نموذج مطور يتوقع حدة موسم حمى القش
تُعتبر الحساسية الموسمية أو حمى القش حالة شائعة. وتحدث الحساسية الموسمية فقط في أوقات معينة من السنة، ولا سيما في الربيع أو الصيف أو الخريف، وذلك بحسب المادة التي يتحسس منها الشخص.
وتظهر الأَعرَاض بشكلٍ رَئيسيَ في الغشاء المبطن للأنف، ممَّا يَتسبَّب في التهاب الأنف التحسُّسي، أو الغشاء المبطن للأجفان والمغطي لبياض العينين (الملتحمة)، مما تسبب في التهاب الملتحمة التحسُّسي.
ووفقا لدراسة حديثة, تصيب حالات الحساسية 10 % إلى 20 % من سكان العالم، وفق الأكاديمية الأوروبية للحساسية وعلم المناعة السريري. ولا تقتصر التبعات على العطس واحمرار العينين، بل يشكل موسم الحساسية كابوسا للمصابين بالربو، كما قد يؤدي ذلك إلى اختلالات في النوم وفي الأداء الوظيفي أو الدراسي، بحسب الدراسة التي نشرتها مجلة “ساينس أدفانسز”.
وفي ظل المخاوف من أن يكون موسم الحساسية هذا العام 2021 أسوأ من السنوات السابقة، طوّر باحثون للمرة الأولى نموذجا يتيح تحديد مستوى حبوب اللقاح المحتمل في الجو ما من شأنه المساعدة على توقع حدة الحساسية خلال الموسم.
لكن لم تكن تتوافر من قبل أي بيانات استباقية لتوقع الوضع على المدى الطويل للأشخاص المعنيين، وكان نطاق التوقعات بشأن مستويات حبوب اللقاح لا يتعدى يوما واحدا، على ما أوضح كارستن سكيوث أحد معدي الدراسة وأستاذ علوم الغلاف الجوي في جامعة ورسستر.
وسيسمح تطبيق النموذج الجديد على نطاق واسع، على سبيل المثال للأشخاص الذين يعانون الحساسية بأن يتجنبوا أماكن معينة أو أن يعرفوا ما إذا كانوا في حاجة لعلاج وقائي.
وركز الباحثون في دراستهم على حبوب اللقاح من الفصيلة النجيلية، وهي من أبرز فصائل النباتات المسؤولة عن الحساسية.
وقال الباحث: “حللنا مستويات تركّز حبوب اللقاح في الغلاف الجوي في مواقع عدة في بريطانيا وفرنسا وبلجيكا وبلدان أخرى في أوروبا الشمالية”. وقارن الباحثون هذه البيانات لسنوات مع تسجيل درجات الحرارة وكمية المتساقطات.
ومن بين ملاحظات الباحثين كان تركز الظواهر في مناطق محددة. ولبعض أجناس النباتات، كان يتعين وجود المطر والحرارة لنمو هذه الظواهر فيما للآخرين، “لا يبدو هطول المطر عاملا مهما”، وفق كارستن سكيوث .
لذا يتعين تحديد نموذج مختلف لكل منطقة. وبعدها بالاعتماد على سجلات الأرصاد الجوية، قبل بدء الموسم، سيكون من الممكن القول: “هل سجلنا نموا كبيرا للأعشاب وبالتالي هل سيكون الموسم قاسيا أم أقل حدة من العام الماضي؟”.