منوعات

العرب سبقوا الغرب في المعاملة الإنسانية للمرضى

يعتبر الدكتور (بينل) ان العرب أول من سعى إلى تحسين معاملة المرضى داخل المستشفيات. وتقول الدكتورة الألمانية زيجريد هونكة فى كتابها “شمس العرب تسطع على الغرب”, (يروى أنه عندما أراد اللسلطان عضد الدولة (936هـ – 983م) أن يبنى مستشفى جديداً حديثاً في مدينة بغداد أوكل إلى الطبيب الذائع الشهرة الرازي بالبحث عن أفضل مكان… وأما السلطان صلاح الدين (1138 – 1191م) في القاهرة فلقد اختار أحد قصوره الفخمة وحوله إلى مستشفى ضخم كبير, المستشفى الناصري… وتوافرت فى مستشفيات الخلفاء والسلاطين كل أسباب الرفاهية التى كانت تتوافر في قصورهم من أسرة وثيرة ناعمة إلى حمامات كانت تتمتع بها الطبقة الحاكمة فى بيوتها ومن المعلوم أن هذه المستشفيات, على غناها ورفاهيتها كانت تفتح أبوابها للفقراء ولكل أبناء الشعب بدون تمييز. وعندما انتهى المستشفى المنصوري فى القاهرة طلب السلطان المنصور قلاوون (1279 – 1290م) قدحاً من العصير من المستشفى, فشربه وقال: (إني قد وهبت هذا المستشفى إلى أندادي وأتباعي وخصصته للحكام والخدم, للجنود والامراء, للكبار والصغار, للأحرار والعبيد, للرجال والنساء على السواء.

ولم يكن هذا كل شئ بل أن العناية الجيدة كانت في الواقع عناية لم يكن يعرفها إلا الأمراء) وتستطرد زيغريد (إن من افضل المستشفيات التي أنشئت بادئ ذي بدء في بلاد الفرنجة كانت مستشفيات أوتيل ديو أو مأوي الله فى باريس (.. كان ثمة قش كثير موضوع على الارض تزاحم عليه المرضى.. وأقدام بعضهم إلى جانب رؤوس الآخرين.. الأطفال قرب الشيوخ والرجال بجانب النساء بشكل يدعو إلى العجب… الطعام سئ يقدم لهم فى ندرة وأما كمية الطعام فهي ضئيلة جداً… كان المبنى الذي يضم المرضى يزدحم بأخطر الحشرات أضف إلى ذلك فساد الهواء فى الداخل لدرجة لا تطاق ولا تحتمل… وكانت جثث الموتى من الرمضى تترك مدة أربع وعشرين ساعة وفي الغالب أكثر قبل أن تنقل, فيضطر الرمضى الآخرون خلال ذلك الوقت أن يشاطروا الجثث هذا المكان, الجثث التي يدب فيها الفساد بسرعة فى جو جهنمي كهذا, فتفوح الروائح, النتنة في الأجواء, وينقض البعوض ويهجم ممعناً نهشاً وأكلاً من اللحم النتن). (.. وكان مستشفى ستراسبورغ أول مستشفى التصق به طبيب رسمي وكان ذلك سنة 1500م أي بعد ثمانمائة سنة من تأسيس أول مستئفى عربي, كان قد أنشأه الوليد الخليفة الاموي وعيّن فيه الأطباء والمرضين, وفى عام 1517م تبعث Strasbourrg مدينة Leipzig وحذت باريس حذوها فأنشأت أوتيل ديو عام 1536م).

كذلك فالحقائق التاريخية تشهد أنه بينما المسلمون يعاملون مرضاهم المصابون بعقولهم معاملة حسنة كان الأوروبيون يكبلون هؤلاء المرضى بقيود من حديد, ويصوفن الضرب لهم كعلاج وبهذا الصدد جاء في كتاب الطب العربي للدكتور أمين أسعد خير الله – الاستاذ بالجامعة الأمريكية في بيروت (… وفي هذا الوقت كان المجانين فى أوروبا يقيدون بسلاسل الحديد والعلاج الوحيد لهم كان الضرب عندما ترتفع أصواتهم بالصراخ). (في عام 1313 أمر فيليب بحرق جميع المجذوبين) بينما بنى الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك سنة 707م أول مستشفى للجذام وكذلك بنى الأمويون فى سورية مستشفيات للمجانين وكانوا يعالجونهم جسمانياً ونفسياً بينما كان المجانين يُضربون فى أوروبا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى