تكنولوجيا طبية

فريق طلابي من غزة يبتكر جهاز الإنعاش القلبي الرئوي لنقل الأطباء من الانعاش اليدوي للمريض إلى الإنعاش الإلكتروني

من رحم المعاناة يولد الأمل، ومن قلب المأساة يولد الإبداع والابتكار.. مقولة تتجسد يومياً في أبناء قطاع غزة، بأقل الإمكانيات والتكاليف أضاف أبناء القطاع الغالي إنجاز جديد يضاف إلى سلسلة الإنجازات التي ولدت من رحم المعاناة، حيث تمكن فريق من طلبة الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية في القطاع من تخصص التمريض وتكنولوجيا الأجهزة الإلكترونية، من تصنيع جهاز الإنعاش القلبي الرئوي «CPR» حيث ينقل الجهاز الأطباء من مرحلة الانعاش اليدوي للمريض إلى الانعاش بالجهاز الإلكتروني.

الإجراءات التعسفية

الجهاز الجديد تجاوز كل الصعاب وأثبت للعالم كله أن حصار القطاع لا يعني إغلاق عقولهم، وأن ضعف الموارد لا يعني انعدام من يبتكرها، فالإغلاق المفروض على أبناء القطاع منذ ما يزيد عن 17 سنة، جعل حياة المرضى رهينة للإجراءات الإسرائيلية التعسفية، حيث يرقد المئات منهم بانتظار أنواع محددة من الأجهزة التي يمنع إدخالها إلى القطاع.

وتحرم إسرائيل المستشفيات الفلسطينية من الحصول على هذا الجهاز الذي يساعد على إنقاذ حياة المرضى، وتعمل على إجبار وزارة الصحة الفلسطينية على تحويل الحالات المرضية إلى المستشفيات الإسرائيلية، وهذه سياسة التبعية التي تواصل إسرائيل فرضها في مجالات عدة على الفلسطينيين، حيث تبرعت مؤسسات إغاثية دولية لمستشفيات غزة بهذا الجهاز مرات عدة، لكن إسرائيل ترفض إدخاله من المعابر إلى القطاع.

تحدى الظروف

وانطلاقا من الواقع الاستثنائي، أصر أحمد موسى ومحمد البشيتي وعبد الرزاق أبو طالب وعبد الله دهليز ومحمد الجعفري ومحمد الزمر على تحدي جميع الظروف المأساوية، والعمل على ابتكار جهاز حيوي ومهم تخلو منه جميع مستشفيات الوطن، في محاولة لتقديم خدمة جليلة للقطاع الصحي والمرضى، ليس في قطاع غزة فحسب بل على مستوى جميع الأراضي الفلسطينية.

وفي تعقيب له على هذا الابتكار والإنجاز الكبير، صرح المهندس المشارك محمد البشيتي لـ موقع (القدس العربي)، الواقع الذي يعاني منه قطاع الصحة في غزة، والعوز والحاجة الملحة لوجود جهاز متخصص يوفر خدمة الإنعاش القلبي والرئوي للمرضى وأصحاب الحالات الخطرة، دفعني برفقة زملائي من أقسام مختلفة داخل الكلية، إلى ابتكار وتصنيع نموذج من هذا الجهاز، في محاولة لسد النقص والعجز داخل كبرى مستشفيات غزة.

تخفيف الجهد

وبين المهندس البشيتي أن جهاز CPR يساهم بشكل فعال في تخفيف الجهد الكبير الذي يبذله الكادر الطبي العامل في أقسام العناية المكثفة لإنعاش الحالات المرضية، حيث يتطلب من الطبيب للحصول على 120 ضغطة يد في الدقيقة الواحدة لإنعاش المريض، كما سيحميهم من الإصابات المرضية خاصة في الظهر، بالإضافة إلى تقليل أفراد الفريق الطبي والتمريضي المشاركين في عملية الإنعاش، وسيحمي المريض بنسبة كبيرة.

الجهاز الأول من نوعه على مستوى فلسطين

وأوضح المهندس البشيتي أن الجهاز الذي هو الأول من نوعه على مستوى فلسطين، استغرق إنجازه ستة أشهر من العمل والتفكير المتواصل بين فريق العمل، في حين واجه الفريق بعضاً من المشاكل التي أخرت إنجاز المشروع في وقت أقصر، ومن أبرز المشاكل بعض القطع الخاصة بالماتور والإلكترونيات والبرمجيات غير المتوفرة بسهولة في غزة، ولكن تم الحصول بعد البحث الدؤوب والمتواصل على كافة احتياجات خروج الجهاز إلى النور.

طريقة علم الجهاز

يعمل الجهاز بآلية يطلق عليها « نيوماتك» وهي استخدام قوة الغازات المنضغطة للتأثير على الحركات الميكانيكية، وتستخدم هذه القوى في المصانع الكبيرة، حيث تستقي الآلات حركتها بالهواء المضغوط أو باستخدام غازات أخرى، في حين إن آلية «نيوماتك» غير متوفر أي قطع لها في القطاع، لكن بجهود الفريق تم توفير بدائل عن القطع التي تعد عاملا أساسيا في إنجاز الجهاز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى