أداة مبتكرة للتكهن بنوع الثعبان من صورة اللدغة والعلامات الحيوية.. ضمن منافسات نجوم العلوم الموسم الـ 13
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يموت ما يقارب من 81,000 إلى 138,000 شخص كل عام بسبب لدغات الأفاعي. بالإضافة إلى أنه بإمكانها التسبب بما قد يصل إلى ثلاثة أضعاف حالات البتر والإعاقات الدائمة الأخرى سنويًا.
تعتبر السرعة والبيانات أمراً بالغ الأهمية عندما يتعلق الأمر بمعالجة حالات لدغات الأفاعي، حيث أن كل سم له مصل مضاد مناسب و طريقة علاج مختلفة يجب إعطاءه قبل أن يتمكن سم الأفعى من إلحاق أضرار بالغة في جسم الضحية. وهذا يعني إجراء فحوصات الدم وتحديد الأنواع الخاصة بالأفعى المحتملة مع العلاج الطبي المناسب، وهي عملية تستغرق وقتًا طويلاً في حين أن كل ثانية مهمة، علاوة على ذلك يمكن للأخطاء أن تكون قاتلة.
تزداد هذه المخاطر عند سكان المجتمعات الريفية في أنحاء الشرق الأوسط ، شمال إفريقيا وجنوب آسيا، فالوصول المحدود إلى خدمات الرعاية الصحية يكون قاتلاً في كثير من الحالات. فقد يكون أقرب مستشفى على بعد ساعات، وقد يضطر الأطباء إلى التعامل مع عبء الإدارة و إجراء فحوصات الدم إذا أرادوا إعطاء العلاج المناسب في الوقت المناسب، وهذه من الأمور التي تعرّض الحالات المحتملة لخطر متزايد.
ونظرا لخطورة هذا الأمر تمكن المخترع الجزائري عبد الرّحمن خياط من ابتكار أداة يمكنها التكهن بنوع الثعبان من صورة اللدغة والعلامات الحيوية.. وذلك ضمن منافسات البرنامج الشهير, نجوم العلوم الموسم الـ 13, والذي يقام بالعاصمة القطرية الدوحة.
يستطيع اختراع عبدالرحمن التنبؤ بنوع الحية من المؤشرات الحيوية وصورة اللدغة مما يساعد الطبيب على تحديد مضادات السموم والعلاج المطلوب. يتم وضع الجهاز على الضحية لقياس المؤشرات الحيوية، والذي يتصل بتطبيق جوّال معين يسمح للمستخدم بإدخال معلومات مثل الموقع الجغرافي وصورة لدغة الأفعى. تُستخدم هذه المعلومات لتحديد الأنماط بمساعدة قاعدة بيانات شاملة لتحديد النوع المحتمل الأفعى المعني.
وتتمثل فعالية هذه الأداة في تحمل عبء إجراء تشخيص دقيق للدغة الحية او معرفة نوع السم، خاصة عندما لا يتم رؤية الافعى، الأمر الذي يسمح للمستشفيات بالتركيز بشكل مباشر على تحضير مضاد السم الصحيح قبل وصول المريض بدلاً من الاعتماد على طبيب لإجراء فحص شامل.
أثر المشروع
بالإضافة إلى انقاذ الأرواح وتوفير الإرشادات المناسبة، فإن أداة التنبؤ بنوع الحية من المؤشرات الحيوية وصورة لدغتها تعِد أيضًا بخفض التكاليف المالية للحكومات وسكان المجتمعات الريفية المنخفضة الدخل. وذلك سيمكن السكان من التركيز على تخصيص ميزانية للعلاج بمضادات السموم عند الحاجة بدلاً من التشخيص، مما يجعل الرعاية الصحية أكثر توفراً لهم ولأحبائهم.
بالإضافة إلى ذلك، تقلّل هذه الأداة من احتمال الخطأ لدى الأطباء عند التعرف على لدغات الأفاعي، مما قد يؤدي إلى البتر في بعض الحالات، وكميزة إضافية، فهي تعتبر تقنية غير جراحية، توفر للمرضى قدرًا أكبر من الراحة أثناء انتظار العلاج، بحيث لن تكون هناك حاجة لسحب عينات الدم بهدف إجراء تشخيص دقيق.
ابتكار عبد الرحمن خياط, مُعد للاستخدام في جميع أنحاء العالم، حيث يمكن تهيئة قاعدة بيانات التطبيق لتضم أنواع الحيات المحلية في مختلف المناخات، فينتج عن ذلك أداة فعالة تحمي هذه المجتمعات من الحالات المميتة للدغات الحيات.
حول المبتكر
نشأ عبد الرحمن محاطًا بالعلم، وقد ساعده والداه على فهم العالم من حوله من خلال رعاية فضوله الطبيعي. وقد فتح له المجال لتطوير الروبوتات في الجزائر بعد أن انتهز كل فرصة للمشاركة في المسابقات العلمية في وطنه.
اكتشف العالم الشاب بأنه يحب الانغماس في بحور من البيانات، الأمر الذي يدل على قدرة عالية في التعامل مع البيانات وتحليلها. ونتيجةً لذلك، ركز عبد الرحمن دراساته الجامعية والعليا على النظم الحاسوبية، حيث حاز على جائزة أصغر باحث بمؤتمر بجاية ثم توجّها بدكتوراه في علوم الكمبيوتر من جامعة وهران الأولى في الجزائر. وانتقل عبد الرحمن إلى ألمانيا للحاق بحلمه و العمل كباحث ما بعد الدكتوراه في جامعة برلين ثم أصبح مدير مشروع في معهد مشهور للبحوث التطبيقية.
كسائر الشباب الجزائري تابع عبد الرحمن رحلة محمد دومير في الموسم الخامس من برنامج نجوم العلوم، والذي حصل على لقب أفضل مبتكر عربي عن مشروعه “حذاء لتشخيص إصابات الإبل”، المُصمم لتشخيص حالات العرج لدى هجن السباق من خلال أجهزة استشعار متخصصة. حينها، شعر عبد الرحمن بالإلهام وباشر رحلته الابتكارية بعقلية الفوز، مدركًا تمامًا بأن عليه تقديم فكرة إبداعية جديدة للموسم الثالث عشر.