درهم وقاية

د. خالد عمارة: النوم يساعد على بناء الأنسجة والتئام الجروح والكسور

يتعرّض الإنسان لجروح بين حين وآخر؛ قد لا تتطلّب العديد من تلك الجروح زيارة الطبيب، بل مجرّد الحفاظ على الصحة وتجنّب العدوى وبذل كل ما بوسعك لضمان استشفاء الجروح في أسرع وقت وبأعلى كفاءة ممكنة. ولحسن الحظ، هناك عدد من الخطوات التي يمكن اتخاذها للمساعدة على استشفاء الجروح بصورة أسرع ومساعدتك على الاستمرار في حياتك بشكل طبيعي. ومن أهم تلك الإجراءات الحصول على قدرٍ كافٍ من النوم. حيث يقوم الجسم بإصلاح نفسه أثناء النوم، وقد تستغرق عملية الاستشفاء المزيد من الوقت إن لم تحصل على قدر كاف من النوم. النوم أساسي أيضًا لصحة الجهاز المناعي وذلك لتجنّب العدوى أثناء استشفاء الجرح. التزم بالحصول على ساعات نوم مناسبة لمساعدة الجروح على الاستشفاء بسرعة وكفاءة.

مراحل النوم

يقول الدكتور خالد عمارة أستشارى العظام بطب عين شمس:

أثبتت الأبحاث العلمية كلها أن النوم هو وقت بناء الأنسجة والتئام الجروح والكسور,  وإصلاح جهاز المناعة, ونمو الأطفال, وتجديد المخ وقدراته.

والنوم يتكون من أربعة الى خمسة مراحل وهذه المراحل تتكرر ثلاثة إلى خمسة مرات في الليلة الواحدة يعني النوم الطبيعي يحتاج ثلاثة الى خمسة دورات.. كل دورة تستغرق ما بين 90 الى 120 دقيقة مما يجعل المحصلة حوالي سبعة ساعات على الأقل.

المرحلة الأولى: هي الدخول في النوم وتكون حركة العين فيها بطيئة وتبدأ أجهزة الجسم في الهدوء و تتراجع سرعة نبضات القلب.

المرحلة الثانية: يدخل فيها الإنسان في نوم عميق ومعها تكون سرعة حركة العين بطيئة.

المرحلة الثالثة: هي مرحلة إفراز هرمون النمو وبناء الأنسجة والتحام الكسور والجروح وتعويض أي أنسجة تم تدميرها اثناء النهار .. ويصاحبها نوم عميق لكن حركة العين تكون أسرع … وهذه المرحلة يصاحبها ما يسمى موجات دلتا.

المرحلة الرابعة: مرحلة الأحلام وتفريغ الطاقات النفسية المخزونة ومعها زيادة في حركة العين والجسد.

وعدم النوم بإنتظام أو نقص كمية النوم يؤدي بالتدريج الى الإصابة بالأمراض مثل السكر والضغط وأمراض المناعة وعدم التآم الكسور والسمنة .. إلخ

كذلك نقص نوعية النوم حيث أن استعمال المنومات والمخدرات والكحول يؤدي إلى النوم, لكن لا يؤدي إلى المرحلة الثالثة والرابعة بدرجة كافية.

صدق الله العظيم في سورة النبأ :

“جعلنا نومكم سباتا وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا”

وأهم أسباب اضطراب النوم في العصر الحديث هو كثرة التعامل مع الشاشات.. شاشات المحمول أو الحاسوب أو المذياع المرئي … إلخ .

كذلك من الأسباب الهامة تراجع كمية المجهود البدني والعضلي وتزايد المجهود النفسي والعقلي والهموم .

فضلا عن التدخين والقهوة والمشروبات الغازية التي تحتوي على الكولا.

الصحة الجيدة تستلزم نوم جيد … وربما يساعد على النوم الجيد أن تبتعد عن الشاشات .. وتتوضأ .. وتتواصل لبعض الوقت مع ربك .. كي تتنزل السكينة على قلبك .. وتنام !!

السكينة نعمة… والنوم الهادئ نعمة

نعمة ينعم الله بها على من يشاء: كما قال في سورة آل عمران: ثمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ ۖ

وكما قال في سورة الفتح :

هُوَ ٱلَّذِىٓ أَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ فِى قُلُوبِ ٱلْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوٓاْ إِيمَٰنًا مَّعَ إِيمَٰنِهِمْ ۗ وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا. صدق الله العظيم

د. خالد عمارة

أستاذ العظام بطب عين شمس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى