كتاب “وصفات هوي هوي”… أحد ثمار الطب العربي في الصين
وصل الطب العربي إلى الصين في وقت مبكر، وكانت العقاقير والنباتات الطبية تشكل نسبة كبيرة من البضائع التي يحملها التجار العرب إلى الصين، حتى ذكرت المصادر الصينية أن العطور والعقاقير والمجوهرات العربية كانت تكدس كالتلال في مؤانئ الصين خلال عصر أسرة تانغ الحاكمة (618-907م). وقد لاقت العقاقير العربية قبولا لدى الأطباء الصينيين و لدى السلطة الحاكمة.
يقول الدكتور اسامة منصور: الكتاب الذي بين أيدينا “وصفات هوي هوي” هو أحد ثمار الطب العربي في الصين، فقد ألفه المسلمون الصينيون في عصر أسرة يوان (1271-1368م) ويضم الوصفات والعقاقير الطبية العربية والفارسية معا، وقد اعتمد عليه قرونا طويلة كأحد مصادر الطب العربي، وبقى لليوم شاهدا على إسهامات العرب والمسلمين في الطب الصيني.
بلغ علم الطب التقليدي لقومية هوي ذروة تطوره بإصداره في عهد مملكة يوان (قرن 13 ميلادي) كتاب “وصفات هوي هوي الطبية” الضخم المتميزلقومية هوي للطب والصيدلة الذي يجمع علوم الطب والصيدلة العربية و علوم الطب التقليدي الصيني
اشتمل كتاب على 36 جزءا، لم يتبقى منا الا أربعة أجزاء موجودة الآن في المكتبة الوطنية ببكين. مكتوبة باللغة الصينية وتحتوي على الكثير من المفردات الأصلية والمترجمة لأسماء الأدوية بالعربية والفارسية
كما اشتمل هذا المرجع الطبي على أقسام الباطنة والجراحة وأمراض النساء والأطفال والأمراض الجلدية والفم العين والأنف والأذن والعظام والوخز بالإبر الخ، واشتمل أيضا على معلومات طبية من مؤلفات أبو بكر الرازي وابن سينا والمعارف الطبية الإغريقية التي توارثها
وخلال مسيرة تطور طويلة لعلم طب قومية هوي، تشكلت أساليب متكاملة فريدة من العلاج الشعبي. وأهم ميزة للوصفات الشعبية والنافعة لطب قومية هوي هى دمج الأدوية في الاطعمة، وتتعلق هذه الميزة الى حد ما بحرص أبناء قومية هوي على اتقان اعداد الأطعمة بدقة ، مثل مزجهم زيت السمسم في كبريتات الصوديوم المائية لمعالجة الإمساك والتهاب المرئ وسرطانه في وقت مبكر
وقد استخدم أفراد من الأسرة الإمبراطورية طب هوي في العلاج، وإهتم البلاط الإمبراطوري بطب هوي لدرجة أنه أسس مصلحة لإدارة عقاقير وأدوية طب هوي أطلق عليها اسم “قوانغهويسي”.