“كمال الأجسام”.. رياضة الموت والجرعات الزائدة
“كمال الأجسام”, Bodybuilding هى لعبة رياضية, نشأت في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي وبديات القرن العشرين. مبدؤها تضخيم عضلات الجسم وإبرازها، واستعراضها مقارنة بعضلات المنافسين الآخرين, وفق قواعد محددة تخضع للحكم النسبي على كل من (الكثافة، والتحديد، والوضوح، ولون الجلد) حيث يمنح سبعة حكام نقاطاً للمتنافسين يأخذون على أساسها مراكزهم تنازلياً، حيث يحصل على اللقب من يأخذ أقل عدد من النقاط.
وكمال الأجسام أصبحت مؤخراً, رياضة من أخطر الرياضيات العالمية، التي يستخدم بها لاعبو كمال الأجسام جرعات عالية من المنشطات الخطيرة التي تعمل على نمو وزيادة الحجم العضلي وتغير البنيان وشكل الجسم، وفي الغالب يدفعون أموال طائلة للحصول علي تلك المنشطات وهم يعلمون أنها قد تقوم على تدمير حياتهم إذا حصلوا على جرعتها الزائدة. وفى الآونة الأخيرة ارتفاع معدل الوفيات في سن مبكرة نسبياً بين لاعبي كمال الأجسام, هل يعود السبب للجرعات الزائدة من المنشطات التي يتناولها هؤلاء اللاعبون؟
ينظر كثيرون إلى رياضة كمال الأجسام على أنها واحدة من أخطر الرياضات العالمية، وذلك بسبب الجرعات العالية من المنشطات الخطيرة التي يستخدمها بعض اللاعبين أحيانا.
وخلال السنوات القليلة الماضية تناقلت وسائل الإعلام أخبارا عن لاعبين كانوا محترفين في هذه الرياضة، إلا أنهم توفوا جميعا في سن مبكرة. من بين هؤلاء:
ريتش بيانا
سقط في غيبوبة استمرت أسبوعين كاملين بسبب جرعة زائدة من المنشطات ثم مات، وكان بيانا البالغ من العمر 46 عاماً قد دخل المستشفى بعد أن سقط في غيبوبة في منزله بفلوريدا وفشلت وظائفه الحيوية على إثر الجرعة المبالغ فيها.
مايك ماترازو
انتقل مايك إلى كاليفورنيا ليصبح لاعب كمال أجسام وتنافس في العديد من مسابقات كمال الأجسام للوزن الثقيل، لكن لسوء الحظ توفى في الأربعين من عمره نتيجة نوبة قلبية.
حامد علي
كان حامد علي يحلم بأن يصبح بطل لاعب كمال أجسام لجنوب آسيا، لكن من المؤسف أن حلمه كان قصيرًا بسبب تعرضه لسكته قلبية نتيجة تناول المنشطات.
هوماين خورام
فاز هوماين بالميدالية الذهبية في بطولة جنوب آسيا لكمال الأجسام عام 2016 ولكنه مات بطريقة غريبة عندما كان يأكل فقال أهله أن السبب انكسار في القصبة الهوائية ولكن الأطباء صرحوا بأن السبب كان تناوله المنشطات طول حياته.
عزيز شافرشيان
ذهب لاعب كمال الأجسام عزيز في عطلة إلى تايلاند، لكنه كان يعاني من أمراض قلبية غير مشخصة؛ فمات على إثرها بنوبة قلبية وكان عمره 22 عامًا.
جريج فلانتينو
يمتلك جريج أذرع ضخمة بشكل مبالغ فيه، وقد تم القبض عليه بسبب تناوله للمنشطات، المأساة الكبرى أن لاعبي كمال الأجسام الآخرين كانوا يكرهونه.
روبن أذرو
اعتدى روبن لاعب كمال الأجسام بالضرب على رجل وزوجته، وجاء 4 ضباط شرطة للقبض عليه ولم يتمكنوا من إخضاعه إلا عن طريق ضربه بسلاح مخدر وتم الزج به في السجن.
أولى كوني
كان أولي مهووسًا بالرغبة في تغيير شكل جسده وكان يواظب على ممارسة الرياضة حتى بعد إصابته بثلاث نوبات قلبية ظنًا منه أنه لا يقهر؛ لكنه مات في العشرين من عمره بسبب الإفراط في تناول المنشطات.
ناصر السنباطي
اعترف لاعب كمال الأجسام المحترف ناصر باستخدامه للمنشطات، وتوفى أثناء نومه بسبب قصور في القلب والكلى عن عمر يناهز 47 عامًا.
هذه الأسماء وغيرها جعلت البعض يطلق على هذه الرياضة اسم “لعبة الموت”، ويقولون إن بعض لاعبي كمال الأجسام يتناولون جرعات عالية من المنشطات الخطيرة، التي تعمل على نمو وزيادة الحجم العضلي، وتغير البنيان وشكل الجسم، وهم في الغالب يدفعون أموالا طائلة للحصول على تلك المنشطات، رغم علمهم مسبقا بأنها قد تقضي عليهم إذا حصلوا على جرعات زائدة منها.
في عام 2016، ذكر موقع Renal and urology News أن لاعبي كمال الأجسام لديهم معدل وفيات يزيد بنسبة 34% أعلى من معدل الوفيات من الذكور في الولايات المتحدة، في نفس الفئة العمرية.
ونشر الموقع دراسة لفريق من الباحثين في كلية بايلور للطب في مدينة هيوستن الأميركية، قاموا فيها بفحص بيانات 1578 لاعب كمال أجسام، من المحترفين الذين تنافسوا في الفترة من 1948 إلى 2014، وتمكَّن الباحثون من الحصول على بيانات كاملة لـ 597 من هؤلاء اللاعبين، من بين هذه المجموعة الأخيرة أُبلِغ عن وفاة 58 شخصا، وكان متوسط عمر الوفاة هو 47.7 سنة.
يقول عمر ابراهيم 22 عامًا، أحد ممارسي رياضة” رفع الأثقال”:”لا أعلم مدى خطورة العقاقير والهرمونات التي توجد بالجيم فكل اعتقادي انها تنمي العضلات بسرعه وفي وقت قليل جدًا ولا أدري أنها تسبب كوارث مثل العقم والفشل الكلوي والكبد، فكنت أحاول الاعتماد عليها من مبدأ الاسراع في تنمية عضلات الجسم، ولكن بعدما علمت بالكوارث التي تسببه اعتمدت علي الغذاء الجيد والتمرين المستمر مع تناول البروتينات والفواكه”.
من جانبه، قال الدكتور هشام الخياط، أستاذ أمراض الكبد، إن “أضرار هذه العقاقير جسيمة وقد تصل إلى حد الموت، فبدلا من أن تقوى الصحة والعضلات ينقلب الموضوع إلى كارثة قد تؤدي إلى الفشل الكلوي أو العقم والنهايات المؤلمة لشباب في مقتبل عمرهم”.
وأضاف الخياط، أن” لاعبي كمال الأجسام والمصارعة وشباب الجيم يهرولون إلى هذه العقاقير واستخدامها من أجل تكوين عضلات في وقت قصير على غير طبيعة تكوينها”.
وحذر الخياط من أن هذه العقاقير من الممكن أن تسبب العقم، أو تقضي على الكبد، وتؤثر على المخ لأنها تعمل على بعض مراكزه وتؤثر على الوجه كذلك بظهور حبوب الشباب بصورة كبيرة”.
واستدرك الخياط “ولكن أخطرالأمراض التي من الممكن أن تصيب الشخص نتيجة هذه العقاقير هي الفشل الكلوي”.
وفى نفس السياق يقول الدكتور وليد هندي، الطبيب النفسي، إن الهوس في بناء العضلات في صالات الجيم سببه الهوس بذات الشخص الجسمية، ونظرته الشخصية لنفسه، «بيلاقوا في الجيم حل لمشكلاتهم خاصة لو كانوا بيعانوا من التهميش في أسرتهم أو فاشلين دراسيا أو مش عارفين يتجوزوا».
وأضاف «هندي»، خلال استضافته بالبرنامج لجوء الأطفال ممن هم دون سن الـ18 عاما في بناء جسم مفتول العضلات، تعبيرا منهم على رجولتهم المبكرة وتصحيح مفهومه نحو ذاته، «اللي حواليه بيشفوه ياما هنا ياما هناك، والهوس ده كان موجود على أيامنا ولكن زاد دلوقتي أكتر، وبيبقوا عايزين ياخدوا لايكات أكبر على السوشيال ميديا، والهوس انتقل من الرجال للفتيات».
بينما قال الدكتور علي عوف، رئيس شعبة الأدوية بمصر، إن انتشار صور لاعبي كمال الأجسام على منصات التواصل الاجتماعي دفعت نسبة كبيرة من الأشخاص إلى اللجوء إلى مراكز كمال الأجسام والحصول على الهيرمونات والمنشطات، «المكملات الغذائية الخاصة بالألعاب الرياضية ليها نسب مينفعش نتعداها».
وأشار «عوف» إلى أن الصيدليين عندما يطلب منهم أي دواء فعليهم أن يبيعوه ولا يقوموا بتخبئته إلا إذا صدر ضده نشره رسمية، «أغلب الأدوية في مصر بتباع من غير روشته، وبعض الهرمونات حال تناولها بشكل خاطئ تؤدى للإصابة بأورام خبيثة».
وأكد أنه ومن الضروري أن يكون هناك رقابة شاملة وكاملة على المنشطات والهيرمونات التي تباع في صالات كمال الأجسام، «بلاش نفرح بالشكل وصحة أولادنا بتتعرض للخطر».