (المدونة) أو وفق رغبة الشخص المكلف بالعلاج المؤتمن المصلح)· تطورت قوانين الصيدلة على مر القرون لا سيما بعد دراسة دستور الصيدلة الذي وضعه القلانيسي بالقرن 13.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى