هذا صورة مقال شهير من أحد المجلات العلمية عنوانه: لماذا أغلب ما تقوله الأبحاث العلمية غير صحيح!! .. وصورة أخرى من مجلة كلية الجراحين الملكية البريطانية يتحدث عن نفس المشكلة !
المشكلة الاولى
أن 95% من الابحاث العلمية في مجال الطب تتأثر بعوامل الإفساد أو ما يسمى Bias .. عوامل تؤثر على حياد التجربة أو طريقة قراءة النتائج وتحليلها وأن أي موضوع يمكن ان تجد فيه البحث العلمي يثبت الشيء و بحث أخر يثبت عكسه !!
وهذه العوامل قد تكون بسبب مصالح الباحثين الذين كتبوا البحث .. مثل إستفادة مادية أو معنوية أو حتى للتفاخر أو ترقية لمنصب أو علاقات و مصالح خفية, وعوامل متعلقة بالمرضى أو التجربة مثل الفروق بين مجتمع و آخر أو مجموعة من المرضى و آخرين تجعل نتائج البحث تتغير بسبب هذه العوامل التي تفسد حياد التجربة. فضلاً عن عوامل أخرى كثيرة !
المشكلة الثانية
التي يتحدث عنها مقال كلية الجراحين الملكية هي أن بعض الاطباء ينتقي الأبحاث العلمية التي تتناسب مع أهوائه ومصالحه.. وليس مع أحتياج المريض !!
مثلا طبيب يريد عمل جراحات.. فيبحث عن الأبحاث التي تقول أن الجراحات هي الطريق الصحيح, وطبيب أخر لا يريد أو لا يعرف كيف يجري هذه الجراحات .. فيبحث عن الأبحاث التي تقول ان العلاج بدون جراحة هو الطريق الصحيح, وكلا الفريقين سيجد من الابحاث عدد كافي ليساند به ما يقول !
كما ان كلا الفريقين يبحث عن مصلحته وليس مصلحة المريض !!
والمشكلة أننا كي نعرف فعلا حقيقة البحث يجب ان تتطلع عليه كاملا و تبحث وراء تفاصيل عمل البحث و البيئة التي تم فيها واحتمال وجود مصالح تؤثر على نتيجة البحث.
ومن الامثلة الشهيرة في جراحة العظام:
-1- منظار الكتف لعلاج إلتهاب أوتار الكتف أو الإحتكاك .. حيث ظلت لسنوات طويلة ابحاث يصدرها جراحي المناظير تتحدث عن فاعلية هذه الجراحة .. الى ان ظهر بالفعل أن هذه الجراحة لا تعطي اي نتائج افضل من العلاج الطبيعي بدون تعريض المريض لأي جراحات.
-2- استعمال جراحة المنظار في علاج خشونة الركبة المتقدمة .. نفس القصة .. سنوات طويلة من الابحاث و النتائج الغير أمينة .. إلى أن ثبت بالفعل ان المنظار لا يفيد هذه الحالات.
-3 – جراحة خلع مفصل الفخذ بطريقة جانز لعلاج تشوهات رأس عظمة الفخذ .. حيث استمر الباحثون في الاصرار على انها طريقة جيدة في الحالات المحددة رغم ارتفاع مضاعفات هذه الطريقة .. وفي كل مرة يقول الباحثون أن المضاعفات الكثيرة بسبب عيوب في المريض او في طريقة اختيار المريض !
-4- العديد من جراحات العمود الفقري واليد وإصلاح التشوهات .. إلخ .. إلخ .. إلخ.
لذلك يجب في كل تخصص أن نكون حذرين في قراءة أي بحث علمي و أن لا نأخذ النتائج بسطحية من المختصر.
وهذا في الحقيقة يحتاج إلى خبرة علمية من الطبيب كما يحتاج إلى أمانة
فالخبرة والعلم بدون أمانة لا يكفي .. وأيضا الأمانة مع الجهل أيضًا لا يكفي
إن خير من إستأجرت : القوي الأمين !.. الطبيب الشاطر الأمين !!
أ. د. خالد عمارة
أستاذ جراحة العظام كلية طب عين شمس.
البورد الأوروبي فى أمراض وإصابات وجراحة العظام
