علاج محتمل للسكري لا يعتمد على “الإنسولين”
منذ مائة عام، (1921م) اكتشف العالم الكندي فريدريك بانتينج،Frederick Grant Banting عقار “الإنسولين” المنقذ لحياة مرضى السكري، ونتيجة لهذا الاكتشاف الكبير حصل بانتينج على جائزة نوبل في الطب عام 1923 مناصفة مع الأسكتلندي جون مكليود. اقتسم بانتنج نصيبه المالي من الجائزة مع تلميذه وشريكه في أبحاثه تشارلز بست الذي لم تشمله الجائزة بشكل رسمي لكونه طالباً في ذلك الحين، كما اقتسم مكليود جائزته مع ج. ب. كوليب J. B. Collip الذي ساعده فيما بعد في تنقية الإنسولين. الحكومة الكندية منحته مُرتب مدى الحياة للعمل على أبحاثه. في 1934 منح رتبة نبيل من قبل الملك جورج ألبرت. وفي 2004، حصل فريدريك بانتنغ بالتصويت على المركز الرابع في برنامج أفضل الكنديين. ومنذ ذلك التاريخ لم يتغير الوضع، وظل “الإنسولين” علاجاً لأعراض المرض، وليس علاجاً للمرض ذاته.
ومؤخراً أعلن فريق من الجامعة التقنية في ميونيخ، والمركز الألماني لأبحاث السكري، عن نجاحه في التوصل إلى هدف دوائي يؤدي إلى إعاقة وظيفة أحد المستقبلات، مما يؤدي إلى زيادة حساسية مسار إشارات “الإنسولين” في خلايا بيتا البنكرياسية، وقد يسمح هذا بحماية خلايا “بيتا” وتجديدها، مما يساعد في علاج مرض السكري.
كانت دورية “نيتشر”، قد نشرت تفاصيل الدراسة حيث أكدت ان الفريق قد نجح في تحديد مستقبِل جديد وهو “مستقبِل مثبط (الإنسولين) المشفر بواسطة الجين Iir”، ووجدوا في الدراسات التي أجريت على فئران التجارب، أنه إذا تم التخلص من المستقبِل في خلايا بيتا وعن طريق منع وظيفته باستخدام الأجسام المضادة وحيدة النسيلة، فستكون النتيجة هي زيادة إشارات “الإنسولين” وكتلة خلايا بيتا الوظيفية، وهذا يجعل المستقبِل هدفاً واعداً للغاية لعلاج السبب الجذري لمرض السكري، وفقدان خلايا بيتا واختلالها الوظيفي.
ويقول ماتياس تشوب، الرئيس التنفيذي لشركة “هيلمهولتز زينتروم ميونيخ» التي يجري باحثوها تجارب على هذا الاكتشاف في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للشركة بالتزامن مع نشر الدراسة، إن «هذا الاكتشاف هو خطوة مهمة أخرى للتخلص أخيراً من المرض”.
ويضيف: “بينما تمثل جائحة (كوفيد– 19) تهديداً فورياً سنتغلب عليه، يجب ألا ننسى أن مرض السكري لا يزال أحد أكبر وأسرع الأمراض القاتلة على كوكبنا”.