قليل من “البردقوش” مُفيد.. وكثيره مُضر
“البردقوش”، أو “المردقوش”، هو نبات عطري ذو نكهة حلوة، ينتمي إلى عائلة النعناع والزعتر البري، إلا أن البردقوش بأنواعه المختلفة يختلف عنهما في الشكل والاستخدامات الطبية، ويعرف أيضا بـ “البردقوش الحلو”.
يعتبر البردقوش الحلو من الأعشاب المفضلة، خاصة في منطقة البحر الأبيض المتوسط. ويُزرع البردقوش في مصر وفي بلاد الشام والمغرب وتونس وإسبانيا وفرنسا، بالإضافة إلى موطنه الأصلي في تركيا وقبرص، ويحصد النبات أثناء الإزهار، ثم يقطر طازجًا، ويتميز زيته العطري بالرائحة المنعشة.
يستخدم شاي البردقوش الحلو منذ القدم للعديد من الأمراض، مثل تخفيف الغثيان وانتفاخ البطن وكمطهر معوي، ولاحتباس الماء (الوذمة)، وتخفيف الألم ولالتهابات الشعب الهوائية، والتهاب الجيوب الأنفية والحنجرة والتهابات الجهاز البولي، وعند تناوله باعتدال، فإنه يساعد على تخفيف آلام الدورة الشهرية.
أما الزيت فيستخدم موضعيا للآلام الروماتزمية والالتهابات الجلدية والجروح والحروق والتهاب المفاصل، وفي مصر القديمة استخدم في صنع المراهم والعطور.
يحظى البردقوش بالعديد من الدراسات للتحقق من الاستخدامات الشعبية واكتشاف خصائص علاجية جديدة، بعض منها ما زال في مرحلة حيوانات التجارب، ومن أشهر تلك الاستخدامات:
1. يساعد في تنظيم الهرمونات
يساعد البردقوش في تنظيم بعض هرمونات الجسم، ولذلك يستخدم في استعادة توازن الهرمونات لدى النساء غير الحوامل، ممن يعانين من عدم انتظام الدورة الشهرية، فهو يحفز تدفق الحيض.
ويساعد استخدام شاي البردقوش قبل الدورة الشهرية على تحسين الحالة المزاجية، وعلى تصريف الماء الزائد المحتجز بالجسم وتقليل التورم.
2. علاج متلازمة “تكيّس المبايض”
أثبتت التجارب السريرية كفاءة شاي البردقوش في تحسن تكيس المبايض، وذلك عن طريق:
- خفض مستويات الأندروجينات الكظرية.
- خفض مستويات الأنسولين أثناء الصيام.
- تحسين حساسية الأنسولين.
وإذا كان العلاج الدوائي أو الجراحي – أحيانا – مطلوبا في علاج التكيسات إلا أن الكثير من الحالات البسيطة والمتوسطة تستجيب لتحسن الوزن مع الاستعانة ببعض العلاجات البديلة مثل البردقوش.
3. خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات
كما في معظم النباتات الطبية يحتوي البردقوش على العديد من المركبات – مثل كارفاكرول – المضادة للأكسدة، وتساعد مضادات الأكسدة في منع تلف وشيخوخة الخلايا الناجم عن الجزيئات الضارة (الجذور الحرة).
4. مضاد للميكروبات
يحتوي البردقوش على خصائص مضادة للميكروبات، ونستطيع الاستفادة من ذلك عن طريقين:
على الجلد: عن طريق استخدام الزيت العطري المخفف على الجلد لعلاج الالتهابات الفطرية.
الأمعاء: عن طريق البردقوش المجفف أو الطازج للمساعدة في علاج فرط نمو بكتيريا الأمعاء.
والنتائج ما زالت مبدئية ولكنها مبشرة.
5. قد يخفف من مشاكل الجهاز الهضمي
مثلما استخدم قديماً في علاج مشاكل الجهاز الهضمي، تشير دراسة أجريت على ستة أعشاب أن البردقوش يكافح “الكلوستريديوم بيرفرينجنز”، وهو أحد أشهر مسببات النزلات المعوية المنقولة بالغذاء، وكذلك فإن التجارب على حيوانات المعمل أشارت إلى أن مستخلصه يحمي من تقرحات المعدة.
6. استخدامات زيت البردقوش
يستخدم زيت البردقوش في العلاج بالروائح (aromatherapy) في حالات:
(العصبية. الأرق. الصداع).
المحاذير
على الرغم من فوائد البردقوش العديدة، ولكن قد يكون لتناوله بكثرة وقعَا ضارًا على صحة الإنسان، ومن أبرز أضراره:
– يجب على الأشخاص المصابين بمرض سيولة الدم أو الجروح تجنب الإفراط في تناول منقوع البردقوش، لأنه قد يتسبب في الإصابة بالنزيف.
– لابد من مراجعة الطبيب قبل تناول البردقوش، لاحتمالية تفاعله مع بعض الأدوية، وهذا ما أكدته بعض الدراسات، مشيرةً إلى أن هذا النوع من الأعشاب يتسبب في انخفاض نسبة السكر بالدم، وهذا ما يتعارض مع العقاقير المعالجة للسكري.
– يجب وضع أحد أوراق البردقوش على سطح الجلد، وفي حالة تهيجه، فهذا يدل على الإصابة بالحساسية اتجاه هذا النوع من الأعشاب، وقد يتسبب تناوله في التعرض لضيق التنفس، والالتهابات الجلدية، وسيلان الأنف، والعطس المستمر.
البردقوش أثناء الحمل والرضاعة وللأطفال: لا يحبذ استخدام البردقوش بكميات كبيرة أثناء الحمل، فقد يهدد الجنين، ولم يحظ بالأبحاث الكافية للاستخدام أثناء الرضاعة ولا على الأطفال.
الحساسية: لا يستخدم لمن يعانون من الحساسية من البردقوش أو أحد هذه الأعشاب: الريحان، الخزامى، النعناع، الزعتر، المريمية لتقاربها في المحتوى.
كما لا يستخدم مع الأدوية التي تحتوي على الليثيوم. ومثل جميع الأعشاب، لا بد من الاعتدال في استخدامها، ومناقشة الطبيب حال وجود أمراض.