صيدلية الشفاء

“البنسيلين”, “مضاد الاكتئاب”, “الفياجرا”.. “الأربعة الكبار”.. الأدوية التى ساهمت في تغيير العالم

جاء فى موسوعة “80 يوما غيرت العالم” التي أصدرتها مجلة “تايم” الأمريكية، أن هناك أربعة أيام ظهرت فيها فيها أربعة أدوية ساهمت فى تغيير العالم.

هذه الأدوية هي:

1. بنسيلين: أول مضاد حيوى، والذي اكتشفه ألكسندر فليمنج (3 سبتمبر 1928).

2. إينوفيد 10 (إستروجين + بروجيستيرون): أول أقراص منع الحمل، ابتكره جون روك وجريجورى بينكس بشركة “سيرل” للأدوية (9 مايو 1960).

3. بروزاك (فلوكسيتين): مضاد الاكتئاب الفعال، الذى أنتجته شركة ” إيلاى ليلي”، ووافقت عليه منظمة الأغذية والأدوية الأمريكية (29 ديسمبر 1987).

4. فياجرا (سيلدنافيل): أول علاج حقيقى للضعف الجنسى عند الرجال، والذى أنتجته شركة فايزر، ووافقت عليه منظمة الأغذية والأدوية الأمريكية (27 مارس 1998).

طبعا هناك أدوية أخرى شهيرة كان لها تأثير كبير على حياة الإنسان وصحته، مثل الأسبرين والإنسولين والكورتيزون ومضادات الالتهاب وأدوية علاج السرطان وأدوية الأمراض المناعية وأدوية تخفيض الكوليسترول…إلخ إلخ، لكن هذه الأدوية الأربعة اختارتها “تايم” لأنها كانت معالم في تاريخ الطب والصحة والتطوير الدوائي، وتخطى تأثيرها الطب والدواء إلى تأثير علمي وبحثي واجتماعي واقتصادي وثقافي بل وسياسي أيضا.

فماذا قدمت هذه الأدوية للعالم؟

1- بنسيلين

في المجال الطبي كان بنيسلين أول مضاد حيوي في التاريخ، ويعني مضاد للكبتيريا مستخرج من مصدر حي وليس مستحضرا كيميائيا، فساعد على  إنقاذ حياة الملايين ولا يزال يفعل، وبدأ عصر المضادات الحيوية الطبيعية وشبه الاصطناعية والاصطناعية، كما بدأ عصر مضادات العدوى الأخرى مثل مضادات الفطريات ومضادات الفيروسات،  وأخيرا ساعد على تطوير البحث الطبي والدوائي والعلمي.

وفي المجال الاجتماعي، ساعد بنسيلين على  زيادة الوعي حول الصحة العامة بين السكان والحكومات، ورفع مستوى الرعاية الصحية، وربط الرفاهية الشخصية برفاهية المجتمع، وساعد على توفير “حياة أطول” مما مهد الطريق لـ “حياة أفضل”.

2- إينوفيد – 10

في المجال الطبي عمل غينوفيد وبقية موانع الحمل على تحديد  النمو السكاني، وعلى  انخفاض مضاعفات الحمل والولادة، مما أدى إلى  تحسين صحة المرأة، وساعد في فهم علم وظائف الأعضاء وعلم النفس للمرأة، و فتح باب العلاج الهرموني للنساء وللرجال أيضا.

وفي المجال الاجتماعي، ساعدت موانع الحمل على ارتفاع اتصال وارتباط النساء بالمجال العام وزيادة فرصهمن في العمل والمشاركة في الحياة العام، كما دعمت مفهوم “النسوية” أي تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين، كما ساعدت على توطيد مفهوم “المرأة العاملة”، وإيجاد وسائل تساعدها على أداء وظائفها داخل المنزل وخارجه، من الأزياء والأجهزة المنزلية الحديثة الحديثة والأطعمة الجاهزة وغير ذلك، وأخيرا بدأت في  تحرير النشاط الجنسي للمرأة وللرجل معا.

3- بروزاك

في المجال الطبي ساعد بروزاك في اكتشاف وفحص مرض واسع الانتشار ولكنه طان خفيا إلى حد كبير وهو الاكتئاب، و جذب الانتباه إلى أمراض نفسية وأمراض الجهاز العصبي المركزي الأخرى، كما  ساعد على زيادة فهم فسيولوجيا الدماغ وسلوكه، وساعد في تطوير بدأ علم الطب النفسي والعصبي.

وفي المجال الاجتماعي، كان بروزاك  أول دواء يربط المجال الخاص (الشخصي النفسي)  بالمجال العام الذي يشارك فيه كل الناس، وجذب الانتباه إلى الجانب “الاجتماعي” من الطب،وكان الدواء الأول لمفهوم “جودة الحياة، وأخيرا مهد الطريق لمزيد من الأدوية والعقاقير والمنتجات التي تحسن جودة الحياة.

4- فياجرا

في المجال الطبي، كان فياجرا أول علاج محدد (specific) للضعف الجنسي، لتتبعه أدوية اخرى سارت في نفس الطريق، وغيرت مفهوم  علاج العجز الجنسي الذي كان معظمه يعتمد على العلاج النفسي باعتبار أن سبب المرض نفسي في الأساس، ليتغير المفهوم ونكتشف أن معظم أسباب الضعف الجنسي هي أسباب عضوية يمكن التعامل معها، فوضع الدواء  مصطلحات وموضوعات مختلفة وفتح أفاقا جديدة في الطب، و ساعد على زيادة فهم كثير من نواحي الجنس والتكاثر للذكور والإناث.

وفي المجال الاجتماعي، أكد فياجرا على العلاقة بين الجنس ونوعية الحياة، واعتبار العلاقة الجنسية ضرورية للتمتع بالحياة عامة، مما ساعد على تأكيد  دور الجنس للذكور والإناث كشريكين في المجتمع، وأخيرا كان له تأثير اجتماعي وثقافي بل وسياسي ملحوظ، ربما فاق تأثير أي دواء آخر حتى الآن.

وظيفة الطب والدواء هي إضافة “قيمة” إلى حياة الناس، ليس فقط عن طريق “إضافة سنوات إلى حياة الناس”، ولكن أيضا “إضافة حياة إلى سنواتهم”، أي جعل الناس يعيشون “أطول” و”أفضل” معا.

د. هاني سليمان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى