ضمن منافسات نجوم العلوم.. “عدة الكمامة الطبية الذكية” لتخفيف الألم الناتج على الأذنين لفترات طويلة
ألقت جائحة كوفيد- 19 بظلالها على قطاع الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما دفع المنطقة إلى تبني تسريع الثورة الرقمية فيها، وخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في مختلف الاختصاصات. في هذا النطاق، قامت مؤسسة قطر باحتضان ودعم شركات ناشئة دمجت الذكاء الاصطناعي في مشاريعها. وجدير بالذكر أن العديد من تلك الابتكارات الجديدة نشأت في برنامج نجوم العلوم.
ويستضيف البرنامج التلفزيوني بموسمه الـ 13، ثمانية مبتكرين عرب يطمحون إلى تحويل اختراعاتهم إلى منتجات قابلة للاستخدام في حياتنا اليومية. وقد اختار أربعة متسابقين في هذا الموسم التركيز على تعزيز مجال الرعاية الصحية، من خلال ابتكار خيارات حلول مخصصة. ومنهم المهندس الأردني ليث حمد الذي اختار مجال تقنية إنترنت الأشياء لتصميم عدة الكمامة الطبية الذكية، وقد استلهم في ابتكاره هذا الحاجة الماسة للكمامات أثناء جائحة كوفيد- 19، لينضم للبرنامج كمبتكر في مجال الرعاية الصحية. ويمكن لهذه العدة، من خلال تطبيق هاتف نقال، تتبع الموضع الدقيق للكمامة وشدها على وجه المستخدم مع تسجيل عملية الاستخدام. كما تقوم مصابيح أشعة فوق بنفسجية خاصة بتطهير جميع مكونات هذه العدة.
لطالما كان ليث شغوف بالعلم منذ الصغر، فقد نشأ اهتمامه الكبير بالتكنولوجيا والالكترونيات في سن مبكرة عندما كان يشتري الألعاب الالكترونية بهدف تفكيكها واكتشاف كيفية عملها.
وجّه ليث هذا الشغف بطرق تجاوزت مجرد تحصيله العلمي، فأثناء دراسته لنيل درجة البكالوريوس في هندسة الكمبيوتر في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، كان أيضًا سفير Google في الجامعة ليصبح حلقة الوصل بين الشركة وزملائه الطلاب. ومن أكثر المفاهيم التي أثارت اهتمام المهندس الأردني هو مفهوم إنترنت الأشياء، الذي يربط الأشياء الملموسة بأجهزة وأنظمة أخرى عبر الشبكات اللاسلكية والإنترنت بغية جعلها أكثر سهولة عند الإستخدام.
عمل ليث في السنوات الخمس الماضية في مركز قطر للابتكارات التكنولوجية ككبير مهندسي أنظمة إنترنت الأشياء، وتمثل عمله في البحث عن طرق مبتكرة تسمح له بتوصيل الأجهزة بأساليب جديدة تمكنه من جمع البيانات وتحليلها. يحلم ليث ببناء مدن ذكية، على غرار “مشيرب قلب الدوحة” في قطر، المشروع العصري الذي يتميز بسهولة الوصول إليه عالمياً، وهو الأمر الذي يرفع من مستوى وجودة حياة سكانه.
بدأ ليث رحلته في برنامج نجوم العلوم قبل عام ٢٠٢١، فمن خلال عمله في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا – موطن نجوم العلوم – كان يتابع المشاركين في المواسم الماضية ويراهم يحققون أحلامهم في الابتكار، والآن أمامه فرصة لتحقيق حلمه.
عن المشروع
استوحى ليث مشروعه من جائحة كوفيد-١٩، فبدأ يفكر في واحدة من أصغر القطع الموجودة في خزائننا، ألا وهي الكمامة. وراقب الشاب الأردني فعالية الكمامة في منع انتشار فيروس كورونا ولاحظ بأنها تعتمد بشكل أساسي على كيفية ارتدائها من قبل المستخدم بالإضافة إلى إجمالي وقت استهلاكها. وجد ليث بأن مبدأ إنترنت الأشياء – أي الإتصال بين الأشياء والمستقبلات الحسية، إلى جانب تحليل البيانات في الوقت الفعلي – أمر قابل للتطبيق هنا ويساهم في تصحيح الاستخدام غير السليم للكمامة.
يتكون إختراع ليث – عدة الكمامة الطبية الذكية – من مشبك كمامة وعلبة تعقيم. المشبك هو عبارة عن جهاز صغير يتم توصيله بالكمامة ويستند على الرقبة مما يساهم في تخفيف الألم الناتج عن ارتداء الكمامة على الأذنين لفترات طويلة. ومهمة المشبك الذكي هي الحفاظ على الإتصال بتطبيق الهاتف الذي يتتبع الوضعية الدقيقة للكمامة ومدى صحة وضعها على وجه المستخدم، كما ويقوم بتسجيل الوقت الإجمالي لارتدائها.
سيتمكن المشبك الذكي عندئذ من إرسال تنبيهات تلقائية عبر تطبيق الهاتف في حال تم إرتداء الكمامة بشكل خاطئ، ويقوم بإرسال رسال نصية بضرورة تنظيف الكمامة كما يجب عند استخدامها لفترات طويلة.
وبالنسبة لصندوق التعقيم فهو يقوم بتعقيم جميع أجزاء الكمامة بشكل كامل باستخدام الأشعة فوق البنفسجية، ويساعد ذلك في الحد من التلوث المتزايد حول العالم والناجم عن رمي الكمامات.
أثر المشروع
انطلاقاً من إيمانه بأن العلم والتكنولوجيا هما المفتاح لإحداث تغيير حقيقي وتحسين حياة الناس، يأمل ليث يتحول اختراعه إلى أداة ملموسة تساعد في الحفاظ على صحة الناس.
وبحسب ليث: “بسبب هذا الوباء، لقد رأينا لمحة صغيرة عن مدى كفاح الأشخاص الذين أجبروا على استخدام الكمامات قبل كوفيد-١٩ على مدى السنوات، حيث تستخدم من قبل ملايين الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية مناعية وتنفسية، وتعتبر الكمامة رفيقًا يوميًا لهم لحمياتهم. وبالنسبة لي، فإن التخفيف من معاناتهم ولو قليلاً هو دافع كافٍ”.
يمكِن لعدة الكمامة الطبية الذكية أن تساعد في حماية المجتمعات من فايروس كورونا بشكل أفضل، فهي تُمكّن مستخدميها من ارتداء الكمامة بشكل أكثر فعالية من خلال التنبيهات سهلة المتابعة مباشرةً عبر هواتفهم.
كما أن البيئة هي من أكبر المستفيدين من اختراع ليث، فقد أصبحت الكمامات المعدّة للاستخدام لمرة واحدة فقط جزء كبير من مشكلة النفايات البلاستيكية الناتجة حول العالم. وتساهم عدة الكمامة الطبية الذكية في تقليل كمية النفايات بشكل كبير وحماية النظم البيئية في العالم دون المخاطرة بصحة وسلامة أفراد المجتمع.