منوعات

نورس رحال.. سوري من أصل فلسطيني شارك في تطوير لقاح Pfizer ضد فيروس كورونا

يتمتع الشاب السوري صاحب الأصول الفلسطينية, “نورس رحال”, (27 عاماً) بموهبة فريدة واجتهاد سينتهي به المطاف كعالم في أحد معاهد ماكس بلانك الشهيرة في ألمانيا، تاركاً وراءه عائلته في سوريا التي مزقتها الحرب لمساعدة فريق من الباحثين على تطوير لقاح مرشح ضد فيروس كوفيد-19. ولهذا السبب، فهو ينسب الفضل لأسرته التي تقدر التعليم وللتعليم الذي تلقاه في مدرسة الأونروا.

يقول رحال: “أتذكر مدرستي وجميع أساتذتي. لقد احترمتهم لأنهم كانوا أكثر من معلمين بالنسبة لنا، ولم تكن المدرسة مجرد مدرسة، لقد كانت مثل المنزل بالنسبة لنا. كان معلمونا، الذين كانوا أيضا لاجئين من فلسطين ومتخصصين في التعليم، مثل الأسرة. لقد علمتنا المدرسة جميع المواد المعتادة، ولكنها علمتنا أيضا الحياة والقيم والأولويات. لقد حافظت الأونروا على تقاليد وثقافة فلسطين وأنقذتها”.

شارك “رحال” في تطوير لقاح ضد فيروس “كورونا”، أعلنت عنه شركة “Pfizer” الدوائية الألمانية، وقالت بيانات شركة “BioNtech” أنه فعاليته تجاوزت نسبة 90 %.

وعمل الباحث رحّال، مع فريق من الباحثين في أحد معاهد “Max Planck” الألمانية، لتطوير نظام يسمح بتطوير لقاح ضد فيروس “كورونا”، يمكن إيصاله داخل الجسم عبر الجلد بدلاً من حقنه في العضلات.

ونقلت وكالة “رويترز” عن رحّال قوله، إن هذه التقنية “تستهدف الخلايا المناعية المتخصصة في الجلد، التي يمكن أن تؤدي إلى رد فعل مناعي في الجسم، وتتطلب جرعة أصغر بكثير لكل شخص، وهي ميزة كبيرة عند تلقيح أعداد كبيرة من السكان”.

تعود أصول عائلة نورس رحال إلى مدينة حيفا الفلسطينية، التي لجأت منها عائلة أبيه إلى سوريا في العام 1948، وولد نورس لأب يعمل مهندساً زراعياً، وأم سورية تعمل كخبيرة اقتصادية.

عاش في مدينة داريا بريف دمشق الغربي، وتخرج من كلية الصيدلة في جامعة دمشق، وتقدم في العام 2018 بطلب للحصول على مقعد دراسي في ألمانيا، وبعد قبوله درس علوم النانو، وحصل على شهادة ماجستير بأعلى درجة من جامعة كاسل وسط ألمانيا، وأهّله اجتهاده للترشح لجائزة أفضل طالب دولي في الجامعة.

عمل رحال بعد ذلك في تطوير أبحاث أدوية السرطان في معهد “ماكس بلانك”، كما تعلّم اللغة الألمانية وساعد في مشروع سرد القصص باللغتين العربية والألمانية للأطفال اللاجئين.

“غير محدد” الجنسية

وعلى الرغم من أن والدة رحّال سورية، إلا أن القوانين تمنع النساء من نقل جنسيتهن إلى أطفالهم، لذلك ولد رحال وشقيقيه وأخته بلا جنسية مثل والدهم.

يقول نورس لـ “رويترز” إنه “يعاني من تصنيفه كعديم الجنسية، ففي سوريا لم يسمح له بالحصول على الجنسية السورية، وفي ألمانيا غيّرت السلطات تصنيفه ثلاث مرات”، مشيراً أنه صنّف في ألمانيا بداية كـ “عديم الجنسية”، ثم كـ “سوري”، ثم أخيراً كـ “غير محدد”.

يؤكد نورس أنه “عندما تكون عديم الجنسية، فإن السؤال البسيط (من أين أنت؟) يصبح ثقيلاً للغاية”، موضحاً أن كثير من الناس يفرحون عندما يقولون من أين ينتمون، لكنه لا يعرف بماذا يجيب على هذا السؤال.

يسعى نورس الآن للحصول على شهادة الدكتوراه في تكنولوجيا اللقاحات، في جامعة فينا، ويأمل أن تشجع قصته آخرين ممن يعانوا من نفس مشكلته.

وتعدّ شركتا “فايزر” و”بيونتيك” أول شركتين مصنعتين للأدوية، تصدران بيانات حول لقاح لفيروس “كورونا”، حقق نجاحاً على صعيد التجارب السريرية الموسعة.

وذكرت الشركتان بأنهما لم تكتشفا حتى اللحظة أي شيء يمكن أن يقلق السلامة أو يثير أية مخاوف تتصل بذلك، وتتوقعان أن تتّجها للحصول على ترخيص لاستخدام اللقاح بشكل طارئ أواخر الشهر الجاري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى