درهم وقاية

احذر الفركتوز المضاف .. قاتل بمذاق جميل

الفركتوز يتواجد بشكل طبيعي في الفواكه والخضروات والعسل بنحو 50 في المائة من سكر المائدة ” السكروز” إلى جانب الجلوكوز، إلا أن الدراسات الأخيرة لجمعية القلب الأمريكية أوصت بالحد من السكريات التي تضاف إلى طعام الانسان بما لا يتخطى ست ملاعق صغيرة يومياً؛ نظراً لتزايد اعتماد الأمريكيين ” أطفالاً وكباراً ” على الفركتوز بما يتجاوز الـ 17 ملعقة صغيرة في المتوسط اليومي، وفقاً لما ورد من ” مراكز مكافحة الأمراض والوقاية الأمريكية “.

هذه السمة لم تعد محصورة فقط على النمط الغذائي الأمريكي، بل في النظام الغذائي الغربي عموما، والذي يعتمد على كثير من الأطعمة المصنعة، وغالبيتها تحوي سكراً مضافاً، ويعد الفركتوز – خصوصاً شراب الذرة عالي الفركتوز- أكثر أنواع السكر استخداماً في الأطعمة المصنعة .

أهمية الفركتوز

وأهمية ” الفركتوز ” تتمثل في أنه مصدر رئيسي للطاقة في خلايانا، ويعمل الجسم على تفكيك ” الجلوكوز ” في الخلايا بعد أن يتم تحويل ” الفركتوز ” إلى ” جلوكوز” بواسطة الكبد، لتمكين جسد الانسان من الحصول على الطاقة اللازمة له.

الأمر الذي يسبب خطورة في تعطيل قدرة الجلوكوز على إفراز الانسولين، فالفركتوز لا يحفز الانسولين، ولا الهرمونات التي تصل إلى الدماغ، ويعطي له إشارات بأن الجسم في حاجة إلى الطعام، ما يؤدي إلى الزيادة في تناول الأطعمة، والتعرض لأمراض السمنة، وزيادة الوزن عن المعدل الطبيعي، وما ينتج من أمراض ومشكلات صحية قد تؤدي إلى خلل عديد من أجهزة الانسان، وفي مراحلها المتقدمة قد تصل إلى ” الوفاة “.

الإفراط في تناول ” الفركتوز ” يسبب أخطار عدة، وكذلك باقي السكريات المضافة، ما يؤدي إلى دفع  الكبد إلى  إنتاج حمض ” اليوريك ” أو ما يسمى ” بالحمض البولي uric acid” والدهون على شكل دهون ثلاثية، وينتج عن ذلك الإصابة بالأمراض الكبدية ” الدهنية ” كالنقرس وأمراض القلب .

تتمثل الخطورة الثانية لتناول القدر المفرط من ” الفركتوز ” في مقاومة إنتاج المعدل الطبيعي للإنسولين، والذي بدوره يشارك بصورة رئيسية في الإصابة بأمراض السمنة، والسكري من النوع الثاني، وأكدت الدراسات الحديثة أن ” الفركتوز” وليس ” الجلوكوز” هو مكون السكر المضاف الذي يؤدي إلى الخلل في عملية التمثيل الغذائي بشكل عام، وما يصاحبها من أمراض مختلفة كإرتفاع ضغط الدم ، وأمراض القلب المبكرة ..

شراب الذرة .. مصدر الخطورة

وأشارت دراسة حديثة بأن التفاعل الذي يحدث بين ” الفركتوز ” و ” الجلوكوز ” في شراب الذرة – عالي الفركتوز – هو الذي يزيد احتمال الإصابة بأمراض القلب والسكري، وما ينجم عنها من آثار سيئة قد تؤدي بحياة الأفراد إلى التهلكة، وبالرغم من هذه الدراسات إلا أننا لازلنا بحاجة إلى مزيد من البحوث العلمية في هذا الشأن للوصول إلى نتائج نهائية للحكم حول ما إذا كان الأمر بهذه الخطورة، أم أن هناك عوامل أخرى تؤدي إلى تلك الأمراض .

جدير بالذكر بأن هناك فواكه وخضروات وعصائر الفاكهة والعسل تحتوي على كميات متفاوتة من ” الفركتوز” و ” الجلوكوز”، وتختلف النسب بين هذين السكرين الطبيعيين، وغالباً ما تكون النصف والنصف، والفارق بين تناول ” الفركتوز” في شكله الطبيعي بالمقارنة مع تناول ” الفركتوز ” كسكر مضاف هو أن الفواكه والخضروات لا تحوي فقط على سكر أقل فحسب من تلك الأطعمة التي تحتوي على سكر مضاف، بل احتوائها على الألياف الغذائية وعديد من الفيتامينات والمعادن والمواد الكيميائية النباتية التي تقي الإنسان وتحافظ على صحته، بالإضافة إلى وجود أهم عصر يحتاجه جسم الإنسان ألا وهو ” الماء “.

رأي آخر .. الفركتوز الطبيعي أفضل

تخالف دراسات أخرى تلك التحذيرات التي توصي بمنع تناول الأطعمة التي تحوي على ” فركتوز ” طبيعي، إلى التوجه إليها بصفتها هامة وضرورية في الوقاية من زيادة السعرات الحرارية وزيادة الوزن، ولاسيما الفاكهة والخضروات، وفي كلا الأحوال الترشيد والتوازن يعد أمراً صحياً .

والخلاصة، أن السكريات التي تضاف ” صناعياً ” والإفراط في تناولها يهدد صحة الإنسان، وبالرغم من ذلك لا يزال أمامنا الكثير لوضع اللوم النهائي على ” الفركتوز ” بصفته المتسبب الوحيد في ذلك، أم أن هناك أسباب أخرى لم تلق حظها من الدراسة والبحث.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى