منوعات

هل يعود ” إل إس دي ” عقار ” الهيبيز ” المفضل لأسواق الدواء ؟!

” إل إس دي ” هو العقار المفضل لدى حركة الــ ” هيبيز ” في ستينيات القرن الـ 20، والذي أدى إلى ممارسة الرحلات التخيلية هرباً ضغوط الحياة اليومية، ما أدى إلى ارتفاع شعبية العقار لدى الشباب المتأثر بهذه الحركة، ورويداً رويداً بدأت الأخبار في الصحف تتناقل قصص مرعبة عن القتل والانتحار نتيجة هذه الرحلات التي يستخدم فيها العقار، الأمر الذي أدى تراجع استخدامه، وحظره في الولايات المتحدة الأمريكية أولاً، ثم تلتها باقي بلدان العالم .

والغريب أن العقار يشهد حاليا نوعا من الإحياء العلمي، إذ أصبحت مدينة “بازل” السويسرية مركزا عالميا رائدا للأبحاث حوله في تطور يتناسب مع كون المدينة شهدت بداية رحلة “هوفمان” – مخترع العقار – من مختبره الواقع فيها.

حركة الهيبيز


” إل إس دي ” وأبحاث تمهد لعودته

صدر مؤخراً دراسة قدمها مجموعة من الباحثين من بازل ومن شركة “مايندمد” الأميركية، حول استخدام “إل إس دي” لعلاج الاكتئاب.

وذكر “فيلكس موللر” رئيس قسم الأبحاث السريرية للعلاج بإستخدام المواد المساعدة بجامعة بازل، أنه تبين للباحثين أن تناول جرعتين من هذا العقار، بقوة متوسطة أو عالية، يمكن أن تقلل بشكل كبير من الأعراض، في حالة الاكتئاب المعتدل أو الحاد، بعد مرور من أسبوعين إلى 3 أشهر من تناول الجرعة الثانية.

أظهرت أبحاث موللر، و1التي صدرت في عام 2022م، أن تناول جرعتين من عقار “إل إس دي” يمكن أن يوفر سكينة وعدم الشعور بالقلق، وشارك 61 مريضا في الدراسة الخاصة بالاكتئاب، ولم تكن البيانات المتعلقة بالفعالية طويلة الأجل متاحة بعد، كما لم يكن قد تم مراجعة الدراسة بشكل مستقل من جانب الخبراء ونشرها.

وداعاً للصداع العنقودي

الصداع العنقودي إحدى الأمراض التي تصيب رأس الانسان، وتسبب له آلاماً مبرحة، وتؤكد بعض الدراسات العلمية أن عقار ” إل إس دي ” له قدرة عالية في تهدئة مريض ” الصداع العنقودي ” ، وتخفيف حدة الآلام التي يعاني منها.

وفي هذا الصدد نشرت مجلة “سيل” العلمية عام 2020،  دراسة بعنوان “ثورة في المواد المخدرة في العلاج النفسي”، وذكرت أن الاستعانة بالمواد المهلوس ، مثل مادة بسيلوسيبين، وهي المكون الفعال فيما يعرف باسم الفطريات السحرية التي تسبب الهلوسة، أو عقار “إل إس دي”،  يمكن أن يحدث تغييرات في الوعي.

جامعتي “هوبكنز ، إمبريال ” لأبحاث المواد المخدرة

ونظرا لأهمية هذه الأبحاث، أنشأت جامعات عالمية مرموقة، مثل جونز هوبكنز الأميركية، وإمبريال كوليدج في لندن، مراكز لأبحاث المواد المخدرة المستخدمة في العلاج.

ووصف روبن كارهارت هاريس رئيس مركز إمبريال عند افتتاحه في العام 2019، مجال هذه الأبحاث بأنه “أحد أكثر مجالات العلوم الطبية إثارة للاهتمام”.

الهيبيز

قصة اختراع ” إل إس دي “

قبل 80 عاما، وصف الكيميائي السويسري ألبرت هوفمان اكتشافه عقار “إل إس دي” (LSD) صدفةً بأنه “تجربة رائعة”، وذلك بعد تناوله العقار لاختبار مفعوله.

ففي العام 1943 تحديدا، كان هوفمان يجري التجارب في مختبره بحثا عن طريقة لاستقرار الدورة الدموية في الجسم؛ فابتكر “مادة حمض اللايسرغيك” (Lysergic Acid Diethylamide) -التي تعرف حاليا باسمها الشائع “إل إس دي” (LSD)- من حمضٍ استخرجه من فطر الأرجوت.

وفي 16 أبريل/نيسان من نفس العام، ابتلع الكيميائي السويسري هذه المادة عن طريق الخطأ بعد أن أخفق في تحقيق تقدم يذكر، قبل أن يلاحظ حدوث تغيرات في وعيه بالأشياء المحيطة به.

وفي وقت لاحق قال هوفمان عن تجربته للعاقر، “كلما تخيلت شيئا، بدا أمامي بصورته، ما جعلني أشعر بالرضا البالغ”. وبعد 3 أيام، أعاد التجربة وتناول جرعة كبيرة، لكن النتائج جاءت سيئة هذه المرة؛ ففجأة ظهر جاره وكأنه ساحر شرير، بينما اتخذ أثاث منزله أشكالا مخيفة.


تقنية ” المسح الدماغي ” لرؤية آثار ” إل إس دي “


 ومؤخراً تمكن مجموعة من العلماء في كلية لندن الإمبراطورية لأول مرة من مشاهدة تأثير مخدر الهلوسة المعروف باسم “إل إس دي” أو “LSD” على الدماغ، وذلك باستخدام المسح الدماغي وتكنولوجيا أخرى،

وذكر الباحث روبن- أحد المشاركين في التجربة – أن النتائج أظهرت مدى قرب وجهة نظر بعض الأشخاص الذين يصفون التجربة التي يعيشونها بانحلال للكبرياء، والتي تعني تفكك مفهوم الشخص الطبيعي لنفسه واستبداله بإحساس يعيد ربط الشخص بذاته وبغيره وبالعالم من حوله، وقد تظهر هذه الهلوسات على شكل تجربة روحية أو دينية، ويبدو وأنها مرتبطة بتحسين حياة الشخص بعد انقطاع أثر المخدّر.

ويذكر أن هناك شركتين أميركيتين للأدوية، تعملان على إنتاج أدوية مشتقة من مادة بسيلوسيبين وعقار “إل إس دي”، ويتوقع أن تستغرق عملية البحث والإنتاج، سنوات قبل عرض هذه الأدوية في السوق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى