درهم وقاية

من بينها الخلط بين الهشاشة واللين.. أخطاء طبية شائعة حول “هشاشة العظام”

على الرغم أن الدراسات الطبية تمكنت من تقدير عدد الأشخاص الذين يصابون بالكسور نتيجة لهشاشة العظام، إلا أنه من الصعب تقدير عدد الأشخاص المصابين فـعلا بالهشاشة لكنهم لم يعرفوا ذلك بعد، لأن المرض عادة ما يكون غير مؤلم، كما أن العديد من هؤلاء الأشخاص لا تكون لديهم أدنى فكرة عن إصابتهم به حتى يتعرضو لكسر عظمي.

ويرى الخبراء أن 25 % من النساء فوق سن الخمسين مصابات بالفعل بهشاشة العظام، ونحو نصف النساء فوق هذا السن معرضات لمخاطر الإصابة بهشاشة العظام.

ويتسبب هشاشة العظام في كسور الفخذ التي قد تسبب الإعاقة الشديدة للأنشطة الأساسية في الحياة الطبيعية، حيث تشير الدراسات إلى أن نحو 80 % من الأشخاص المصابين بكسر الفخذ يكونوا عاجزين عن السير بعد ستة شهور، والأخطر من ذلك أن 20 % من المرضى بهشاشة العظام يتوفون خلال سنة واحدة بعد تعرضهم لكسر الفخذ، كما أن هناك العديد من الكسور في الرسغ والورك الناتجة عن هشاشة العظام، تؤدي إلى آلام كبيرة وتحد كثيرا من أنشطة المصابين بها .

ويؤكد المتخصصون أن التشخيص الدقيق لهذا المرض يساعد على الاكتشاف المبكر له، وبالتالي الحماية من المخاطر المستقبلية التي يتعرض لها الشخص المصاب بهشاشة العظام، ويتطلب التشخيص الدقيق اختبارا لقياس كثافة العظام، وقد أجمع الأطباء على أن الاختبار الأكثر صدقا والأكثر شيوعا لهذا المرض يسمى مقياس كثافة العظام (bone densitometry)، وهو عبارة عن نوع خاص من الأشعة السينية لقياس كثافة العظام، وهي عملية خالية من الألم تماما وتتطلب فقط من المريض الاستلقاء على سطح يشبه سرير الأشعة السينية، لمدة من خمس إلى عشر دقائق حتى يتسنى للآلة أن تقوم بالتصوير المسحي للجسم.

وهذا الاختبار هو الأكثر أمنا، لأنه يستخدم كمية ضئيلة جدا من الأشعة السينية تبلغ 1.2 (K(Rem m بينما مسموح للإنسان أن يتعرض سنويا إلى 500 (Rem m)، كما أن هذا الاختبار لا يحتاج إلى تحضير أو الى حقنة بالوريد.

أخطاء شائعة

كان لداء ترقق العظم خطورته لعدم القدرة على كشفه مبكرا، ولكن التكنولوجيا الحديثة وضعت التجهيزات اللازمة لقياس كثافة العظم، ولعل من أكثر الأخطاء الطبية شيوعاً هي الاعتماد على الصورة الشعاعية البسيطة لتشخيص ترقق العظام، فالصورة الشعاعية البسيطة التي تُبدي ترققاً في العظم تعني أن المريض يعاني من ترقق عظم شديد جداً؛ فالترقق في المراحل البدائية يبدو كعظم طبيعي في الصورة الإشعاعية؛ لهذا وجب إجراء قياس الكثافة العظمية عند كل امرأة بالخصوص بعد سن 45 عاماً، وبجهاز دقيق مثل جهاز Lunar iDXA القادر على تحديد كثافة عظم كامل الجسم، وهو من أحدث الأجهزة المستعملة حاليا.

وهناك العديد من الأخطاء الطبية التي ترافق بعضاً من الأمراض ، وخاصة مرض هشاشة العظام،  وأول خطأ شائع في هذا الخصوص هو الخلط بين هشاشة العظام ولينها، ويوضح المتخصصون الفارق بينهما، بأن الهشاشة مرض يصيب كثافة العظام وكتلتها، أما اللين فيصيب صلابة العظام، ويمكن علاج لين العظام عن إعطاء المريض مادة الكالسيوم، التي تساعد في تقوية صلابة العظام.

أما مرض هشاشة العظام التي تصل إلى حد الكسور، فإن المريض يحتاج إلى إجراء عملية جراحية، وعادة تكون مكلفة مادية، ويضطر المريض بعد العملية للبقاء في السرير 4 أشهر تقريباً.

تشير الدراسات إلى أن المرأة البيضاء أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض من المرأة السمراء لأنها غالباً ما تكون نحيفة، ويكون جلدها رقيقاً

وعادة ما تحدث هشاشة العظام في سن متقدمة، وهي تصيب السيدات بعد سن الخامسة والستين، وغالباً بعد 15 سنة من انقطاع الطمث، أما عند الرجال فعادة تبدأ بعد سن الخامسة والسبعين، ويعد هذا المرض قديماً جداً، وقد ذُكر في القرآن الكريم في قوله تعالى عن النبي زكربا عليه السلام {إنّي وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا}، وهذا يدل على أن الإنسان إذا ما وصل إلى عمر اشتعال الرأس شيباً، أي حين يتقدم به العمر، فإنه يصاب بمرض هشاشة العظام.

وتشير الدراسات إلى أن المرأة البيضاء أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض من المرأة السمراء لأنها غالباً ما تكون نحيفة، ويكون جلدها رقيقاً، وهذه المواصفات تكثر فيها نسب الإصابة بهشاشة العظام، كذلك فإن النحيلة تكون أكثر عرضة للإصابة بمرض هشاشة العظام من  البدينة، ولكن طبياً تعتبر المرأة البدينة معرضة لمخاطر أكبر عندما تصاب بمرض هشاشة العظام، لأن الوزن الكبير يعرّض الجسم لمزيد من الكسور.

وتكون المرأة معرضة لهشاشة العظام بعد 15 عاماً من انقطاع الطمث، بسبب نقص هرمون الأستروجين المخزّن في طبقة الدهن الموجودة في جسم المرأة، فعندما يتوقف المبيض عن العمل، يضطر الجسم للاستعانة بهرمون الأستروجين الموجود والمخزن في الجسم، ما يعرض المرأة للإصابة بهذا المرض.

ويصاب المريض بهشاشة العظام بعدّة أعراض، من أهمها الإحساس بالكسل العام في الجسم، وهذا لا ينطبق على حالات الإصابة ببعض الأمراض كالإنفلونزا وغيرها، فبعض الأمراض يترافق معها هذا الكسل، ومن أعراضها أيضا الإحساس بالآلام المستمرة، وهنا عادة لا تستجيب للمسكنات العادية.

وقد يصاب الإنسان بهشاشة مبكرة في سن الخامسة والعشرين أو الثلاثين، وهي تأتي نتيجة لبعض الأمراض كحساسية الصدر ومرض السكري، وتعاطي بعض أنواع الأدوية مثل “الكورتيزون”.

صاب المريض بهشاشة العظام بعدّة أعراض، من أهمها الإحساس بالكسل العام في الجسم، وهذا لا ينطبق على حالات الإصابة ببعض الأمراض كالإنفلونزا

وتوجد معلومة خاطئة عديدة حول مرض هشاشة العظام، من بينها أن السمنة تؤدي إلى هشاشة العظام، ولكن ذلك لم يثبت طبيا حتى الآن، فلا توجد دراسات أكدت وجود علاقة بين السمنة والإصابة بهذا المرض، ولكن تشير بعض الدراسات إلى أن السمنة تؤدي إلى تعب وآلام في الركبة، وكذلك فإن “الريجيم” – الحمية- لا يؤدي إلى هشاشة العظام؛ لأن “الريجيم” لا يؤدي إلى إزالة الخلية الدهنية في جسم الإنسان، ولكن يؤدي إلى تقليصها، وبالتالي يبقى المخزون من الأستروجين موجوداً في الخلية الدهنية.

ومن الأخطاء الشائعة الربط بين هشاشة العظام وتكرار الحمل، ولا يوجد إثبات طبي لذلك أيضا، إلا أن هناك دراسات تربط بين الحمل المتكرر ونقص الكالسيوم في الجسم، ولكنها لم تؤكد أن ذلك يؤدي إلى هشاشة العظام.

وهناك معلومة شائعة أيضاً حول منع الخبز و”النخالة” من امتصاص الكالسيوم، وهذه المعلومة ليست دقيقة أيضا، وتشير التقارير الطبية إلى أن الإنسان يستطيع أن يأكل من 3 – 4 جرام يومياً من “النخالة”، ولا يؤدي ذلك إلى هشاشة العظام، كذلك فإن الخبز يحتوي على نسبة من الكالسيوم.

“الثروة العظمية”

أثبتت الدراسات أيضا أهمية معدن البوتاسيوم في مساعدة الجسم على تفادي مشكلات ترقق العظام، وأكد الباحثون أن تناول كميات كبيرة من الملح أمر ضار خصوصاً عند النساء في “سن اليأس”

ربطت أكثر الدراسات الطبية بين هشاشة العظام والأساليب الغذائية السلبية، من بينها ما أشارت إلى أن نقص فيتامين ( د) يؤدي إلى الهشاشة، وهذا الفيتامين يساعد في امتصاص الكالسيوم من الغذاء، ليذهب إلى الدم، كذلك فإن الذين لا يتناولون الألبان بشكل مستمر هم عرضة أكثر للإصابة بهشاشة العظام.

وتؤكد التقارير الطبية الحديثة أن قلة الحركة تساعد على الإصابة بهذا المرض،   فالحركة تساعد جداً في زيادة كثافة العظام، لذلك تتركز كثافة العظام في أرجل الإنسان أكثر من يديه، بسبب استخدام الأرجل بشكل متسمر في الحركة، أما لدى الحيوانات فإن الكثافة واحدة، لأن الحيوانات تسير على أطرافها الأربعة، وينصح الخبراء للوقاية من هذا المرض بزيادة النشاط الحركي وتجنب زيادة الوزن والتوازن الصحي الغذائي.

ومن المعروف أن الثروة العظمية تبلغ أوجها في سن المراهقة ثم تبدأ بالتناقص بعدها تدريجياَ، ومن هنا تبدو أهمية أن يبني الإنسان ثروته العظمية في فترة النمو والمراهقة والشباب، ويكون ذلك عن طريق تزويد الجسم بما يلزمه من الكالسيوم الداعم للجسم بكميات كافية، والحالة الطبيعية لنسبة الكالسيوم هي بين  1000 و1500 ملج.

كما أثبتت الدراسات أيضا أهمية معدن البوتاسيوم في مساعدة الجسم على تفادي مشكلات ترقق العظام، وأكد الباحثون أن تناول كميات كبيرة من الملح أمر ضار خصوصاً عند النساء في “سن اليأس”، إذ يعمل الملح على استنزاف المعادن خصوصاً الكالسيوم الذي يضيع في البول، من جراء الإكثار من تناول الملح، ما يؤدي في النهاية إلى الإصابة بترقق العظام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى