القرآن الكريم وذاكرة خلايا الجلد
(هــذا الكتــاب) الصادر عن “دار المعراج”، يُسلِّط الضوءَ على تجلّيات “إعجاز القرآن العلمي” في مجالات: الفيزياء، والكيمياء، والأحياء، والفَلَك، والطب والتشريح، والجيولوجيا، والجغرافيا، والتاريخ، والاقتصاد، والهندسة، وغيرها.
(هــذا الكتــاب) يُدعِّم حركة التفسير وعلومه، للتعرُّف على وجوه جديدة للإعجاز، فالقرآنُ متجدِّد الإعجاز، لا تنقضي عجائبه، ولا يَنضب مَعِينه، ولا يَبلَى على كثرة الردّ والتكرار.
(هــذا الكتــاب) خطوة نحو “تفسير علمي للقرآن” لتلافي الفكر الخامد، والفهم الجامد الذي يقف بمعاني القرآن عند معهود العرب القدامى، إلى مواكبة التطور العلمي والفكري، وتقدُّم أدوات الرصد والملاحظة والتجربة والتحليل.
(هــذا الكتــاب) يُثبِت أنَّ “التفسير العلمي” يَحمِل غير المسلمين إلى الإسلام، لأنهم يفهمونَ الإعجاز العلمي أكثر ممَّا يفهمونَ الإعجاز اللغوي. فالقرآنُ دعوة للناس جميعاً: لكلِّ الأمم ولسائر الأجيال.
ولنأخذ مثالاً من ذلك الإعجاز القرآني، إذْ يُخبِر القرآنُ عن أحد مشاهد يوم القيامة، بقوله: ﴿وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ* حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ* وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [فصلت: 19-20].
فالذي يستدعي التوقُّف أمامه في هذه الآية ﴿وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا﴾. فلماذا الْتفَتَ هؤلاء الكفَّار إلى الجلود دون سائر الأعضاء، ليوجِّهوا إليها السؤال؟!
اتفق العلماءُ على أنَّ جلد الإنسان يقوم بوظائف متعددة، أهمها: الحماية من الجفاف والعمل بالتعاون مع الكلَى على تنظيم كمية الماء والأملاح في الجسم، وكذلك إخراج الأملاح الزائدة وبعض المواد السامة من الجسم، ويعمل كذلك على قتل بعض أنواع البكتيريا باستخدام أنزيمات موجودة في العرق. وبه مِن المستقبلات الحسيَّة التي تُسمَّى بحاسة اللمس (touch sense) إذْ تحسّ بحرارة وبرودة الجو المحيط بالجسم.
لكن الجديد: أنَّ العلماء اكتشفوا –مؤخراً- أنَّ هنالك ذاكرة لخلايا الجلد؛ فقد قام البروفيسور (كلارك أوتلي) بمئات العمليات لزراعة الجلد، فكان يأخذ قطعة مِن جلد شخص ويزرعها لشخصٍ آخَر احترق جلده، فكانت النتيجة أنَّ هذا المريض -صاحب الجلد المحروق- الذي تمَّ استبدال جلده غالباً ما يصاب بالسرطان، ولا يتقبَّل هذا الجلد.
وبعد بحث طويل لعلاج هذه المشكلة؛ تبيَّنَ أنَّ هنالك ذاكرة طويلة لهذا الجلد، ولذلك قال هذا العالِم: الجلد هو أكثر أجزاء الجسم الذي يمتلك ذاكرة طويلة، وأنَّ الأحداث التي تمرّ على الإنسان والأشياء التي يقوم بها جميعها تُختزَن في سجلات خاصة داخل خلايا جلد الإنسان، ووجد أنَّ هذه الخلايا تتأثر بالتردّدات الصوتية، بلْ إنَّ خلايا الجلد تصدر تردّدات صوتية أيضاً؛
لأنَّ هذا الجهاز (جهاز الجلد) يُغطي تقريباً كل مساحة جسم الإنسان، فهو مثل “الرادار” يستقبل هذه المعلومات (يستقبل البيانات) ويخزنها، حتى إنَّ الإنسان يموت وتبقى هذه الذاكرة موجودة في خلايا جلده، ومحتفِظة بأسرارها. وسبحان القائل:﴿وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾!
علاج الأمراض المزمنة
ومما لا شك فيه ان هذه الاكتشافات تساعد الأطباء في علاج الأمراض المزمنة لأن خلايا الجلد تخزن ذكريات الالام السابقة.
تاكيدا لذلك نجد دراسه حديثه تشير الى ان خلايا الجلد تحمى نفسها بشكل دائم من هجوم البكتيريا. (Cell Phones Causing Skin Infections, www.switched.com, Jul 16th 2007.).
وهذا يوضح لنا مفهوم طبي حديث للجلد لم يكن معروف من قبل لذا نجد ان الاطباء لجأوا الى علاج بعض امراض السرطان التي تصيب الاطفال باستخدام خلايا جلد معدله وراثيا بحيث تكون هذه الخلايا فعاله في تدعيم جهاز المناعة ومساعدته على ايقاف التضخم (Skin cells ‘fight child cancer’, www.bbc.co.uk, 7 July 2007.)
بعد أن قام الدكتور كلارك اوتلى بإجراء عمليات زرع جلد لعدة أشخاص توصل لمعلومة ان الجلد لا ينسى بل يملك ذاكره طويلة المدى وأن أعماق خلايا الجلد تحتوي على سجلات تحفظ المعلومات والاحداث التي تدور حول الجلد بل تحفظ حتى الاصوات حولنا.
(Specifically activated memory T cell subsets from cancer patients recognize and reject xenotransplanted autologous tumors, American Society for Clinical Investigation, 2004.)
وهنا توصل العلماء الى ان كل شيء ليس فقط الجلد (يتكلم) وهذا كان بواسطة الرنين الطبيعي للأشياء تمكنوا من معرفة ان لكل شيء ذبذبات خاصه به واهتزازات (Sound Vibration)
(DNASound)
(Listen to ur DNA)
الاشياء تصدر ذبذبات والذبذبات من مشتقات الصوت والصوت من مشتقات اللغة (فعدم فهمنا للغة ما لا يعنى عدم وجودها)
والان بعد كل هذه البحوثات العلمية نأتي ونجد ذلك
مذكور في القران قبل ١٤٠٠عام مثلا:
يقول العلماء الجلد يتأثر بالترددات الصوتية ويتجاوب معها والقران يقول (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) [الزمر: 23].
العلماء يقولون خلايا الجلد تتجدد باستمرار والقران يقول (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا) [النساء: 56].
العلماء يقولون ان كل شيء يصدر صوت والصوت من مشتقات اللغة وعدم فهمك للغة لا يعنى عدم وجودها والقران يقول (لا تفقهون تسبيحهم) (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [الإسراء: 44].
العلماء يقولون الجلد يتكلم والقران يقول (وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (19) حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [فصلت: 19-21].
بهذا نجد تطابق قرآني طبي يشهد له العقل.