بسبب “الكائنات الحية الدقيقة”.. العلم يحذر من خطورة دخول المنازل بالأحذية
“ما تجره أسفل حذائك هو آخر شيء يخطر في بالك”.. بهذه الكلمات حذر عالمان متخصصان من مخاطر دخول المنازل بالأحذية التي يتم ارتداؤها في الخارج. وقد خلصت دراسة صدرت عن جامعة هيوستن الأمريكية ونشرت نتائجها في موقع “هيلثي وايلد أند فري” إلى أنّ نسبة كبيرة من الأحذية تحتوي نعالها على بكتريا تعرف باسم “كلوستريديوم ديفيسيل” التي تمثل تهديدًا جديًا للصحة العامة، وهي مقاومة لأغلب المضادات الحيوية. هذه البكتريا تسبب إسهالاً مجهول الأسباب كما تؤدي إلى التهابات القولون وأمراض جدية أخرى لا تستجيب للعلاج بالمضادات الحيوية.
ويتفق مع الدراسة السابقة, العالمان “مارك باتريك تايلور”، كبير علماء البيئة في هيئة حماية البيئة في فيكتوريا بأستراليا، و”غابرييل فيليبيللي”، أستاذ علوم الأرض في جامعة إنديانا. اللذين أمضيا نحو 10 سنوات في إجراء أبحاث حول الملوثات في البيئة الداخلية.
وأشارا في مقالهما إلى أن العلم يميل نحو خلع الحذاء و”ترك الأوساخ خارج الباب”، رغم الجدل حول دخول المنزل بالحذاء أو ضرورة خلعه، وفق موقع شبكة “CNN” الأمريكية.
كذلك توصلا إلى أن حوالي ثلث الملوثات من خارج المنزل تأتي إما عن طريق الهواء أو عبر قيعان الأحذية. ووجدا أن بعض الكائنات الحية الدقيقة الموجودة على الأحذية والأرضيات هي مسببات الأمراض المقاومة للأدوية، كالجراثيم التي تأتي من المستشفيات ويصعب علاجها. وتحمل الأحذية أيضاً السموم المسببة للسرطان، التي تأتي من بقايا الطرق الإسفلتية والمواد الكيميائية في الحشائش التي تعطل عمل الغدد الصماء.
الزرنيخ والرصاص
وقاس العالمان في دراساتهما السابقة مستويات المعادن السامة، كالزرنيخ والكادميوم والرصاص، داخل المنازل في 35 دولة، وأدركا أن العديد من الملوثات، ومن أهمها الرصاص، عديمة الرائحة واللون، لذلك قد لا تعرف ما إن كنت معرضاً لها أم لا.
كما أن هناك علاقة قوية للغاية بين الرصاص في المنزل والموجود في تربة فناء المنزل، بحسب العلم، وما يساعد على دخوله المنزل هو الأوساخ المتساقطة من الفناء أو الأحذية أو الحيوانات الأليفة.
نشاط وقائي أساسي
وبصرف النظر عن الجدل حول الموضوع، شدد العالمان على أنه من الأسهل خلع الحذاء عند الباب، موضحيْن: “يؤدي ترك حذائك عند الباب إلى ترك مسببات الأمراض الضارة هناك أيضاً. نعلم جميعاً أن الوقاية أفضل بكثير من العلاج، وخلع الأحذية عند الباب هو نشاط وقائي أساسي وسهل للكثير منا”.
وأجرى البروفسور تشارلز جيربا، أخصائي علم الميكروبات في جامعة أريزونا، تجارب على أحذية جديدة، وأخرى على نفس الأحذية بعد أسبوعين من استخدامها؛ وخلصت التجارب إلى أنّ 440 ألف وحدة من البكتريا استوطنت في نعل الأحذية، ومن أخطرها “كلبسيلة الرئوية” التي يمكن أن تكون مرضا قاتلا. فوق هذا فإنّ فضلات سمّية وبترولية وصناعية تعلق بنعل الأحذية، وارتداء الحذاء في البيت سيؤدي الى تلوث أرضه بهذه المواد.
هذه المخاطر تتضاعف في البيوت التي تضم صغار الأطفال الذين ما زالوا يحبون، حيث يأكلون من الأرض، ويضعون أطرافهم واصابعهم أينما كان في أرض الدار، وهو ما يضاعف أخطار التقاطهم للبكتريا والجراثيم والمواد السمّية والضارة.
لا للحذاء في البيت نعم للجوارب السميكة
تفسير السير دون حذاء في البيت يجب أن يراعي الأوضاع الصحية، ففي أشهر الشتاء في البلدان الباردة المثلجة، يؤدي السير بأقدام حافية داخل البيت إلى إصابات ونزلات برد غامضة.
لكن، رغم النصائح والتوجيهات بشأن الحفو في البيت، يجب أن لا تغيب عن الأذهان حقيقةٌ هامة، فالطفل الذي يتعلم المشي يُسعده كثيرا أن يرتدي حذاء، ويقلل من مدة تعلمه، وبعض الأطفال يتعلمون خطواتهم الأولى وينتقلون من الحبو إلى المشي بمجرد ارتدائهم حذاء.