من بين المشاكل الكثيرة والمثيرة للجدل في مجال طب الأسنان, مشكلة حشوات الأملغ (تلك الحشوات الرمادية وتسمى l’amalgame dentaire أو حشو الاملغم (البلاتين) وكثير من الدول يسموه حشوة الرصاص. وهو حشوة عبارة عن خليط من الفضة والقصدير والنحاس والزئبق (mercure).
وتتميز تلك الحشوة بالقوة وتدوم لفترات طويلة وتكلفها أقل, وكما هو معروف تستعمل للضروس التي تحتاج قوة في طحن والمضغ وهذه الحشوة متهمة بالتسبب في عدة أمراض وأهمها الزهايمر.
أكدت الأبحاث العلمية أن أغلب مرضى الزهايمر عندهم نسبة كبيرة من عنصر الزئبق داخل المخ أعلى من المعدل الطبيعي، ويربط العلم بين كمية الزئبق بالدم وإصابة الشخص بضعف الذاكرة.
حيث يعمل الجسم على امتصاص الزئبق (يتبخر تدريجياً من الحشو) على المدى الطويل وبصورة تراكمية عبر الدم الذي يضخّه للمخ والخلايا العصبية. فتؤثّر بالسلب على وظائف المخ والكبد والرئة والكلى والجهاز المناعي للإنسان بشكل عام.
وإلي جانب الزهايمر الزئبق مسؤول عن أمراض كثيرة أخرى مثل: الطفح الجلدي والإكزيما وحب الشباب فضلاً عن بعض الأمراض العصبية مثل: مرض التصلب اللويحي sclérose en plaque ومرض لوجريج: التصلب الجانبي الضموري ALS. وبعض الأعراض مثل: الأرق وعدم النوم والتعب والنوم المتقطع وعدم التركيز والنسيان واضطرابات المعدة وسقوط الشعر ومتاعب بالجلد وسرعة الغضب واعتلال المزاج والإصابة بالاكتئاب والنسيان… ووجد أن الأعراض تزول بمجرد إزالة الحشو.
غالبية الدول الأوروبية منعت استخدامه فى حشو الأسنان، وكانت الأمم المتحدة قد أجرت اتفاقاً وقعت عليه 100 دولة تسمى اتفاقية “ميناماتا كونفنشن” لمنع استخدام الزئبق فى الحياة العامة.
على جانب أخر كان لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) وجمعية طب الأسنان الأمريكية (American Dental Association) رأى مختلف حيث أكدتا أن المادة آمنة بالنسبة لمعظم الناس لأن التفاعل بين المكونات ينتهي بمرو الوقت.
