الانتقال إلى “التوقيت الصيفي” وصحة الإنسان
بعد توقف دام قرابة 8 سنوات قررت الحكومة المصرية العودة للتوقيت الصيفي مرة أخرى. كانت مصر قد استقرت على العمل بالتوقيت الصيفي منذ العام 1995 حتى تم إلغاؤه عام 2011، وتم عودة العمل به لمدة عام واحد في 2014، ليتم إلغاؤه منذ عام 2015، ثم عودة العمل به مجددًا خلال الأسبوع الأخير من شهر إبريل 2023م.
وقالت الحكومة المصرية أن العودة للتوقيت الصيفي من شأنه توفير 10% من إجمالي استهلاكات الطاقة والكهرباء، في ظل الارتفاع الكبير في ارتفاع أسعار الطاقة والمواد البترولية، وفق دراسات.
كما أن هذه الوفرة تُساهم في تشغيل محطات الكهرباء، وهو أمر سيُساهم في تخفيف الضغط على العملة الصعبة في توريد براميل البترول، مشيرًا إلى أن توفير الغاز وتصديره إلى الخارج، أيضًا، سيوفر المورد الدولاري بشكل جيد.
تأتي خطوة عودة العمل بالتوقيت الصيفي بسبب وجود أزمة طاقة، مؤكدًا أن مصر تستهلك حوالي 26 ألف ميجا وات كهرباء حاليًا.
التوقيت الصيفي وصحة الإنسان
للتوقيت الصيفي آثارٌ مختلفةٌ على الصحَّة في المجتمعات التي تعتمد على جداول عملٍ ثابتة. يُوفِّر التوقيت الصيفي المزيد من الوقت لعمل نشاطاتٍ خارج المنزل بعد الظهيرة في ضوء الشمس، وهو يؤدي إلى تغيير آلية التعرض لضوء الشمس (وكون هذا التغيير مفيداً أم لا يعتمد على المكان وجدول الأعمال اليومي)، حيث إنَّ أشعة الشمس تحتوي على فيتامين دي المفيد للصحة والذي يمتصَّه الجلد عن طريق أشعة الشمس، ولكن التعرض المفرط لأشعة الشمس يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بسرطان الجلد. تُؤثِّر أشعة الشمس تأثيراً قوياً في الاضطرابات النفسية الموسمية، سواءً الاضطرابات المصاحبة للتغيُّر السنوي الفصلي صيفاً أو شتاءً بسبب غروب الشمس في وقت متأخرٍ من اليوم. إنَّ استخدام التوقيت الصيفي لثلثي العام وجعل توقيت غروب الشمس غير طبيعيٍّ له تأثيرٌ على الذين يعانون من الاضطرابات النفسية الموسمية الصيفية، أكبر حتى من تأثير قصر النهار في الشتاء بالتوقيت الطبيعي على هؤلاء المرضى. قد يزيد التوقيت الصيفي من حالات الاكتئاب من خلال التسبب في استيقاظ الناس مبكِّراً، ولكن البعض يقولون عكس ذلك. كما يُمكِن أن يُضِرَّ التوقيت الصيف بالمصابين بالعشى.
بدوره، أوضح محمد عديل ريشي، أخصائي أمراض الرئة وطبيب النوم في جامعة إنديانا، أنه “عندما تتقدم الساعات إلى الأمام، لا تتغير ساعاتنا الداخلية ولكنها مجبرة على اتباع ساعة المجتمع بدل من الشمس، ما يشبه إلى حد كبير إرهاق السفر الاجتماعي الدائم”.
ويلاحظ المعترضون أن إحدى المشاكل الكبيرة مع التوقيت الصيفي الدائم هي أنه في الشتاء ستشرق الشمس لاحقًا وسيذهب العديد من تلاميذ المدارس إلى المدرسة في الظلام.
وغربا، في المنطقة الزمنية الشرقية في ولاية إنديانا، على سبيل المثال، لن تشرق الشمس في الشتاء حتى حوالي الساعة 9 صباحا، بحسب ريشي.
وأضاف: “بذلك يتم إبعاد هؤلاء الأطفال لمدة ساعتين عن الساعة البيولوجية الخاصة بهم”.
وأشار ريتشي إلى أن “كثرة الإضاءة في المساء مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم”.
وأظهرت بيانات من دراسات أخرى تأثيرا سلبيا للضوء الليلي على الصحة، حيث نشر مختبر الدكتور ريتشي دراسة تشير إلى أن الأشخاص الأصحاء الذين ينامون بإضاءة معتدلة طوال الليل أظهروا زيادة في معدل ضربات القلب أثناء الليل وزيادة مقاومة الأنسولين في اليوم التالي مقارنة بالأشخاص الذين ينامون في غرفة خالية من الضوء.
ويأمل ريشي أن يتمكن المتخصصون في النوم من التأثير في علم التوقيت الصيفي الدائم عندما يعقد مجلس النواب الأميركي جلسات استماع عامة حول مشروع القانون.
والتوقيت الصيفي هو تغيير التوقيت الرسمي لمدة عدة أشهر من كل سنة. تتمُ إعادة ضبط الساعات الرسمية في بداية الربيع، حيث تقدم عقارب الساعة ستين دقيقة.