الاغتراب النفسي.. المفهوم والأنواع وطرق العلاج
في العصر الحالي ومع زيادة التطور في مختلف جوانب الحياة ودخول ثقافات أخرى لثقافتنا العربية وتأثر الناس بهذه الثقافات وما يخلقه من تبعات نفسية أصبح الفرد يعيش في حالة من الاغتراب لثقافته الأم ومن هذا المنطلق لابد من التوعية بمفهوم الاغتراب النفسي.
مفهوم الاغتراب النفسي
يقصد بالاغتراب النفسي شعور الفرد بعدم الانتماء وفقدان الثقة ورفض القيم والمعايير الاجتماعية السائدة في المجتمع الذي يعيش فيه، والمعاناة من الضغوط الاجتماعية وتعرض شخصية الفرد للضعف والانهيار بتأثره بالناحية الثقافية والاجتماعية في المجتمع الذي هو فيه.
أنواع الاغتراب
وللاغتراب عدة أنواع ومنها: (الاغتراب القانوني، الاغتراب السياسي، الاغتراب التربوي، الاغتراب المعلوماتي، الاغتراب الإبداعي، الاغتراب الديني، الاغتراب الاجتماعي، الاغتراب النفسي).
ومن ملاحظة هذه الأنواع نرى أن الاغتراب لا يشترط أن يكون شيء سلبي دائمًا كالاغتراب الإبداعي الذي يجعل صاحبه يبتكر أو يبدع شيء مميز، ان شعور الفرد بالاغتراب النفسي له عدة أسباب والتي هي:
أولاً ـ أسباب نفسية
ويكون بالصراع بين الدوافع والرغبات المتعارضة وبين الحاجات التي لا يمكن إشـباعها في وقت واحد مما يؤدي إلى التوتر الانفعالي والقلق واضطراب الشخصية، الإحباط حيث تعاق الرغبات الأساسية أو الحوافز أو المصالح الخاصـة بـالفرد ويرتبط الإحباط بالشعور بالفشل والعجز التام والشعور بالقهر وتحقير الذات، الحرمان حيث تقل الفرصة لتحقيق دوافع أو إشباع الحاجات كالحرمان من رعاية الوالدين، الخبرات الصادمة كالحروب مثلاً.
ثانياً ـ أسباب اجتماعية
- ضغوط البيئة الاجتماعية والفشل في مواجهة هذه الضغوط،
- الثقافة المريضة التي تسود فيها التعقيد،
- التطور الحضاري السريع وعدم توافر القدرة النفسية على التوافق معه،
- اضطرابات التنشئة الاجتماعية حيث تسود الاضطرابات في الأسرة والمدرسة والمجتمع،
- مشكلة الأقليات ونقص التفاعل الاجتماعي والمعاناة من خطر التعصب والتفرقة في المعاملة وسوء التوافق المهني،
- تدهور نظام القيم وتصارع القيم بين الأجيال وبالتالي يسود الضعف الاخلاقي ـ
- الضلال والبعد عن الدين
ثالثاًـ أسباب اقتصادية
يعد ظهور عدداً كبيراً من الأفراد ذوي الدخل المرتفع وذوي الدخل المنخفض سـبباً كبيـراً يترتب عليه اختلاف في مستوى المعيشة والحياة ويترتب على ذلك فقـدان المعـايير والقوة والوسائل التي يمكن بها زيادة السيطرة على الطبيعة، سوء الأحوال الاقتصادية وصعوبة الحصول على ضروريات الحياة،
نتائج الاغتراب النفسي
وللاغتراب النفسي نتائج على المدى البعيد في حال استمراره والتي هي:
- الانسحاب أو اللامواجهة
- احتمال الرضوخ أو الخضوع والاستسلام للأمر الواقع والتكيف معه
- التمرد الفردي والعمل الثوري على تغيير الواقع
علاج الاغتراب النفسي
أما طرق علاج الاغتراب النفسي قبل تفاقم المشكلة وخلق نتائج على المدى البعيد لدى المغترب فتتمثل في:
- التوعية المستمرة لفكرة الاغتراب
- دمج المغترب مع المجتمع
- التوعية الدينية
- توفير الانشطة والندوات لتوعية الناس بهذه المسألة
- مساعدة المغترب للتعبير عن أفكاره ورغباته واحتياجاته
- دور الوالدين لأحتواء المغترب
من الطبيعي أن يشعر الفرد بالنفور وعدم التقبل أحيانا لما هو منتشر من عادات وتقاليد وقيم في ثقافته الأم لكن في حال زيادة شعور الفرد بالاغتراب النفسي وعدم قدرته على مسايرتها هنا يتطلب من الفرد أن يفكر مع نفسيه ومحاولة التخلص من هذه الحالة وبمساعدة الآخرين له حتى لا يشكل فجوة وتكون إحدى دلالات ومشكلات على المدى الطويل لديه بالتالي لا يستطيع تجاوزها.
وفاء ال سعدون
ماجستير علم النفس التربوي
استاذة جامعية – جامعة جيهان دهوك
عضو ومستشارة نفسية لدى مجلس العالم الاسلامي للاعاقة والتأهيل
( دهوك – العراق )