الحكيم

هيلانة سيداروس.. أول طبيبة نساء وتوليد وأول سيدة تقود سيارة في مصر

هيلانة سيداروس، (1904 – 1998) ولدت في الثالث عشر من يناير عام 1904 في مدينة طنطا والتحقت بكلية البنات القبطية وبسبب تفوقها شجعها أهلها على الالتحاق بالقسم الداخلي بمدرسة السنية للبنات بالقاهرة. وبعدها بكلية إعداد المعلمات.

وفي عام 1922، أصبحت هيلانة ضمن خمس مصريات التحقن بمدرسة لندن الملكية للنساء، ثم تخرجت بعد سبعة أعوام لتصبح أول طبيبة مصرية وعربية، وهي لم تتجاوز الخامسة والعشرين من عمرها.

تعد هي وزينب كامل حسن من أوائل الدارسات بإنجلترا.. أصبحت طبيبة مؤهلة عام 1930 وعادت لمصر لتعمل في مستشفى كتشنر ولتصبح أول طبيبة مصرية. وافتتحت عيادة خاصة بها وقامت بالتوليد وإجراء العمليات الجراحية بالمستشفى القبطي. واستمرت في عملها حتى تجاوزت السبعين من عمرها فاستقالت وتفرغت لكتابة قصص مترجمة للأطفال.

استطاعت هيلانة أن تمهد لنفسها ولبنات جيلها طريقا كان مقصورًا على الرجال فقط.

وعادت هيلانة للقاهرة في عام 1930 لتعمل في مستشفى كيتشز، لكنها أيضا أصرت أن تفتح عيادتها الخاصة في وقت كانت مهنة الطب قاصرة على الرجال فقط.

لم تكن هيلانة طبيبة فقط ولكنها مصرية انحازت للمرأة والطفل وقبلهما الوطن، المثير أيضا أن هيلانة هي أول سيدة تقود سيارة في مصر.

هيلانة إحدى المؤسسين للمستشفى القبطي، عملت به حتى قررت اعتزال المهنة بعد أن أتمت عامها الثاني والسبعين، خوفا على مرضاها من تأثير الشيخوخة، لكنها أكملت مسيرة العطاء وعملت مترجمة لقصص وكتب الأطفال الذين اهتمت بهم اهتماما خاصا إلى أن رحلت في عمر أربعة وتسعين.

في العمل الوطني

عندما قامت ثورة 1919 شاركت هيلانة وهي أبنه الخامسة عشرة من العمر في المظاهرات التي قادتها بعض الفتيات والسيدات في ذلك الوقت، استمرت في المشاركة في الكفاح الوطني للمرأة المصرية ضد الاحتلال الإنجليزى. كانت تتردد على منزل سعد زغلول الذي عُرف باسم «بيت الأمة»، حيث كانت تشارك في اجتماعات الحركة النسائية بقيادة السيدة صفية زغلول من أجل مناهضة الاحتلال الأجنبي ومقاطعة البضائع الإنجليزية ثم انضمت إلى جمعية هدى شعراوي.

في العمل الاجتماعى

بعد أن تجاوزت السبعين من عمرها رأت انه ليس من الصالح لمرضها أن تستمر في العمل إذ أن الشيخوخة كانت قد أدركتها فأستقالت من عملها وانضمت إلى الجمعية الخيرية القبطية للعمل الاجتماعي. تلك الجمعية التي اهتمت بإنشاء المستشفى القبطى بالقاهرة كأول مستشفى وطنية في مصر وذلك بغرض توفير مكان لإقامة المرضى المصريين وقد تم افتتحاها عام 1926. بعد ذلك بعدة سنوات بدأت تظهر مستشفيات وطنية أخرى بالقاهرة والإسكندرية مثل مستشفى المواساة بالإسكندرية والمستشفى القبطى بالإسكندرية ومستشفى الجمعية الخيرية الإسلامية بالعجوزة… الخ.

في فترة عملها بالجمعية الخيرية القبطية اهتمت بترجمة العديد من الكتب للأطفال ومشاهير الرجال. كانت في الفترة الأخيرة من حياتها تعيش في شيخوخة صالحة، بعد أن خدمت الوطن بصفة خاصة والإنسانية بصفة عامة بأمانة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى