من “الاسترخاء” إلى “الكمادات”.. روشتة منزلية للتخلص من الصداع
يلجأ الكثير من الناس إلى مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية للتخلص من الصداع، ولكن يمكن تخفيف الصداع بدون دواء.
على سبيل المثال، تقنيات الاسترخاء أو العلاج بالابر أو الكمادات الدافئة كلها علاجات منزلية يمكن أن تساعد في مكافحة أعراض الصداع وتمنحك بعض الراحة.
نشر موقع “إنسايدر” الأمريكي تقريرًا استعرض فيه مجموعة من العلاجات الطبيعية التي يمكن أن تساعد في التخلص من الصداع دون الحاجة إلى المسكنات.
وقال الموقع، في تقريره، إن إيجاد علاج الصداع الأفضل بالنسبة لك يعتمد على نوع الصداع الذي تعاني منه. فإذا كنت تعاني مثلا من صداع التوتر، عليك في هذه الحالة أن تحاول ممارسة التأمل أو تمارين التنفس. وتشمل علاجات الصداع الأخرى العلاج بالإبر وشرب الماء وتناول الفيتامينات.
وذكر الموقع أنه من الشائع أن يلجأ الناس إلى مسكنات الألم التي لا تتطلب وصفة طبية للتخلص من الصداع، ولكن يمكن تخفيفه بطرق أخرى أيضا دون الحاجة إلى أدوية، مثل تقنيات الاسترخاء أو العلاج بالإبر أو الكمادات الدافئة. وفيما يلي، إليك ما ينبغي أن تعرفه عن الصداع وكيفية علاج أعراضه بشكل طبيعي.
تعريف الصداع
يحدث الصداع عندما تشعر بألم في الرأس أو على مستوى الوجه، وهو ينقسم إلى عدة أنواع من بينها:
صداع التوتر الذي يكون في شكل ألم خفيف في الرأس والجبين وغالبًا ما يسببه الإجهاد.
الصداع النصفي الذي يكون أقرب إلى نبض شديد في جزء واحد من الرأس. ومن مسبباته الإجهاد أو وجود بعض المنبهات القوية في بيئتك، مثل الأضواء الساطعة والروائح الشديدة.
الصداع العنقودي الذي يكون في شكل ألم شديد خلف العين وهو يشبه الصداع النصفي.
صداع الجيوب الأنفية الذي يكون عبارة عن ضغط حول جبهتك ووجنتيك وعينيك. عادة ما يكون هذا مؤشرا على احتقان الأنف أو الجيوب الأنفية والتهاب الجيوب الأنفية.
هذه بعض الاستراتيجيات البسيطة التي يمكنك تجربتها في المنزل لتخفيف الصداع مهما كان نوعه:
استخدام الكمادات
قال الدكتور مايكل ديفين، المتخصص في الطب الباطني وطب الشيخوخة في ديفاين كونسيرج ميديسن في فيلادلفيا، إنه بالنسبة للصداع مع الألم المتشعب الذي يبدأ في منطقة وينتشر إلى منطقة أخرى مثل الصداع النصفي، يعد تطبيق الكمادات الباردة على المكان الذي ينشأ منه الألم مفيدا.
وأوضح الموقع أن البرودة لها تأثير مخدر يمكن أن يخفف الألم حيث تعمل على تضييق الأوعية الدموية مما قد يساعد في تخفيف الصداع النصفي. يمكنك صنع الكمادات الباردة بنفسك عن طريق وضع منشفة مبللة في الثلاجة لمدة 10 دقائق تقريبًا أو استخدام كيس ثلج.
أكد ديفين أن الكمادات الساخنة مناسبة لعلاج صداع التوتر الذي يظهر غالبًا في شكل ألم خفيف في الرأس وضغط في الجبين. وعادة ما ينتج صداع التوتر عن الإجهاد لذلك ينصح بتدليك عضلات الرقبة والكتف المتيبسة لأن الاسترخاء يساعد في تخفيف هذا النوع من الصداع. يمكن لف الكمادات الحرارية أو منشفة ساخنة على عضلات الرقبة والكتفين وهو ما سيساعدك على الاسترخاء.
العلاج بالضغط الإبري
ينطوي العلاج بالضغط الإبري على ممارسة ضغط قوي على أجزاء معينة من الجسم لمدة دقيقة إلى دقيقتين في كل مرة. وأشار ديفين إلى أن هذا العلاج مفيد للغاية إذا طبق على مستوى الجزء الخلفي من الرقبة أو قاعدة الجمجمة. سيساعد ذلك على تخفيف التوتر في عضلات الرقبة التي غالبًا ما تتأثر بصداع التوتر. يمكنك القيام بذلك بنفسك في المنزل من خلال اتباع الخطوات التالية:
على يدك اليسرى، ابحث عن المسافة بين قاعدة الإبهام والسبابة. تُعرف هذه المساحة بنقطة الضغط أل أي-4 أو هيغو باستخدام إبهامك الأيمن وإصبع السبابة، اضغط للأسفل على هذه النقطة.
تحريك الإبهام ببطء في شكل دائري مع الضغط.
ابحث عن المساحة ذاتها على يدك اليمنى، وباستخدام إبهامك الأيسر والسبابة، كرر هذه العملية لمدة خمس دقائق أخرى.
ممارسة تقنيات الاسترخاء
تعتبر تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا والتأمل وتمارين التنفس مفيدة في إدارة بعض أنواع الصداع، لاسيما الصداع العنقودي. وذكر ديفين أنه يمكن تخفيف الصداع العنقودي الذي غالبًا ما يكون في شكل ألم شديد خلف العين عن طريق تمارين التنفس العميق. يمكنك ممارسة تمرين التنفس المنتظم عن طريق أخذ أنفاس طويلة وبطيئة والعد ببطء إلى خمسة أثناء الشهيق والزفير.
وحسب ديفين، عادة ما تكون اليوغا والتأمل مفيدين في علاج صداع التوتر والصداع النصفي المرتبطين بالإجهاد لأنها تساعد في استرخاء الجسم وتقليل التوتر بمرور الوقت.
تحسين النظام الغذائي
نبه الموقع إلى أن الأطعمة التي تحتوي على مادة الفينيل ألانين والتيرامين تزيد من نوبات الصداع النصفي لدى بعض الأشخاص. والفينيل ألانين هو عبارة عن حمض أميني موجود في المحليات الصناعية والغلوتامات أحادية الصوديوم والأطعمة التي تحتوي على النترات مثل اللحوم المصنعة والنقانق. أما التيرامين فهو مركب ينتج عن تكسر الأحماض الأمينية وغالبًا ما يوجد في الأطعمة المدخنة أو المخمرة على غرارالأجبان المعتقة مثل البارميزان والجبن الأزرق.
لمنع الصداع، يقترح ديفين تناول من ثلاث إلى أربع وجبات صغيرة على مدار اليوم بدلاً من وجبتين كبيرتين. كما يساعد تناول الأطعمة الغنية بالبروتين والألياف الغذائية مثل اللوز والكرز في الحد من نوبات الصداع.
تناول الماء بكثرة
أكد الموقع أن شرب الماء وتجنب استهلاك المشروبات المسببة للجفاف، مثل الشاي أو القهوة، من شأنه أن يساعد في منع الصداع. في هذا الصدد، يوصي ديفين بشرب من 8 إلى 16 أوقية من الماء كل ساعتين إلى ثلاث ساعات عندما تبدأ في ملاحظة ظهور الصداع، لأن الصداع النصفي غالبًا ما يستجيب بشكل جيد لهذا العلاج.
قد يكون الكافيين سببًا محتملاً للصداع لاسيما إذا كنت تستهلكه بانتظام ولكنك انقطعت عنه أو قللت منه. وفي المقابل، تبين أن الكافيين يمكن أن يساعد في علاج بعض أنواع الصداع أيضًا مثل الصداع النصفي، ولكن الإفراط في استهلاكه يسبب الجفاف الذي يسبب بدوره الصداع.
تناول الفيتامينات أو المكملات الغذائية
تساعد العديد من الفيتامينات والمكملات الغذائية والعلاجات العشبية في تخفيف الصداع وخاصة الصداع النصفي وحتى منع الإصابة به. وأشار ديفين إلى أن هذه العلاجات الطبيعية تعمل على تخفيف الصداع عن طريق تحسين الدورة الدموية أو العمل كمضاد للالتهابات أو نقل المزيد من الأكسجين إلى الأنسجة أو إرخاء العضلات أو تخفيف الآلام بشكل مباشر. وفي هذا الصدد، يوصي ديفاين بتناول المغنيسيوم والريبوفلافين ومساعد أنزيم كيو10 والبابونج والأقحوان.
متى عليك استشارة الطبيب؟
ذكر الموقع أن العلاجات المنزلية والأدوية التي لا تحتاج وصفة طبية يمكن أن تساعد في تخفيف أعراض الصداع، ولكن إذا كانت نوبات الصداع متكررة فإنه ينصح باستشارة الطبيب لتحديد السبب الكامن وراء هذا الصداع وعلاجه، وذلك حسب توصيات الدكتور ديفين.
وأوضح الموقع أن الصداع النصفي وصداع التوتر غالبًا ما ينتج عن قلة النوم والإجهاد وضعف الدورة الدموية وإجهاد العين والحساسية والعادات الغذائية غير الصحية. وإذا كنت تعاني من نوبات صداع متكررة وشديدة، فعليك زيارة طبيب الرعاية الأولية أو طبيب الأعصاب الذي يمكنه تشخيص وعلاج الحالة التي تتسبب في إصابتك بالصداع بشكل دقيق.
لمكافحة صداع التوتر المتكرر أو الصداع النصفي، يوصي ديفين بالحصول على من ست إلى ثماني ساعات من النوم كل ليلة واستهلاك ما لا يقل عن 64 أوقية من الماء يوميًا وممارسة الرياضة لمدة 20 دقيقة على الأقل من ثلاث إلى خمس مرات في الأسبوع واتباع نظام غذائي متوازن.