يهاجمهم في فصل الشتاء بصفة خاصة.. ماذا تعرف عن “خانوق” الأطفال؟
(الخانوق croup), هو التهاب في الرغامى والحنجرة، ويحدث في العادة, عن عدوى فيروسية مُعدِيَة تسبب السعال وصوت صرير مرتفع، وأحيَانًا صعوبة في أخذ هواء الشهيق، وهو من الأمراض الشائعة عند الأطفال, خاصة خلال فصل الشتاء، وغالبًا ما يحدث بعد إصابة الجهاز التنفسي العلوي بإصابة فيروسية حادة.
أعراض الخانوق
يقول الطبيب الألماني كريستيان فوجلبيرج اختصاصي أمراض الجهاز التنفسي للأطفال في ألمانيا أن أعراض الخانوق تتمثل في السعال النباحي وبحة الصوت وارتفاع صوت الشهيق والزكام والارتفاع الطفيف لدرجة حرارة الجسم وضيق التنفس، مشيرًا إلى أن هذه الأعراض غالبًا ما تتفاقم خلال المساء والليل. يبدأ الخانوق بأعراض سيلان الأنف بسبب الزكام والعُطاس وحمَّى خفيفة وبعض السعال عادةً، ثُمَّ تحدث بحة في الصوت وسعال متكرر بصوت عير معتاد، وهو يُوصف على أنه نحاسيّ أو نُباحيّ.
وتختلف شدة أعراض الخانوق بشكل كبير، وأحيانًا يُسبب تورم المسالك الهوائيَّة صعوبةً في التنفس، وهي تكون ملحوظةً بشكل أكثر عند الشهيق.بالنسبة إلى الخانوق الشديد، قد يصدر صوت صرير مرتفع يُسمَع مع كل شهيق. تحدث حُمَّى عندَ نحو 50 في المائة من الأطفال، وتتفاقم جميع الأعراض بشكلٍ كبير في الليل عادةً، وقد تجعل الطفل يستيقظ من نومه. غالبًا ما تخف الأعراض في الصباح وتتفاقمُ من جديد في الليلة التالية،
وتستمر المدَّة التي تتفاقم الأعراض فيها بشكل أكبر من 3 إلى 4 أيام، ويستمر السعال لكنه يتغيَّر إلى صوت أضعف،ويُمكن أن يُسبب هذا التغيُّر قلقًا عند الآباء الذين يعتقدون أن العدوى انتقلت إلى الصدرِ،ولكنه في حقيقة الأمر تغير طبيعي في سير المرض.
علاج الخانوق
وللتخفيف من حدة أعراض الخانوق ينصح الدكتور كريستيان فوجلبيرج بجعل الطفل يتخذ وضعاً قائماً. كما يمكن أن يقف الطفل بجانب نافذة مفتوحة؛ حيث يعمل استنشاق الهواء البارد على انقباض الأوعية الدموية، ومن ثم انخفاض تدفق الدم، وبالتالي تراجع التورم في المسالك التنفسية الضيقة.
ويمكن أيضاً مواجهة الخانوق بواسطة الأدوية، التي تعمل على إزالة احتقان وتورم الأغشية المخاطية. وفي الحالات الشديدة يمكن أيضاً اللجوء إلى جلسات الأكسجين.
بالنسبة إلى الأطفال الذين يواجهون صعوبة متزايدة أو مستمرة في التنفس، أو تسرع في معدل ضربات القلب أو تعب أو تجفاف أو تبدُّل في لون الجلد إلى الأزرق، سيحتاجون إلى تلقِّي الأكسجين بالإضافة إلى سوائل عن طريق الوريد. وعادةً ما يُعالج الأطباءُ الأطفال بالإبينيفرين الذي يُعطَى عن طريق جهاز الإرذاذ، والستيرويدات القشرية التي تُعطى عن طريق الفم أو الحقن، وتساعد هذه الأدوية على التقليل من تورم النسيج في المسالك الهوائية. بالنسبة إلى الأطفال الذين تتحسن حالاتهم مع هذه المُعالجات، قد يجري إرسالهم إلى المنزل، ولكن ينبغي على الأطفال الذين تكون حالاتهم شديدة جدًا البقاء في المستشفى.
وتُستخدم المضادات الحيوية في حالات نادرة فقط، وذلك عندما تحدث عدوى بكتيرية أيضًا عند الطفل المُصاب بالخانوق.في حالاتٍ نادرة، تحتاج الحالة إلى المُنَفِّسَة، وهِيَ آلة تنفُّس تُساعد على دخول الهواء إلى الرئتين والخروج منهما.