البروفيسور الفلسطيني “سليم حاج يحيي” ينال أعلى المناصب الأكاديمية والعلمية في بريطانيا
حصل البروفيسور الفلسطيني “سليم حاج يحيى” على أعلى منصب أكاديمي علمي فى المملكة المتحدة, رتبة «بروفيسور زائر» من أهم جامعتين في المملكة المتحدة، تقديرا لأبحاثه ومساهماته العلمية والجراحية في العالم.
وعبر البروفيسور الفلسطيني من مدينة الطيبة داخل أراضي 48 عن سعادته بحيازته على مرتبة «تشير بروفيسور» ، وهو المنصب الأعلى أكاديميا وعلميا في المملكة المتحدة في مجال القلب وجراحة القلب والرئتين، مؤكدا أن ذلك سيتيح له فرصة كبيرة لشق طريق في بناء وتطوير مؤسسات فلسطينية وعربية.
وفي تصريحات صحفية لجريدة القدس العربي أكد سليم حج يحيى (50 عاما) أنه تلقى مذكرة تبلغه بمنحه هذه المرتبة الرفيعة النادرة من جامعتي بريستول جنوب غرب بريطانيا، وغلاسكو، وهي جامعة اسكتلندية تم تأسيسها في 1452، وتعتبر من أعرق الجامعات. موضحا أنه تم تبليغه بذلك بشكل اعتيادي، نافيا وجود أي فعاليات احتفالية.
ويشغل حج يحيى اليوم عدة مهام كالرئيس التنفيذي لمستشفى نابلس، وعميد كلية الطب والعلوم الطبية في جامعة النجاح وبروفيسور ومدير المعهد الوطني لجراحة القلب والرئتين في مستشفى نابلس، علاوة على كونه محاضرا في جامعات بريطانية. وسبق أن قام بتأسيس قسم زراعة القلب الاصطناعي في جامعة غلاسكو، كما قام بأول عملية زرع هناك عام 2011.
الأصغر سنا في بريطانيا
وبحصوله على هذا اللقب يكون البروفيسور حج يحيى جراح القلب البريطاني (من أصل فلسطيني) الوحيد الحاصل على درجة «تشير بروفيسور» على مستوى أسكتلندا، والبروفيسور الوحيد في زراعة القلب والرئتين على مستوى المملكة المتحدة، كما أنه جراح زراعة القلب الأصغر عمرا، والوحيد الحاصل على منصبين بدرجة «تشير بروفيسور» في آن واحد من جامعتين بريطانيتين.
وجاء في كتاب التنسيب لرئاسة الجامعة ومجلسها أن «تعيينا رفيع المستوى كهذا يعد بمثابة عربون إجلال وتقدير لما قدمه حج يحيى لأسكتلندا من خدمات علمية وجراحية مثل زراعة القلب الصناعي الناجح الأول في غلاسكو (التي قاد بها البروفيسور حاج يحيى الفريق)، وقيادة فريق زراعة القلب الطبيعي وبناء برنامج الدورة الدموية الصناعية الذي كان له الأثر في تطوير قاعدة للبحث العلمي في بريطانيا».
وثمّن كتاب التنسيب ما قدمه البروفيسور حج يحيى لبناء برامج طلائعية لزراعة القلب الصناعي في أنحاء مختلفة في العالم وفي معظم أنحاء العالم العربي، بما في ذلك فلسطين. كما ثمّن عالياً كونه مثلا إنسانيا وعلميا يقتدى به وملهما للطلاب وأطباء المستقبل لبناء طب مبني على القيم المهنية العلمية والإنسانية. وخلص التنسيب للقول: «على إنجازاته هذه كلها يستحق هذا الشرف بالمنصب».
لكن حاج يحيى يرى في المنصب ما هو أهم من التشريف، مؤكدا على الأبعاد الاستراتيجية المترتبة عليه. ويوضح أن المنصب يعزز الفرص لاستكمال مشروع بناء المؤسسات الفلسطينية والعربية، علاوة على كونه ملهما بالنسبة للطلاب والباحثين وصناع القرار في فلسطين والوطن العربي، وأشرف على بناء معاهد زراعة قلب اصطناعي وعلى عمليات زرع في دول عربية كثيرة، وشارك في تطوير القلب الاصطناعي بالتعاون مع شركات ومؤسسات عالمية منها مختصة بالجيل الجديد من القلب الاصطناعي، الذي يمكن له أن يبقى فعالا طيلة حياة الإنسان». وتابع «هذا دليل على أننا قادرون على التحدي وإحراز النجاحات الطبية والجراحية رغم كل ظروف الاحتلال. ولا يقل أهمية البعد السياسي القومي الذي يشير لوفرة الكفاءات والطاقات عندنا. وإذا كنا تحت الاحتلال ننجح ببناء مشاريع وحيازة ألقاب ومراتب عالمية فلك أن تتخيل الإمكانيات الكبيرة الكامنة في الوطن العربي ولدى الأمة العربية».
وأوضح أن المنصب مؤثر جدا علميا وسياسيا ويفتح آفاقا كبيرة للتعاون بين المجتمع الفلسطيني والعربي، وبين أرقى الجامعات الغربية في مجال العلم والتقدم الحضاري. ويضيف «بدأت باستغلال المنصب لخدمة أطباء عرب وفتح مجالات تخصص وإجراء أبحاث علمية في المملكة المتحدة، حيث ترصد ميزانيات هائلة للبحث العلمي العالمي بشرط التعاون مع مؤسسات علمية في دول العالم الثالث. كما ينبه إلى أنه شرع في استغلال المنصب الجديد والمجاني لتدعيم العمل الفلسطيني المؤسساتي حيث سيقوم عشرة أطباء أطفال بريطانيين بزيارة فلسطين في سبتمبر/ أيلول المقبل للمساهمة في إجراء عمليات جراحية للأطفال. كذلك تم إرسال طلاب من جامعة النجاح إلى بريستول، فيما يستعد فريق أطباء وإداريون فلسطينيون لزيارة جامعة غلاسكو لاستكمال المشاركة في مجالات شتى.
برنامج ريادي فى نابلس
حاج يحيى الذي يعمل أيضا كمستشار للجنتين تابعتين لحكومتي بريطانيا واسكتلندا في مجال زراعة القلب والرئتين، كشف عن إطلاق برنامج ريادي على مستوى كل العالم العربي في نابلس يعنى بزراعة القلب والرئتين، لافتا إلى استخدام طرق طلائعية في هذا المجال تم تطويرها علميا وتقنيا، مستفيدا من الخبرة العلاجية الكبيرة خاصة في مجال زرع رئات من متبرعين بعد وفاة الدورة الدموية عندهم، مما ضاعف من عدد المتبرعين وأعداد عمليات زرع الأعضاء في ظل نقص كبير في الأعضاء البشرية في فلسطين.
وردا على سؤال عن مستقبل زراعة الأعضاء في المستشفيات الفلسطينية قال حج يحيى إن القدرات موجودة وبدأ تحقيقها، لافتا للحاجة لاستكمال بناء نظام حكومي متكامل يشرف على هذا المشروع الطبي الإنساني الفريد. كما يشير الى الحاجة لحملات توعية منهجية لحيوية تبرع الناس بأعضائهم وإنقاذ سواهم، لافتا إلى استكمال سن قانون فلسطيني جديد ينظم هذا المجال بمساعدة رئيس حكومة فلسطين رامي حمد الله، بعدما كان يعتمد قانون مصري متقادم. وتابع «ينطوي ذلك على أبعاد إنسانية وطبية وثقافية كبيرة، وقد بدأنا حملة التبرع بالأعضاء في فلسطين في 2017».