قصة ملهمة.. خمسينية يمنية حاربت السرطان بذخيرة أمل لا حدود لها
ثمة فعاليات شهدتها مدينة عدن اليمنية، طغت عليها العديد من القصص الملهمة والتى تمنح المزيد من الأمل لمرضى السرطان. وجاءت تجارب المحاربات من النساء المنتصرات على المرض، ضمن برنامج الدعم النفسي للناجيات من السرطان، والذي نظمته المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بعدن، وبرعاية الأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي. وفقا للعين الإخبارية.
وتضمنت فعاليات البرنامج العديد من الفقرات، غلب عليها الجانب الترفيهي والنفسي، ركزت على الترويح عن المصابات بالسرطان وأطفالهنّ، لكن أهمها كان استعراض حياة المصابات بالسرطان، وتعايشهن معه، وأسباب وعوامل انتصارهنّ.
بذخيرة أمل لا حدود لها، رأت السيدة الخمسينية اليمنية “أمل علي سعيد”, ضرورة نشر تجربتها القاسية مع مرض السرطان، والتي خرجت منها منتصرة بفضل الله الذي منحها إرادة وعزيمة قوية. و”أمل سعيد”، واحدة من بضع “محاربات ناجيات” من مرض السرطان في اليمن، استعرضنّ تجاربهنّ في فعاليات مخصصة لمكافحة المرض الخبيث، لتصبح “إلهامًا” لغيرهنّ من المصابات.
تحكي، كيف انتصرت على المرض الخبيث، بعد أن مرت بفترات من الصدمة والخوف والهلع عند معرفتها الإصابة بالمرض الذي أحال حياتها إلى جحيم لا يطاق.
عندما عرفت أمل بإصابتها بسرطان الثدي من الطبيبة المعالجة، اسودّت الدنيا في وجهها، ولم تفكر بنفسها بقدر ما فكرت بأولادها، الذين قد يعيشون بقية حياتهم بلا أم. على حد قولها.
خوفها على أولادها كان هو السبب الذي نجاتها من المرض، فتفكيرها بهم، دفعها للتشبث بالحياة، ومقاومة المرض والانتصار عليه، وأدركت أمل أنه مجرد مرض يمكن التغلب عليه. وكشفت أمل عوامل انتصارها، الكامنة بتغيير عاداتها التي كانت سببًا في إصابتها بالمرض، و”عدم التفكير بطريقة يائسة أو الهروب نحو الانعزال والانطواء، بل على العكس، أقبلتْ بقوة على الحياة”. وأكدت أمل، وفقا لوسائل إعلامية “أن كل ذلك كان مسنودًا بدعم نفسي من أولادها الذين لم تخف عنهم إصابتها، وكانوا بالفعل سببًا في تجاوز محنتها والانتصار على السرطان”.
فعاليات البرنامج اشتملت على الدعم النفسي، خاصةً أنه كان من بين الحضور مصابات بالسرطان، لم يتغلبنّ بعد على المرض، واستهدف استعراض تجارب الناجيات التركيز على هؤلاء المصابات، لتشجيعهنّ وتحفيزهنّ على مقاومة المرض حتى تحقيق غاية الشفاء منه، عبر استلهام تجارب الناجيات.
كما شمل البرنامج محاضرتين نفسيتين، موجهتين للمرضى المصابات، تضمنت الأولى “معالجات نفسية”، قدمتها المدربة وفاء سعد، تطرقت فيها إلى مكامن القوة في الذات، وكيفية التعامل مع الضغوط النفسية.
كما تناولت أهمية نقل تجربة الناجيات لمحاربي مرض السرطان من الرجال والنساء على السواء، وزرع التفاؤل والأمل في نفوسهم لرفع مستوى الجهاز المناعي لديهم.
والمحاضرة الثانية، قدمتها أخصائية علاج الأورام بالإشعاع بمستشفى الصداقة التعليمي، الدكتورة أماني صالح هادي، رئيسة وحدة التوعية الصحية بالمجلس العربي الأكاديميين والكفاءات، فرع اليمن.
وتناولت المحاضرة المفاهيم الخاطئة حول مرض السرطان، مثل الادعاء بكونه مرضًا وراثيًا أو معديًا، كما ناقشت مواضيع مثل تأثير استخدام السكريات والمكملات الغذائية والأعشاب على انتشار السرطان، مؤكدةً أهمية الكشف المبكر عن المرض.