منوعات

“كاوست”.. إنجاز نماذج تُحسن تخصيص الكلى المتبرع بها قد تسهم في إنقاذ آلاف الأرواح

يوجد بالمملكة العربية السعودية نحو 6 آلاف مريض على قائمة الانتظار للتبرع بالأعضاء، وقد يبدو هذا الرقم صغيراً قياساً بـ120 ألف مريض في الولايات المتحدة الأميركية.

ولكن معدل التبرع بالأعضاء في المملكة أدنى بكثير منه في أوروبا الغربية أو الولايات المتحدة، كما أن الفجوة بين الأعضاء اللازمة أو المطلوبة والمتبرع بها كبيرة وتتنامى.

ويتسم النظام الذي يحدد كيفية تخصيص أعضاء محددة كالكلية بالتعقيد ويمثل تحدياً آخر. وجدير بالذكر أن باحثي جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) يعملون على إنجاز نماذج تحسن تخصيص الكلى المتبرع بها للمستشفيات قد تسهم في إنقاذ الأرواح في نهاية المطاف.

عمل الدكتور مايكل مينكوسكي، زميل ما بعد الدكتوراه في قسم العلوم والهندسة الحاسوبية والكهربائية والحسابية في “جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية”، على تصميم نظام للتعجيل بتخصيص الكلى في المستشفيات، وتركز أبحاثه حالياً على نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة الأميركية.

وحسب النظام المتبع به حالياً في أميركا فإن العضو المتبرع به يعرض إلى مستشفى واحد في كل مرة ليقرر كل مركز طبي إن كان مناسباً لأحد مرضاه.

وفي ظل هذا النظام يستغرق قرار قبول العرض أو رفضه وقتاً، كما يندر أن يقبله أول مستشفى يعرض عليها، ويمضي وقت طويل قبل أن تقبله إحدى المستشفيات مما يهدد بتراجع جودة العضو المتبرع به.

مايكل مينكوسكي

أما وفقاً للنظام الجديد الذي اقترحه مينكوسكي، فتعرض الكلية المتبرع بها في وقت واحد إلى مجموعة مستشفيات مع منحها مهلة ساعة للقبول أو الرفض. فإذا قبلتها أكثر من مستشفى، تمنح الكلية إلى المريض ذي الأولوية الأعلى.

لقد حاكى مينكوسكي تخصيص 12933 كلية ووجد أن إنهاء مهلة العروض في وقت واحد يتيح تخصيصاً أسرع ويقلل عدد حالات الرفض. ونالت أبحاثه التقدير على مساهمتها الرائعة في مجال زراعة الأعضاء، كما اختيرت إحدى دراساته أخيراً من بين أفضل عشر مقالات نشرت في المجلة الأميركية لزراعة الأعضاء في 2019.

يدرس مينكوسكي حالياً بالتعاون مع البروفسور سومر غينتر، أستاذ الرياضيات في أكاديمية الولايات المتحدة الأميركية البحرية، سبل تطبيق هذه النتائج على زراعة الأعضاء في الرعاية الصحية. ويعمل حالياً مع أطراف معنية محلية لتطبيق الدروس المستفادة على نظام الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية حيث “تمت مناقشات مع كبار الأطباء في المملكة الذين أعربوا عن اهتمامهم بالتعاون مع (كاوست) في الأبحاث لتقديم حلول جديدة لعمليات زرع الأعضاء في المملكة” بحسب قول مينكوسكي.

ويعلق البروفسور غينتر على النظام الجديد قائلاً: “صمم مينكوسكي أنظمة تسجيل نقاط لأنظمة التبرع المترابط بالكلية (الذي يتيح تبادل الكلى للمتبرعين الذين لا يستطيعون التبرع لأحبائهم) التي تجد تطابقاً حيوياً أفضل للكلى مع ضمان أكبر عدد ممكن من عمليات الزرع في الوقت نفسه”.

المركز السعودي لزراعة الأعضاء

يذكر أن الملك سلمان بن عبد العزيز  قد عمل على تأسيس “المركز السعودي لزراعة الأعضاء” الذي كان “المركز الوطني للكلى” سابقاً، لتوسيع دائرة التبرع بالأعضاء لتشمل جميع مرضى الفشل العضوي النهائي، ولفتح باب الأمل أمام المرضى على قوائم الانتظار.

وبحسب الموقع الرسمي للمركز، فإنه منذ إنشاء المركز في 1994. بلغ عدد المتبرعين بأعضائهم بعد الوفاة 17 ألفاً و534، تم إنقاذ 15 ألفاً و130 مريضاً، وأجريت 9 آلاف و268 عملية ناجحة، فيما ينتظر 20 ألفاً و971 مريضاً التبرع، وتجاوز عدد حالات زراعة الكُلى 11 ألفاً و509 كُليات خلال 30 عاماً، كذلك الأمر بالنسبة لبرنامج زراعة الكبد في المملكة الذي بدأ عام 1990 وتجاوز عدد الأكباد المزروعة 921 كبداً خلال الفترة نفسها، منها 40 في المائة زرعت من متبرعين أحياء و60 في المائة من التبرع بعد الوفاة.

كما تمت زراعة أكثر من 376 قلباً كاملاً، بالإضافة إلى الاستفادة من نحو 650 قلباً استخدمت كمصدر للصمامات البشرية. أما فيما يخص عدد القرنيات المزروعة من التبرع بعد الوفاة داخل المملكة فقد تجاوز عددها 700 قرنية.

إشادة هيئة كبار العلماء

وأشادت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، بتسجيل خادم الحرمين الشريفين وولي عهده في برنامج التبرع بالأعضاء. وقالت إن ما قاما به يُعد من العمل الصالح الذي اتفقت الهيئات والمجامع العلمية الشرعية وفي طليعتها هيئة كبار العلماء السعودية على عظيم أجره وفق ما جاء في القرارات الصادرة عنها. وأضافت في بيان أن “التبرع بالأعضاء بعد الوفاة ليستفيد منها الآخرون، داخل في مشمول استبقاء الحياة والمحافظة عليها وعلى هذا المقصد تدور شرائع متنوعة في الدين الإسلامي، كما أن هذا التبرع من الإحسان في استبقاء حياة إنسان آخر، أو في التخفيف من آلامه، أو في الشفاء من مرضه”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى