المخترع اليمنى مجيب علي الحروش ينافس في مسابقة نجوم العلوم بجهاز محمول لقياس تدفق الدم الكلوي
ينتظر الشاب اليمني، مجيب الرحمن بجاش علي الحروش، فوزه بلقب مخترع العرب في برنامج تلفزيون الواقع التعليمي “نجوم العلوم” إذ قد وصل ابتكاره إلى مرحلة تصويت الجمهور عبر الإنترنت.
وكتب الحروش في صفحته على الفيس بوك اعزائي جميعاً، بعون من الله عزوجل ومساندتكم اليوم ارتفع اسم اليمن في اكبر محفل علمي في العالم العربي”.
موضحا ”المرحلة القادمة والتي ستحدد صاحب لقب مخترع العرب تعتمد على تصويت الجمهور، لذلك فضلا اتمنئ منكم التصويت.
نشأ المخترع اليمني مجيب على الحروش, ساعيًا وراء التميز الأكاديمي، حيث أنهى دراسته الثانوية وحصل على المركز الأول في منطقته في محافظة تعز باليمن. وأتاح له ذلك متابعة تحصيله العلمي في مجال الهندسة الطبية الحيوية وصولاً إلى حصوله على درجة الدكتوراه من روسيا.
وانتهى الأمر بالطالب المجد في الوقوع بحب الأوساط الأكاديمية، حيث قرر الدكتور اليمني العمل كأستاذ مشارك في روسيا لتنشئة عقول شابة وطموحة.
وينصب اهتمام مجيب الذي يؤمن بقوة بالعلوم، على الأفكار المبتكرة المتعلقة بالأمراض المستعصية. وتميل أعراض مثل هذه الأمراض إلى الظهور فجأة بعد فوات الأوان، الأمر الذي يرفض مجيب قبوله، إذ يقول: “كل مشكلة يجب أن يكون لها حل!”
ويعتبر مجيب من أشد المعجبين ببرنامج نجوم العلوم، حيث تابع رحلات إخوانه العرب وهم يحولون أفكارهم إلى حقيقة واقعة منذ بث البرنامج لأول مرة في عام 2008. واستلهامًا من نجاحاتهم، عمل بجد على فكرة متميزة يمكنه أن يقدمها إلى لجنة التحكيم. وقرر تقديم فكرته في عام 2021، العام الأخير الذي يمكن له المشاركة في البرنامج، وتأهل للمشاركة فيه.
حول المشروع
يعتبر مرض الكلى المزمن حالة قاتلة تتسلل إلى ضحاياها ويصعب تشخيصها. وعلى سبيل المثال، عندما تبدأ إحدى الكليتين في التدهور، فإن الأخرى تعوض ذلك التدهور بشكل مفرط وتعمل بجهد أكبر لتعويض النقص في الأخرى. وهذا يؤدي حتمًا إلى أن تكون نتائج الفحوص في المختبرات طبيعية حتى يصل الضرر إلى مستويات لا رجعة فيها.
ويوفر جهاز قياس تدفق الدم الكلوي المحمول الذي قدمه مجيب طريقة للتغلب على هذه العقبة، ويساهم بتقييم تلف الكلى الممكن بدون تدخل جراحي. وتقوم المستشعرات الحيوية المرتبطة بالجلد بترجمة بيانات المعاوقة إلى تدفق الدم والضغط الكلوي وهي قيم مفيدة للمساعدة في إجراء التشخيص الأولي.
من شأن اختراع الأستاذ اليمني تعزيز قدرة المستشفيات في مجال التطبيب عن بعد، حيث أن هذا الجهاز يرسل البيانات إلى الأطباء عبر شبكات لاسلكية مما يسمح لهم بمراقبة المرضى وهم في منازلهم.
أثر المشروع
يصيب الفشل الكلوي المرضى من جميع الأعمار والأجناس، ويمكن أن يؤدي إلى أمراض مزمنة أخرى، مثل مرض السكري، أو حتى يكون قاتلاً بحد ذاته. وعلى الرغم من أن عملية غسيل الكلى أثبتت فعاليتها لعقود من الزمن، إلا أنها تستنزف المريض، وهي طويلة جدًا وتؤثر بشكل كبير على حياة المرضى وأحبائهم الذين يتعين عليهم تكريس ساعات طويلة وتكبد تكاليف ضخمة لهذه العملية.
ويأمل مجيب أن يتمكن جهاز قياس تدفق الدم الكلوي المحمول من التخفيف من معاناة المرضى والمجتمع ككل. ويمكن للجهاز أن يساعد الناس على مراقبة وتحديد واتخاذ التدابير اللازمة لتجنب الفشل الكلوي في وقت مبكر، مما يدعم الرعاية الصحية المناسبة.
ويمكن لهذا الاختراع أن يجعل تشخيص الكلى الأولي في متناول الجميع في جميع أنحاء المنطقة. ونظرًا لأن العديد من المجتمعات تعيش في مناطق ريفية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يمكن لهذا الجهاز أن يضمن قدرة الأطباء على مراقبة حالة الكلى للمرضى دون الحاجة إلى القيام باستمرار برحلات طويلة لعلامات الإنذار الأولية.
ويمكن أن يساعد الجهاز أيضًا البلدان في جميع أنحاء العالم في الحفاظ على صحة شعوبها مع تحقيق وفورات كبيرة. وتخصص الأنظمة الصحية الوطنية في جميع أنحاء العالم جزءًا كبيرًا من ميزانيتها السنوية لمراكز غسيل الكلى. ويمكن أن يوفر جهاز قياس التدفق الكلوي هذا إضافة قيّمة إلى مجموعة أدوات التطبيب عن بعد، مما يساعد المجتمعات في جميع أنحاء العالم على تحديد واتخاذ التدابير الوقائية ضد الفشل الكلوي من أجل استخدام أكثر كفاءة للموارد المخصصة.