منوعات

“آباه”.. قارورة فخارية مبتكرة من أجل صحة أفضل

قد يكمن حل مشكلاتنا العصرية، في البحث عن معارفنا ومهاراتنا التقليدية، والنظر إليها نظرة جديدة، بعلم عصري وجديد، ينقلها نقلة جديدة، تحافظ بها على أصالتها ومقوماتها المختزنة في حكمة الأجيال والمجتمعات البشرية عبر العالم، مع تجاوز ما يمكن تجاوزه من خصائصها بما يتناسب مع متطلبات واحتياجات العصر، هذا ما يمكن أن يدور بذهنك وأنت تتأمل ابتكار قارورة آباه الفخارية Apah Clay Bottle أحد منتجات شركة “ليف جرين إنديا” Livegreen India الاجتماعية التي أسسها برامود سيداجانجاياه Pramod Siddagangaiah عام 2015 في تامكور بالهند.

وكما هو معروف ومشهور فإن الزجاجات البلاستيكية المستخدمة لتخزين المياه تحتاج إلى حوالي ألف عام لتتحلل أحيائياً كما أنها تنتج أبخرة سامة عند الحرق، بمعنى أن معظم قوارير المياه البلاستيكية تصبح في نهاية الأمر مجرد نفايات.

أما القوارير الطينية المصنوعة يدوياً والقابلة لإعادة الاستخدام والقابلة للتحلل البيولوجي لا توفر فقط بديلًا أفضل وأكثر صحة، بل تساعد أيضًا على الحفاظ على برودة المياه.

وكما هو معروف أيضا فقد استخدمت المجتمعات البشرية الأواني الفخارية منذ آلاف السنين للحفاظ على درجة حرارة ما هو مخزن داخلها منخفضة على الرغم من حرارة الصيف الحارقة، لكن مكانة المنتجات الفخارية تراجعت كثيرا مع دخول البلاستيك إلى الأسواق.

ولحل مشكلة التلوث الناجمة عن استخدام القوارير البلاستيكية، واستعادة حكمة الأواني والقوارير (القلل) الفخارية سعى برامود للحصول على قوارير فخارية عصرية محمولة وخفيفة الوزن، وذلك بالتعاون مع “كلاي ستيشنClay Station”، وهو مركز للفخار واستوديو للتصميم في بنغالورو، وعبر مؤسسته التي شكلت لخلق سبل العيش في المناطق شبه الحضرية والريفية بالهند، قام برامود بتوظيف المجتمع المحلي لتصنيع الزجاجات، وفي حين أن الطريقة الأصلية في صناعة الفخار تشتمل على العجلة، استخدمت شركة ليفجرين قوالب مختلفة لتحقيق التوحيد القياسي في المنتجات. ولكون المنتج من الفخار، وهو معروف بسهولة كسره، لذا فقد تم تصميم غطاء وحاوية طينية تباع بشكل منفصل لحماية القارورة، وقد تم تهيئة تصميم القوارير لكي يناسب إما الحمل اليديوي أو على المحور المائل للدراجات الهوائية.

يكمن السر إذا في الجمع بين المهارات والمعارف التقليدية والمتوارثة لصناعة الفخار يدويا من جانب، وعلوم التصميم الحديثة والعصرية من جانب آخر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى