مركبة في المسجد الحرام بمكة المكرمة.. قصة رجل اخترع منتجًا قد يقي “الملايين” من الإصابة بـ”كورونا”.. صور
قبل حوالي ستة أعوام، أدى سقوط فتاة كورية جنوبية عن سلم كهربائي إلى اختراع جهاز يتوقع له أن يحمي ملايين البشر من الإصابة بفيروس كورونا.
فعندما سقطت ابنة “كيم كيونغ يون” – البالغة من العمر 13 عامًا – من على سلم كهربائي متحرك وأصيبت، تسببت بوقوع سلسلة من الأحداث التي قد تمنع إصابة الملايين من البشر في جميع أنحاء العالم بفيروس كورونا.
وقع الحادث لأن ابنته لم ترغب في الإمساك بالحاجز الموجود على جانبي السلم (الدرابزين) بسبب مخاوف تتعلق بالنظافة.
ووفقًا لـ “بي بي سي”، أدرك يون – وهو مصمم داخلي من كوريا الجنوبية – أن العديد من الأشخاص الآخرين فعلوا الشيء نفسه خوفًا من السبب ذاته؛ لذا قرر أن يحاول اختراع نظام للتعقيم.
كان ذلك في عام 2014، وبعد عام كشف النقاب عن منتجه الجديد، والذي كان عبارة عن وحدة صغيرة تسمى (كلير وين) تُعلق على نهاية جانبي السلالم المتحركة عندما يصعد عليها الناس، بحيث يمر الدرابزين من خلالها.
وتستمد هذه الوحدة الطاقة من مولد كهربائي (دينامو)، والذي يولد بدوره الكهرباء من الحركة المستمرة للسلالم المتحركة، ويُطلق المنتج الجديد الأشعة فوق البنفسجية المعقمة (على وجه التحديد موجات الأشعة فوق البنفسجية “يو في سي”) على الدرابزين عندما يمر عبرها، مدمرًا جميع الفيروسات والبكتيريا.
وحينها توقع كيونغ يون وشريكه ابن عمه كيم يو تشيول، الذي يعمل كرجل أعمال، نجاحًا باهرًا لمشروعهما، الذي أطلقاه في يوليو 2015، بالتزامن مع خروج كوريا الجنوبية من متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس)، وكان مطلوبًا من الكوريين الجنوبيين ارتداء أقنعة الوجه.
يقول كيونغ: “لم يكن أحد مهتمًا بمنتجاتنا في ذلك الوقت”، وقد استمر فشل هذا المنتج على مدى السنوات الأربع التالية.
ثم جاء عام 2020 وفيروس كورونا ليقلب الأمور رأسًا على عقب، ومنذ ذلك الحين، انهالت الطلبات على الرجلين من جميع أنحاء العالم، وباعا حتى الآن 43,000 وحدة في 51 دولة مختلفة، بعائدات مالية تجاوزت 14 مليون دولار (11 مليون جنيه إسترليني) هذا العام.
وجرى تركيب هذا المنتج في عدد من المطارات، ومراكز التسوق، والمستشفيات، ودور السينما، وملاعب كرة القدم، وفي المسجد الحرام بمكة المكرمة.
وقد يبدو استخدام أشعة “يو في سي” فوق البنفسجية لتطهير الأشياء أمرًا متعلقًا بالمستقبل، لكن في الواقع جرى استخدامها لهذا الغرض منذ اكتشافها في أواخر القرن التاسع عشر.
فالضوء الناتج عن هذه الأشعة – وهو شكل من أشكال الإشعاع الكهرومغناطيسي – يقتل الفيروسات والبكتيريا عن طريق إتلاف حمضها النووي بحيث لا يمكن أن تتكاثر، لكن هذا النوع من الأشعة ضار للبشرة والعين، لذلك لا ينبغي أن تكون موجهة نحوهما، لكن وحدة “كلير وين” لا تطلق أي ضوء من أشعة “يو في سي” فوق البنفسجية.
وبينما زاد وباء كورونا من الاهتمام باستخدام أشعة “يو في سي” فوق البنفسجية كأداة تعقيم، فإن جهاز “كلير وين” هو مجرد واحد من العديد من هذه التقنيات المعروضة للبيع الآن.
وفي بداية شهر أكتوبر الماضي، أطلقت العلامة التجارية التركية للأجهزة المنزلية “بيكو”، مجموعة جديدة من المنتجات التي تعتمد على استخدام أشعة “يو في سي” فوق البنفسجية- الخفيفة – بما في ذلك ثلاجة، وجهاز تجفيف بدون حرارة، و”خزانة تنظيف بالأشعة فوق البنفسجية”.
وتنتج شركة “هيلثي” الأمريكية أيضًا صندوقًا صغيرًا يستخدم الأشعة فوق البنفسجية الخفيفة لتنظيف الهواتف النقالة والمحافظ، كما تنتج الآن “عصا الأشعة فوق البنفسجية” لشركة “بوينغ” لصناعة الطائرات.
ويقال إن العصا، التي يصل طولها إلى قدمين (60 سم)، والتي تأتي مرفقة بوحدة أساسية تشبه حقيبة السفر، قادرة على تطهير مسطح الطائرة في أقل من 15 دقيقة.
وتعكس هذا العصا نوعًا مختلفًا من الأشعة فوق البنفسجية يسمى “الأشعة فوق البنفسجية البعيدة” التي يمكن أن تقتل الفيروسات، لكن على عكس أشعة “يو في سي” فوق البنفسجية، لا يمكن أن تلحق الضرر بالعينين أو الجلد البشري.
ويقول أليكس بيريزو – عالم الميكروبات في المجلس الأمريكي للعلوم والصحة – “إن أشعة يو في سي فوق البنفسجية البعيدة تقتل الميكروبات، لكنها غير ضارة بالبشر”.