تكنولوجيا طبية

تعرف على رباط الرُكبة الذكي.. أحد مخرجات مسابقة نجوم العلوم الموسم 13

من الطبيعي أن يتعرض الرياضيون الذي يشاركون في منافسات احترافية لإصابات متفاوتة خلال مسيرتهم، إذ أن الضغط الهائل الذي يعرضون أجسامهم له – حتى أثناء التدريبات – يؤدي لتراكم الإجهاد على العضلات، مما ينتج عنه إصابات خطيرة مثل تمزق الرباط الصليبي الأمامي.

وقد يكون لهذه الإصابات عواقب مدمرة، وقد تؤدي الإصابات في الركبة لإنهاء المسيرة الاحترافية لاللاعبين، ففضلًا عن تأثيرها على أدائهم، قد تجبرهم الإصابة على التقاعد. ويمكن للكشف المبكر عن احتمالات حدوث إصابة أن ينقذ مصدر عيش الرياضيين حول العالم. 

وهنا يأتي دور “رباط الركبة الذكي” الذي ابتكرته الجزائرية, “خولة ريمة شعابنة”، فى إطار فعاليات الموسم الـ 13 من مسابقة نجوم العلوم التى تقام بالعاصمة القطرية الدوحة, ابتكار خولة عبارة عن جهاز مراقبة يحذر المستخدم من احتمالات تفاقم الإصابة في الركبة أو تمزق الرباط الصليبي.

تابعت خولة في نشأتها مسلسلات تلفزيونية طبية مثل “هاوس” و”غريز أناتومي”، وكبرت ليكبر معها الشغف بالعلوم الطبية. وكان من الطبيعي أن ترغب خولة في دراسة الطب حيث بدأت رحلتها الجامعية في الجزائر قبل أن تقرر أن تكمل دراستها في جامعة ريازان الطبية الحكومية في روسيا.

وتعمل خولة من دون كلل حيث توازن بين درستها وعملها وشغفها للاختراع الذي أصبح تذكرتها للوصول إلى الموسم 13 من نجوم العلوم. وسوف تتخرج من الجامعة العام المقبل، لتقترب خطوة أخرى من تحقيق حلمها بأن تخصص في إدارة الرعاية الصحية.

ترعرعت خولة في الجزائر، في بلد يعطي أهمية كبيرة للتميز في مجالات البحث العلمي، وشاركت أبناء بلدها في تشجيع المخترع الجزائري محمد دومير، الذي أثار إعجاب المشاهدين ولجنة التحكيم في الموسم السادس من برنامج نجوم العلوم، ليحصد لقب أفضل مخترع في البرنامج لعام 2013. ومنذ ذلك اليوم، عزمت خلولة على خوض هذه المنافسة والمشاركة في البرنامج هي أيضًا.

ومع تفشي جائحة كوفيد، والقيود العديدة التي وضعت للحد من انتشار الفيروس، كان هناك جانب مشرق في حياة الشابة الجزائرية الطموحة التي نجحت في بلوغ التصفيات في الموسم الثالث عشر من البرنامج لتكون بين المخترعين الثمانية الأوائل، وتحقق بذلك حلمًا طموحًا، حتى أنها نجحت في الوقت نفسه بمتابعة دراساتها. وجمع إختراعها بين شغفها للطب واهتمامها بالهندسة ليتمحور حول الطب الحيوي.

 ويستخدم الجهاز أجهزة استشعار يتم تثبيتها على عضلات أساسية في الساق مثل العضلة الرباعية وأوتار الركبة، لاستخراج الإشارات الكهربائية للعضلات أثناء التدريب ويراقب التغيرات التي قد تشير إلى احتمال وقوع إصابة، وهنا يتم تنبيه المستخدم لتغيير أو التوقف عن التمرين عبر تطبيق على الهاتف الذي يستخدم خوارزميات فريدة مع تقنية التعلم الآلي لترجمة البيانات وتحويلها إلى نصائح مفيدة.

تطبيقات ابتكار خولة لا تقتصر على المجال الرياضي. إذ أن الجميع معرض لحدوث إصابات خطيرة في القدمين من الرياضيين الشباب إلى الناس العاديين الذين يمارسون رياضة. وإن المساعدة في تقليل هذه الحوادث ستوفر على الناس الكثير من التكاليف الطبية، وتمكنهم من تفادي مرحلة إعادة التأهيل التي تستغرق مدة طويلة، فضلًا عن إمكانية حماية المستقبل المهني للرياضيين الواعدين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى