“أبو الصلت”.. من مشاهير علماء الطب والفلك في الحضارة العربية والإسلامية
هو أمية بن عبد العزيز الاندلسي الداني، يلقب بالحكيم، ويكنى بابي الصلت، ولد في بلدة دانية من شرق الاندلس سنة 460هـ، توفي في المهدية سنة 529هـ، من مشاهير علماء الطب والفلك في الحضارة العربية والإسلامية. ومن أكابر الفضلاء، في صناعة الطب وفي غيرها من العلوم، له التصانيف المشهورة والمآثر المذكورة، قد بلغ في صناعة الطب مبلغاً لم يصل إليه غيره من الأطباء، وحصل من معرفة الأدب ما لم يدركه كثير من سائر الأدباء، وكان أوحد في العلم الرياضي متقناً لعلم الموسيقى وعمله، جيد اللعب بالعود، وكان لطيف النادرة، فصيح اللسان، جيد المعاني، ولشعره رونق.
يقول جمال الدين القفطي في كتابه (تاريخ الحكماء): (أبو الصلت الحكيم المغربي وحيد عصره وفريد دهره، والمنفرد بفوائد نظمه ونثره دويد قوية في علوم الأوائل، وعارضة عريضة في اكثر الفضائل، تأدب ببلاده وتفلسف وسار في الآفاق).
وأتى أبو الصلت من الأندلس إلى ديار مصر وأقام بالقاهرة مدة، ثم عاد بعد ذلك إلى الأندلس، وكان دخول أبي الصلت إلى مصر في حدود سنة عشر وخمسمائة، ولما كان في الإسكندرية حبس بها.
لأبي الصلت أمية بن عبد العزيز من الكتب الرسالة المصرية، ذكر فيها ما رآه في ديار مصر من هيئتها وآثارها، ومن اجتمع بهم فيها من الأطباء والمنجمين والشعراء وغيره من أهل الأدب؛ وألف هذه الرسالة لأبي الطاهر يحيى بن تميم بن المعز بن باديس، كتاب الأدوية المفردة على ترتيب الأعضاء المتشابهة الأجزاء والآلية، وهو مختصر قد رتبه أحسن ترتيب، كتاب الانتصار لحنين بن إسحاق علي بن رضوان في تتبعه لمسائل حنين، كتاب حديقة الأدب، كتاب الملح العصرية من شعراء أهل الأندلس والطارئين عليها، ديوان شعره، رسالة في الموسيقى، كتاب في الهندسة رسالة في العمل بالأسطرلاب، كتاب تقويم منطق الذهن.