درهم وقاية

المبالغة فى ممارسة الرياضة قد تشير إلى الإصابة بعقدة “أدونيس”

كثيرون من الذين يمارسون الرياضة يبالغون فيها إلى حد أنهم يتأذون بدل أن يصبحوا أكثر لياقة. ولقد حقق علماء, الأوبئة في “مراكز الحد من الأمراض” فى أتلانتا بولاية جورجيا مع 2500 رجل وامرأة بعد مرور سنة على اشتراكهم فى مسابقة ركض لمسافة عشرة كيلومترات فتبين أن أكثر من ثلثهم أجبروا على تقليص تمارينهم أو إلغائها بسبب إصابة عضلاتهم, وأن سُبعهم خضعوا لعلاج الطبي بسبب هذه الإصابات.

يقول الخبراء أن عدداً قليلاً من الذين يبدأون برنامجاً للتمارين الرياضية يستمرون فترة كافية لإدارك فوائده. وفى الوقت الحاضر يقر اختصاصيو التجبير والتقويم أن عملهم مزدهر في معالجة تمزق العضلات والتهاب الأوتار والتواء المفاصل التي يسببها التمرين المفرط.

وفي هذا الصدد قال الطبيب “آدم شكرود” المشارك في دراسة التي شملت أكثر من مليون و200 ألف شخص: “ممارسة التمارين الرياضية أكثر من 23 مرة في الشهر الواحد ولمدة 90 دقيقة في كل مرة يرتبط بشكل منهجي بصحة عقلية سيئة”.

وأضاف أن الأشخاص الذين يمارسون التمارين لوقت طويلة جداً يمكن أن يعانوا من سوء المزاج خلال النهار بنسبة أكبر بكثير من أولئك الذين يقومون بهذا بشكل معتدل.

عُقدة أدونيس

من جانبها قالت الجمعية الألمانية للطب النفسي وطب الأعصاب، إن مبالغة الرجال، ولا سيما الشباب، في ‫ممارسة الرياضة قد تشير إلى إصابتهم بعقدة أدونيس، وهي عبارة عن إدراك ‫مشوه لصورة الجسم واعتباره ضعيفاً ومترهلاً رغم تمتعه بقوام ‫رياضي. وأدونيس هو شخصية من الأساطير اليونانية، شاب فاتن معجب بنفسه.

وأضافت الجمعية أن الرجل المصاب بعقدة أدونيس يحاول الوصول إلى شكل ‫مثالي لجسمه من خلال الإفراط في ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية؛ من أجل ‫تقوية العضلات وحرق دهون الجسم.

وشددت الجمعية على ضرورة استشارة طبيب نفسي في ‫أقرب وقت ممكن؛ من أجل الخضوع للعلاج مبكراً والتخلص من هذه العقدة.

وفى نفس السياق أكدت دراسة سويدية شملت أكثر من 44 ألف شخص، تتراوح أعمارهم ما بين 45 و79 عاما، وتم سؤالهم عن مدى ممارستهم للرياضة في عمر 15 و30 و45 عاماً، وكشفت النتائج أن الرجال الذين قاموا بممارسة تمارين التحمل عالية الشدة لمدة تزيد عن 5 ساعات ارتفع خطر إصابتهم بعدم انتظام في ضربات القلب عندما تقدموا في العمر.

الأعراض التي تدل على الإفراط في ممارسة الرياضة:

​–الشعور بألم في العضلات أو ثقل في الأطراف.

-حدوث إصابات ناتجة عن فرط النشاط.

-فقدان الدافع لممارسة الرياضة.

-عدم القدرة على أداء التمارين الرياضية بنفس المستوى السابق.

-الحاجة إلى فترات راحة أطول.

-الشعور بالتعب.

-الشعور بالاكتئاب.

-تقلبات مزاجية أو القلق.

-مشاكل في النوم.

-الإصابة بنزلات برد أكثر.

-خسارة الوزن السريعة

نصائح الخبراء

يقول طبيب القلب الأمريكي “جيمس ريب”: “إن النصح الطبي بالتمارين الرياضية لا يعني الركض حتى العرج أو السباحة حتى تشنج الذراعين والساقين”. هنالك تأثيرات مفيدة صحياً حتى فى أقل درجات التمارين الرياضية الصحيحة. فالسير بسرعة تزيد 25% على سيرك المعتاد يمكن أن يوصل جهاز الأوعية الدموية لديك إلى المستوى الرياضي فى اقل من عشرين دقيقة.

إذن يجب اجتناب قاعدة “لا كسب من غير ألم”. وينصح الدكتور ريب ” : إن مفتاح الوصول إلى أعلى الفوائد في التمارين الرياضية هو في اتباع برنامج منطقي وغير مؤذ”.

ابدأ بمعرفة وضعك الصحي العام. وهذه المعرفة يجب ان تبنى, مبدئياً على فحص طبي يأخذ في الاعتبار عمرك ووزنك ونمط حياتك ووضعك الصحي الحالي ونتائج اختبار صحة أوعيتك الدموية. وينبه الدكتور كوبر: “إذا كنت تنوي ممارسة رياضة أكثر نشاطاً من المشي فسيكون ضرورياً الخضوع لفحص طبي شامل, مع التشديد على اختبار الإجهاد, إذا كنت تجاوزت الأربعين أو كنت مدخناً أو بديناً او من عائلة ذات ماضٍ طبي فى ما يختص بأمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع نسبة الكولسترول”.

توجه نحو نطاق هدفك المحدد. إن الغاية من اتباع برنامج منطقي وغير ضار هي زيادة فاعلية عمل الرئتين والقلب حتى يتمكنا من توزيع أكبر كمية من الأوكسجين من دون إلحاق أذى بالجهاز العضلي والهيكل العظمي. ومن البديهي ان الجهد المطلوب لزيادة نبضات القلب يختلف بين شخص وآخر. إن رجلاً متوسط العمر يعاني بعض الوزن الزائد ويقضى معظم وقته جالساً لا يحتاج إلى أكثر من بضع دقائق من المشي السريع ليحصل على زيادة فى نبضات قلبه.

اختر التمرين الذي يضع سرعة نبضات قلبك فى نطاق هدفك والذي يكون ممتعاً وغير مؤذٍ فى آن. وهناك كثير من النشاطات التي تزيد فاعلية وصول الأوكسجين إلى أجهزتك, وبينها المشي السريع والهرولة والركض وركوب الدراجة والسباحة والقفز فوق الجبال. لكن بعض هذه التمارين يتميز بالجهد القوي فيشكل ضغطاً فائقاً على العضلات والمفاصل, من ذلك الركض والقفز فوق الجبال.  

واعلم أن ليس من الضروري أن تكون فى منتصف عمرك لتجد أن التمارين المجهدة شاقة جداً. حتى ابن الخامسة والعشرين قد يتعرض للأذى إذا بدأ التمارين المجهدة بحماسة كلية ولم يكن مهيأ لها.

ما هو البديل؟

ينصح الدكتور “ريب” وغيره من أطباء القلب بالمشي. فى دراسة تبين أن 90% من النساء اللواتي تراوح أعمارهن بين العشرين والتاسعة والسبعين استطعن الحصول على معدل النبض المطلوب خلال كيلومتر ونصف كيلومتر من السير السريع, كما أن 80% من الرجال الذين تخطوا الستين استطاعوا الحصول على الفوائد الكاملة من جراء هذا التمرين. كذلك تبين أن ثلثي الرجال تمكنوا من الوصول إلى نطاق هدفهم خلال كيلومتر ونصف كيلومتر.

يشدد الدكتور ريب: ” إن مفتاح الوصول إلى أوعية دموية سليمة وقلب سليم يكمن فى الثبات وليس في تجسيد هذه الفكرة فى أنظمتهم الرياضية, ويكونون أوفر صحة وأكثر لياقة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى