علماء بجامعة ” ميريلاند ” يطوروا أداة للكشف عن أمراض القلب
في تطور علمي جديد، تمكن مجموعة من العلماء في جامعة ” ميريلاند” الأمريكية من تطوير أداة يمكنها التنبؤ بمخاطر الإصابة بأمراض القلب، لاسيما الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 40 عاماً، حيث تضع الأداة المطورة في الاعتبار تعرض الشخص لعوامل الخطر المتوقعة بالإصابة بأمراض القلب خلال مراحل العمر المختلفة، في محاولة للحيلولة دون ارتفاع معدلات الإصابة، مع الأخذ في الاعتبار قياس تأثيرات العوامل المؤثرة في فرص الإصابة كضغط الدم المرتفع والبدانة وارتفاع مستويات الكوليسترول الضار.
واستطاع العلماء تطوير هذه الأداة المبتكرة باستخدام بيانات مسجلة من دراسة تطوير مخاطر الشريان التاجي لدي الشباب، وتابع العلماء حوالي 5 آلاف شاب من الأصحاء في 4 مدن أمريكية لمدة 30 عاماً ! وسمح مصدر البيانات الغني لباحثي الدراسة بفهم التاثيرات المضافة لعوامل الخطر المتعددة التي يمكن أن تؤدي إلى أمراض القلب والأوعية الدموية.
المواطنين ” السود ” بأمريكا الأكثر تعرضاً لأمراض القلب
وأشارت الدراسة، التي نشرت نتائجها في مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب، إلى ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 46% للمرضى الأمريكيين من السود، مقارنة بالمرضى من البيض، وظل هذا التناقض حتى عندما تم حساب عوامل الخطر الأخرى، مثل تاريخ العائلة، وعادات التدخين، والبدانة، والعامل الوراثي.
وذكر الدكتور “مايكل جيه دومانسكي” أستاذ أمراض القلب في كلية الطب جامعة “ميريلاند”، ضرورة تطوير استراتيجيات للحد من هذه المخاطر، حيث أشارت النتائج إلى أن الوضع العرقي الأسود المحدد ذاتيا كان علامة على الاختلافات الأساسية في تأثير عوامل الخطر، وبحسب الباحثين، يمكن استخدام هذه الاختلافات لتوجيه الأطباء إلى تطوير إستراتيجيات الوقاية الشخصية ومساعدة صانعي السياسات في مجال الصحة العامة على تقييم التأثير المحتمل لبرامج الوقاية من أمراض القلب المقترحة.
الأداة المبتكرة تقدر مخاطر القلب والأوعية الدموية
وتتيح الأداة المطورة لمقدمي الخدمات الطبية إدخال مخاطر القلب والأوعية الدموية، وتاريخ المريض، لتحديد المخاطر الفردية وأفضل الطرق العلاجية، كما يمكن استخدام التطبيق لتقدير مخاطر القلب والأوعية الدموية بعد سن 40 بناء على شدة عوامل الخطر في وقت مبكر من مرحلة البلوغ، ويعتقد الباحثون أن هذه الأداة يمكن أن يكون لها تأثير كبير على صحة المريض من خلال تحديد مقدار خطر المريض الذي سيتحسن إذا تمكن من إدارة الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم.
منذ عام 2000 أكثر من مليوني حالة وفاة بسبب أمراض القلب
يذكر أن أمراض القلب تعد السبب الرئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم،وفقاً لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، فقد ارتفع عدد الوفيات الناجمة عن أمراض القلب بأكثر من مليوني حالة منذ عام 2000، ليصل إلى ما يقرب من 9 ملايين حالة وفاة في عام 2019. وتمثل أمراض القلب حالياً 16 في المائة من مجموع الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب. وقد تركز أكثر من نصف عدد الوفيات الإضافية الناجمة عنها، وعددها مليونا وفاة، في إقليم غرب المحيط الهادئ.